كيف يمكنك الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في خدمة جمالك؟ إليك كل المعلومات
في عالم الجمال الفخم، حيث كل التفاصيل مهمة، تشهد العناية بالبشرة والماكياج تحولا رائدا. نظرا لأن التطورات الرقمية أصبحت جزءا لا يتجزأ من وجودنا، فالذكاء الاصطناعي يندمج بسلاسة في الجمال وروتين العناية بالبشرة، مقدما تخصيصا غير مسبوق وحلولا متقدمة لمكافحة الشيخوخة واختيار المنتجات المثالية. وبذلك أدى إدخال تقنية الذكاء الاصطناعي إلى صناعة التجميل إلى تحديث قدرات علامات التجميل والتجارب التي يمكن أن توفرها للمستهلك.
العناية بالبشرة حسب الطلب
إن السعي الأبدي للجمال الدائم حليف هائل في الذكاء الاصطناعي. في حين أن الحل النهائي لمكافحة الشيخوخة لا يزال لغزا، فإن الذكاء الاصطناعي يسد الفجوة، ويقدم رؤى حول عملية الشيخوخة. أصبح نهج «مقاس واحد يناسب الجميع» التقليدي قديما في مشهد العناية بالبشرة الفاخر، حيث تسعى المستهلكات المثقفات والمعاصرات، بأذواقهن الراقية، إلى الحصول على تجارب ومنتجات مصممة خصيصا لبشراتهن، وتتوافق مع احتياجاتهن المتميزة. هنا هو المكان الذي تلعب فيه تقنيات العناية بالبشرة التي يقودها الذكاء الاصطناعي دورا كبيرا. تخيلي سيناريو أنه أصبح بإمكانك إجراء فحص سريع لوجهك عبر جهازك المحمول، يوفر لك إمكانية الكشف عن رؤى حول ترطيب بشرتك وصحتها والمشكلات المحتملة. هذا ليس حلما بعيد المنال، ولكنه حقيقة أصبحت ممكنة من خلال التطبيقات والأدوات المليئة بالذكاء الاصطناعي، من خلال التحليل الدقيق لسمات البشرة الفردية، تقدم هذه الابتكارات أنظمة مخصصة للعناية بالبشرة، وتعالج المخاوف التي تتراوح من حب الشباب والجفاف إلى التصبغ والتجاعيد. الآلية الأساسية لهذه الأجهزة هي خوارزميات متطورة تنخرط في مجموعة بيانات شاملة، مع فهم عميق للفروق الدقيقة لكل بشرة، وبذلك تُطرح المنتجات والعلاجات التي تعد بأفضل النتائج من خلال آلية الذكاء الاصطناعي.
والدليل على هذا هو ابتكار الكثير من الشركات العالمية مثل "ديور" Dior و"لانكوم"Lancôme أجهزة وتطبيقات تمنح حلولا مثالية للبشرة من خلال الذكاء الاصطناعي، وأيضا التعاون بين L'Oréal وModiFace، الشركة الرائدة في السوق العالمية في الواقع المعزز والذكاء الاصطناعي لصناعة التجميل، الذي أدى إلى ابتكار أداة تشخيص الجلد التي تعمل بالذكاء الاصطناعي باستخدام صور سيلفي بسيطة، توفر هذه الأداة للمستخدمين تحليلا متعمقا لشيخوخة الجلد، وتقترح منتجات لمواجهة المشكلات المحددة.
سخرت "لانكوم" التقنيات الجديدة لتحويل تقنية التجميل إلى قوة رئيسة. من خلال الجمع بين قدرتها العلمية وخبرتها التكنولوجية وقوة بياناتها، ووضعها في خدمة المستهلكين، مقدمة أداء يغير قواعد اللعبة وتجربة جمال أحدثت ثورة تسمح للنساء بتجربة تقنية التجميل بطريقة شخصية. رؤية "لانكوم" لتكنولوجيا التجميل هي رؤية قريبة من النساء وتمكنهن بالأجهزة والخدمات من فهم احتياجاتهن الفريدة والتوصية بأفضل المنتجات والأساليب الروتينية الدقيقة.
