نظرة شاملة حول تقاليد الجمال حول العالم وكيف تتغير المعايير الجمالية من ثقافة لأخرى
إن فهم وتقديرالمعايير الجمالية عبر الثقافات المتنوعة، قد يوسع وجهة نظرنا حول ما يجعل المرأة جميلة؛ وبما أن مفهوم الجمال يختلف اختلافًا كبيرًا بين الثقافات، سواءً من تركيز العالم الغربي على السمات الجسدية مثل: البشرة الصافية والميزات المتماثلة إلى المُثل الإفريقية التقليدية للقوة والشجاعة؛ أو يختلف من حضارة إلى أخرى، ومن فترة تاريخية إلى أخرى، ومع ذلك، يُمكن تلخيص مفهوم الجمال بأنه الخصائص التي ترضي العين وتبعث على الإعجاب والإعجاب والانبهار.
قد تُعد المعايير الجمالية رمزًا للثقافة، وتتأثر بالتاريخ والتقاليد الثقافية، وهذا يعني أن معايير الجمال قد تختلف كثيرًا حسب الثقافة التي يتم تقييمها.
من هذا المُنطلق، جمعنا لكِ أبرز تقاليد الجمال حول العالم، وكيف تتغير المعايير الجمالية من ثفافة لأخرى؛ لذا رافقينا للتعرف عليها:
ما هي أبرز المعايير الجمالية للمرأة حول العالم؟
تختلف المعايير الجمالية في جميع أنحاء العالم، من بلد لآخر ومن ثقافة لأخرى، وتتغير أيضًا مع مرور الوقت. فعلى سبيل المثال، في بعض الثقافات، تُعتبر المرأة السمراء الجذابة، بينما في ثقافات أخرى، يرتبط جمال المرأة بالبشرة الشقراء والشعر الأشقر.
بالإضافة إلى ذلك، توجد اختلافات في بعض المعايير التي كانت تُعتبر رائجة في الماضي، فمثلاً كان صغر حجم الفم معيارًا للجمال في الماضي، في حين أصبحت الشفتان الممتلئتان والفم الواسع هي المعيار في العصر الحالي.
ولا يزال الشعر الطويل يُعتبر معيارًا للجمال في أعين الكثير من الناس، ولكن في بعض القرى في أفريقيا، يُعتبر الصلع جمالًا وجاذبية للمرأة. وفي الولايات المتحدة وأوروبا، تعتبر القامة الطويلة والشكل الهندسي للجسم كمعيار جمال، بينما في الصين واليابان وكوريا، تعد المرأة القصيرة هي الأجمل لأنها تُظهر أنوثتها ورقتها. وهناك العديد من المعايير المختلفة في الثقافات الأخرى أيضًا، أبرزها:
المعايير الجمالية عند الفراعنة
اهتم الفراعنة القدماء لقياس الجمال بالعيون الكحيلة أكثر من غيرها إذ بحثوا عن أجود أنواع الكحل معتبرين أن المرأة كلما ركزت على جمال عينيها أصبحت أكثر سحرًا وجاذبيه،كما أنهم اهتموا كثيرًا بالعطور والأبخره ، إذ يعتبر الفراعنة أول من استخدم اللبان لتعطير الفم.
من ناحية أخرى، وصفت المرأة الجميلة قديمًاً بامرأة دقيقة الخصر، ضامرة البطن، وصدرها براق اللون متلألئ الصفاءة كتلألؤ المرآة، وغير عظيمة البطن ولا مسترخية، ولا يشتكى قصر منها ولا طول كما كان العرب يحبون المرأة الممتلئة إلا أن الرجل العربي غدا يحب المرأة ذات القوام الممشوق و التي تتمتع بالنحافة.
المعايير الجمالية في الثقافة العربية
تُعتبر المرأة ذات الشعر الداكن، والبشرة الحنطية، والعيون البنية الغامقة والشفاه الممتلئة والجسم ذي الانحناءات هي الجميلة والجذابة، واستمرت هذه السمات كثابتة في هذه المنطقة على مر السنين.
المعايير الجمالية في جنوب السودان
في بعض الدول الافريقية مثل جنوب السودان تهتم الكثير القبائل بالشقوق التي يقومون بعملها على وجه المرأة منذ ولادتها للقيام بحمايتها، و يقومون بعمل هذه الشقوق أيضًا على بطنها ويديها، ويعتبرون المرأة غير المخمشه لا تصلح للزواج.
المعايير الجمالية في الولايات المتحدة وأوروبا
يتم توجيه الاهتمام عادةً نحو الجسم الأنثوي المثالي بشكل الساعة الرملية، ومن حيث ملامح الوجه، فإن الأمريكيين والأوروبيين المعاصرون يفضلون الوجه ذو الملامح المحددة والأنف الصغير والخدود المحددة.
المعايير في شرق آسيا
يُعتبر لون البشرة الفاتحة هو السمة الرئيسية التي تحدد معايير الجمال. وعادةً ما لا تستخدم النساء في تلك الثقافات منتجات التسمير، لأن الثقافة الآسيوية تقدر البشرة الفاتحة، ويعتبر القامة القصيرة هي المرأة الجميلة في تلك البلدان، ولا تولي هذه الثقافات اهتمامًا خاصًا لمنحنيات الجسم.
المعايير الجمالية في أمريكا اللاتينية
يُركز عادةً على النصف السفلي من جسد المرأة، حيث تُقدر الثقافة الجمالية في أمريكا اللاتينية المرأة ذات الأرداف الكبيرة والساقين الطويلتين والصدر الصغير.
المعايير الجمالية في الهند
تُعتبر المرأة الجميلة ذات البشرة الداكنة أو البنية الفاتحة، وتمتاز بخصر مسطح، وشكل جسم الساعة الرملية، وتمتلك عيونًا كبيرة وشفاهًا حمراءً ممتلئة، وشعر أسود طويل مستقيم أو مجعد. واستمرت هذه الصورة أو بعض أشكالها على مر القرون، ربما بتشجيع من الصور الدينية للآلهة الهندوسية.
المعايير الجمالية في اليابان
هناك مقاييس مختلفه،فاليابانيون يفضلون أن تكون المرأة بيضاء ناعمه ورقيقه الشكل، صافية البشرة والعنق، هادئة الصوت، قدماها صغيرتان مشيتها رقيقة ومتقاربة الخطى. إضافة إلى ذلك، فإنهم يعتبرون الطول عيبًا لو ليس ميزة في المرأة.
باختصار، يُمكن القول إن المعايير الجمالية تختلف بشكل كبير في العالم، وتعكس الثقافة والتقاليد والقيم الاجتماعية لكل منطقة وثقافة. لذا يجب أن ندرك أن تحديد الجمال بناءً على معايير محددة قد يؤدي إلى تعزيز النماذج الجمالية الاستثنائية، وإهمال التنوع وتعدد الجماليات الموجودة في العالم. كذلك يجب أن نتبنى رؤية أكثر شمولاً للجمال ونحترم ونقدر التنوع الثقافي والجمالي في مجتمعاتنا.
ما هي أبرز علامات الجمال العالمية للمرأة؟
إليك أبرز علامات الجمال العالمية لدى المرأة، وذلك على النحو التالي:
- الشامة أو الحسنة: والتي تكون أسفل الشفاه، أو أعلاها.
- الشعر الطويل: الذي يتميز بنعومته، ولمعانه، وكثافته، حيث يبرز جاذبية وجمال المرأة، خاصةً عندما يكون الشعر منسدلاً على الأكتاف.
- الطول المتوسط: حيث يمنحها قواماً مناسباً لوزنها، كما يعد الطول الزائد أو القصر الزائد من العلامات غير المحببة عند البعض.
- الأصابع الطويلة والرفيعة: تعد من علامات الجمال، كما تعد الأظافر متوسطة الطول، والمقوسة من العلامات التي تزيد جمال الأصابع خاصة عند طلائها.
- السيقان الممشوقة: وهي السيقان المتناسقة مع باقي الجسم، والممتلئة الناعمة. القدم الأخمصية: وهي التي يكون فيها مشط الأصابع منحنياً للأسفل عند رفع القدم عن الأرض، كما يجب أن تكون صغيرة.
- الرشاقة: حيث تعني الاعتدال بالوزن، مع التمتع بالخفة الملحوظة.