مثبتة بالعلم ومدعومة بالتكنولوجيا
في عالم البشرة:
تم إطلاق Lancóme Skin Screen في عام 2020، وهي خدمة متطورة لتحليل بشرة المرأة، مستوحاة من الدراسات السريرية والأجهزة المعتمدة من أطباء الأمراض الجلدية. وهو متاحة اليوم في أكثر من 30 دولة. تمثل Skin Screen مزيجا رائعا من تقنية الضوء الثلاثي القطبي التي تجمع بين الضوء المرئي القياسي والمستقطب مع ومضات الأشعة فوق البنفسجية، المرتبطة بخوارزميات الذكاء الاصطناعي ورؤية الكمبيوتر لقياس 12 معلما من معالم الجلد السريرية الرئيسة، بما في ذلك الملمس، والاحمرار، والبقع البنية، والمسام المرئية والمسدودة، والتجاعيد والخطوط الدقيقة، والثبات، والترطيب والمؤثرات الخارجية، لتحقيق تحسين دائم وإثراء خدمة العملاء. تم إثراء Skin Screen أيضا في عام 2022 من خلال ميزة مؤشر صفاء البشرة الحصرية، وتقدم التركيز على الكثير من المعالم التي تسمح بقياس صفاء البشرة وتسجيلها. إضافة إلى ذلك، تتيح Lancóme Skin Screen اكتشاف الاحتياجات المحددة لمحيط العين. تقدم هذه الخوارزمية العميقة الحاصلة على براءة اختراع 3 معالم إضافية إلى Skin Screen مخصصة لمحيط العين مع تصور قياس الهالات السوداء و Crow's Feetأي الخطوط الجانبية الدقيقة وانتفاخات ما تحت العين. أما أداة Youth Finder، فهي أداة تشخيص للعناية بالبشرة تقدم تشخيصا شخصيا وغير جراحي، فعالا ودقيقا للجلد في 15 دقيقة فقط. ومتصلا بتطبيق iPad، يعمل جهاز التحليل البصري هذا على تقييم 6 معالم سريرية هي: الترطيب، والتجاعيد، والصلابة، والملمس، والبقع الداكنة والاحمرار، ويقدم روتينا مخصصا للعناية بالبشرة بناء على الاحتياجات التي حددها الماسح الضوئي.
هذه مجرد لمحة عن المستقبل. في عالم تكنولوجيا التجميل دائم التطور، يعد جهاز تحليل البشرة Skin Analyzer من Dior نموذجا للابتكار، فهو يقدم تقييما شاملا وشخصيا للبشرة. تم تجهيز هذه الأداة عالية التقنية بمقياس لترطيب البشرة، وكاميرا عالية الجودة للتصوير التفصيلي، ومصابيح LED تخدم أغراضا تحليلية متعددة. بعد مسح 3 مناطق رئيسية من الجلد الخد والجبهة وزاوية العين، يوفر الجهاز استخلاصا دقيقا للمعلومات في 5 معالم هي مستويات الترطيب، التجاعيد، الخطوط الدقيقة، البقع الداكنة والمسام المفتوحة والمسدودة. تأتي كل منطقة مع احتياجات خاصة للعناية بالبشرة، سواء كان ذلك الترطيب، أو مكافحة الشيخوخة، أو تفتيح البشرة، أو التحكم في الدهون، أو التقشير. تتم بعد ذلك ترجمة هذه الأفكار إلى روتين تجميل شخصي، مكتمل بتوصيات المنتج المثالي. يقدم Dior Skin Analyzer، الذي تم تطويره واختباره بدقة من قبل LVMH R&D، نهجا شاملا للجمال من خلال الجمع بين حلول العناية بالبشرة والماكياج. ليس مجرد جهاز، بل تجربة تمكنك من فهم احتياجات بشرتك الفريدة ومعالجتها بافعلية. الجهاز متوفر حاليا في أسواق المملكة المتحدة.
في عالم الماكياج:
في عالم يتقاطع فيه الجمال والتكنولوجيا بشكل متزايد، يبرز تطبيق "ليب سكانر" LIPSCANNER من "شانيل" CHANEL. تكمن عبقرية التطبيق الحقيقية في قدرته على المسح الضوئي لأي لون، سواء كان ذلك من مجلة، أو منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، أو حتى من الحياة الواقعية، ومطابقته مع أكثر من 400 لون مميز من "شانيل". تم تطوير التطبيق بالتعاون بين CHANEL Makeup Creation Studio وCHANEL CX Lab، ويستخدم خوارزمية خاصة عبارة عن مزيج من قدرات الذكاء الاصطناعي والواقع المعزز، تم تدريبها على عشرات الآلاف من الصور لتحديد اللون والملمس بدقة، وهو ما يوفر خيارات غير اللامعة والساتانية واللامعة. لكن الأمر لا يتوقف عند هذا الحد، يوفر التطبيق أيضا تجربة افتراضية، وهو ما يتيح لك تصور كيف سيبدو اللون المحدد على شفتيك.