- الرقبة الطويلة والبارزة: حيث تزيد جاذبية العنق. البشرة الصافية: التي لا تحتوي على حبوبٍ أو بثور.
من ناحية أخرى، علامات الجمال العالمية في الوجه، هي:
- الأنف: الذي يتميز بحجمه الصغير، والمرتفع للأعلى.
- الشفاه الطبيعية: التي تتميز بكبر النصف العلوي عن السفلي.
- شكل الوجه: حيث يعد الشكل المعتدل الذي ليس مستديراً ولا طويلاً من علامات جمال المرأة.
- الشفاه المحددة طبيعيًا: والتي تتميز بلون أطرافها الغامق قليلًا، حيث تزيد جمال الملامح، وتعطي ابتسامة جذابة، كما أنّ الفم الصغير أيضاً من علامات الجمال.
- الحواجب: والتي تكون محددة ومرسومة طبيعيًا، وعريضة كثيفة.
- الشعر بين الحاجبين: حيث يعتبره البعض من سمات الجمال.
- الرموش الطويلة: حيث تظهر جاذبية العينين وجمالهما. الأذن الصغيرة: حيث تضيف بعض ملامح البراءة والطفولة، كما تظهر تناسقها مع ملامح الوجه.
- الصوت الناعم: حيث يبرز رقة المرأة وأنوثتها.
- العيون الواسعة:إذ تُعد العيون من أبرز علامات الجمال، كونها لغة التعارف، بالإضافة للعيون الحور التي يكون بياضها أشد من سوادها.
- الغمازات: تُعد الغمازات من علامة الجمال، سواءً كانت على خد واحدة، أو على الخدين، أو على الذقن، فهي تضيف لمحةً من الجمال عند الضحك، مما دفع بعض النساء للبحث عن بعض الحلول من أجل الحصول عليها ومنها العمليات التجميلية.
- النمش الخفيف: فهو يضيف الكثير من الأنوثة والرقة على ملامح المرأة.
ما هي المعايير الجمالية حول العالم؟
سنتطرق سويًا خلال السطور القادمة، إلى أبرز المعايير الجمالية حول العالم، وذلك على النحو التالي:
المعايير الجمالية في الثقافة الإفريقية
تركز معايير الجمال في الثقافة الإفريقية على عوامل متنوعة، مثل: "المؤهلات الذهنية، والمهارات الحرفية والرضاعة الطبيعية، والتسامح المتبادل، والشجاعة والعدالة.
عموًما، يُعد الجمال في الثقافة العربية شيئًا مرتبطًا بغالبية الجوانب الحياتية، بما في ذلك في الفن العربي، وتشمل المعايير الجمالية في الثقافة العربية العناصر الداخلية والخارجية، مثل: "العفوية، والبساطة، والحكمة والعقلانية، والأناقة والروعة"، ويشتمل تحديد الجمال على كثير من العوامل، مثل:"السن، والجنس، والقوام وموقع الشخص".
من ناحية أخرى، يشتمل الفن العربي على مجموعة واسعة من المعايير الجمالية، من الأناشيد الشعرية والأدب الجميل إلى العمارة والفنون الجميلة. ولكن واحدة من المعايير الأساسية للجمال في الفن العربي هي التركيز على الخطوط النظيفة، والأشكال البسيطة، والأناقة المتواضعة، وتشمل الأعمال الفنية عادةً أسلوب الكتابة بالخط العربي المميزة، وهي تجسد الأناقة والتفاني في الإبداع الفني.
المعايير الجمالية في الثقافة الغربية
يُعد الجمال في الثقافة الغربية كما نراه في الفن والتصميم وحتى في الوسائل الإعلامية يركز على الخصائص الجسدية والمظهر الخارجي الجميل، وغالبًا ما يتحدد قيمة المرأة، وقدّرها في المجتمع بمظهرها الخارجي وطريقة تقييم جسدها.
عمومًا، تميل القيم الجمالية في الفن الغربي إلى تقييم الجمال من خلال الملمس الناعم، والألوان الغنية والحركة الديناميكية، وتميل اللوحات والنحت الغربية إلى إظهار الأشكال الجسدية في تفاصيلها الدقيقة والتفاصيل الكبيرة.
وفي هذا الشأن، تمتلك وسائل الإعلام الغربية تأثيرًا كبيرًا في معايير الجمال، وهذا يعني أن النساء خاصة يتعرضن لضغط من وسائل الإعلام لاعتماد معايير جمالية معينة، بما في ذلك الجسد المثالي ومظهر الشباب.
المعايير الجمالية في الثقافة الآسيوية
تُركز معايير الجمال في الثقافة الآسيوية على العواطف الداخلية والروحية، والسلوك الحسن، والإدراك الثقافي، ويتحقق الجمال الداخلي من خلال السلوك الصالح، مثل: "الحكمة والتواضع والاستقامة والتأمل".
فضلًا، عن ذلك، تتمحور الجمالية حول دقة التفاصيل، والبساطة، والتوازن، والتعبير الفني العميق، وعلى سبيل المثال، يقدر الناس في جميع أنحاء العالم فن الأدب الصيني والياباني كثيرًا بسبب جماله التعبيري وطريقة كتابته المميزة.
والجدير بالذكر، أنه من الممكن أن تتأثر المعايير الجمالية في آسيا بوسائل الإعلام، ولكن الثقافة التقليدية والحنكة قادرة على الحفاظ عليهاعن حضارات العالم الأخرى.
المعايير الجمالية في الثقافة الأوروبية
يُعد الجمال في الثقافة الأوروبية عادةً شيئًا يتعلق بالمظهر الخارجي، ويتمثل مفهوم الجمال في الثقافة الأوروبية في القيم المتعلقة بالتناغم والترتيب والتناسق، التي تتناسب مع هيكلية الجسم، والوجه، والشعر والبشرة، ويشمل تحديد الجمال في الثقافة الأوروبية أيضًا على العوامل الداخلية، مثل: "الذكاء، وحسن الأخلاق".
وفي هذا الشأن، يشتمل الفن الأوروبي على مجموعة واسعة من المعايير الجمالية، من التماثيل الكلاسيكية، والمنحوتات إلى اللوحات الزيتية، واللوحات الفنية المختلفة.عادةً ما يتميز الفن الأوروبي بالأسلوب المركز على الواقعية، والدقة، والتفاصيل الدقيقة والاهتمام بالترتيب والتناسق في المعالم والأشكال، وتشمل الأعمال الفنية عادةً أسلوب الرسم بالزيت الذي يتناسب مع الدقة والواقعية والترتيب في الفن الأوروبي.
كيف تتغير المعايير الجمالية بمرور الوقت؟
معايير الجمال ليست ثابتة، بل تتغير بمرور الوقت مع تطور المعايير الثقافية والقيم المجتمعية؛ على سبيل المثال، يختلف النموذج المثالي المتعرج الكامل لعصر النهضة اختلافًا كبيرًا عن النموذج المثالي النحيف والرياضي في العصر الحديث.
ما الدور الذي تؤديه وسائل الإعلام في تشكيل المعايير الجمالية؟
لوسائل الإعلام تأثير قوي في تشكيل معايير الجمال، إذ تؤدِّي دورًا رئيسًا في نشر صور الجمال المثالي؛ ومع ذلك، من المهم إدراك أن هذه المعايير غالبًا ما تكون غير واقعية، وقد يكون لها آثار ضارة على احترام الذات وصورة الجسد للنساء تحديدًا.
كيف يُمكننا أن نقدر ونحتفل بالمعايير الجمالية المتنوعة؟
خطوة مهمة في تقدير المعايير الجمالية المتنوعة هي إدراك أنه لا توجد طريقة "صحيحة" واحدة لتكون جميلًا. أما عن الاحتفال بها، فيُمكننا زراعة وجهة نظر أكثر شمولًا وقبول العالم، ويمكننا أيضًا محاولة تحدي الصور النمطية الضارة للجمال وتعزيز الصور الإيجابية والواقعية للجمال في وسائل الإعلام.
وأخيرًا، المعايير الجمالية مفهوم يتأثر بالعوامل الثقافية، والتاريخية، والاجتماعية، ومن خلال استكشاف المعايير المختلفة للجمال في جميع أنحاء العالم، يُمكننا اكتساب فهم أعمق للتنوع الغني للثقافة الإنسانية، وإدراك أنه لا يوجد تعريف واحد للجمال.