أما أداة SHADE FINDER من "لانكوم"، فيمكنها التوصية بظل الأساس الأكثر دقة لبشرتك بفضل التكنولوجيا المتقدمة التي تجمع بين الذكاء الاصطناعي واحتياجاتك المحددة. تتميز بخوارزمية فريدة، فمن خلال تحديد ما يصل إلى 22000 لون بشرة مختلف، يمكنها التوصية بمطابقة مثالية لدرجة كريم الأساس. كما طرحت "لانكوم" أول خدمة تحليل رموش مدعومة بالبحث وخوارزميات التعلم العميق للذكاء الاصطناعي LASH ANATOMY، هذه الخدمة الجديدة مصممة لمساعدة النساء أخيرا على اختيار الماسكارا المثالية.
وفي صناعة التجميل، أطلقت شركات Estée Lauder تطبيق تجميل مدعوما بالذكاء الاصطناعي ومعزز بالصوت Voice-Enabled Makeup Assistant (VMA) للمستخدمين ذوي الإعاقة البصرية، يساعد التطبيق الأول من نوعه المستخدمين المعاقين بصريا على تطبيق الماكياج بشكل أكثر دقة وسهولة، وهو ما يمثل خطوة مهمة نحو الجمال الشامل. تقنية المرآة الذكية الرائدة في VMA مدفوعة بقدرات الواقع المعزز والذكاء الاصطناعي التي تم تطويرها باستخدام التعلم الآلي. يستخدم VMA تقنيات التعليمات الصوتية لمساعدة المستخدم في تطبيق الماكياج، حيث يتلقى المستخدمون ملاحظات صوتية ونصائح حول ما إذا كان أحمر الشفاه أو ظلال العيون أو كريم الأساس الخاص بهم يتم تطبيقه بالتساوي. باستخدام الذكاء الاصطناعي، يحدد تطبيق VMA الماكياج المطبق على وجه المستخدم ويقيم التماثل والتغطية، كما يحدد أي مناطق على الوجه قد تتطلب تطبيقا أكثر دقة، ويصف بصوت مسموع أين قد تكون هناك حاجة إلى التعديل. سيكون تطبيق VMA متاحا في البداية عبر متجر تطبيقات Apple في المملكة المتحدة عبر esteelauder.co.uk، وستكون علامة Estée Lauder التجارية في المملكة المتحدة وإيرلندا أول من يتبنى هذه التكنولوجيا ويعززها.
أصبحت هذه التجارب الرقمية الآن معيارا تتوقعه المتسوقات اليوم، وتحتاج العلامات التجارية إلى مواكبة ذلك، والجيل Z هو دافع كبير لهذا. مقارنة بالأجيال السابقة، من الطبيعي أن يكون الجيل Z أكثر استعدادا لاستخدام تجارب العلامة التجارية الرقمية المخصصة لفهم صحة بشرتهم ومنتجات التجميل التجريبية قبل الشراء، نظرا لاعتماد هذا الجيل بشكل كبير على الإنترنت وممارسة نشاطات وتفاعلات عديدة من خلاله.
ميزات الذكاء الاصطناعي
النظافة هي ميزة هائلة لتجارب الذكاء الاصطناعي. بينما أزالت بعض العلامات التجارية ميزة اختبار الماكياج أثناء جائحة "كوفيد-19" COVID-19، هذا جعلنا بالتأكيد ندرك مدى عدم صحة اختبار منتجات الماكياج في المتجر. وخاصة أن مختبري الماكياج يميلون إلى وضعهم بالقرب من مناطق العين والفم. ميزة أخرى للذكاء الاصطناعي هي معالجة هدر المنتجات، بتقديم بديل أكثر استدامة للنساء اللواتي يفضلن اختبار المنتج داخل المتجر. من خلال تقديم توصيات عالية الجودة وخدمات تجريبية يمكن أن تحسن دقة اختيار المنتج عند عملية الشراء.
أخيرا، يجسد اتحاد الذكاء الاصطناعي مع العناية بالبشرة والاختيار الدقيق لمنتجات التجميل، دمجا مثاليا للتكنولوجيا مع الرفاهية. ولا سيما في عصر يكون فيه تخصيص حلول دقيقة ومنتجات مثالية، هو ذروة الرفاهية، فبذلك يستعد عالم التجميل والعناية بالبشرة المتمحورة حول الذكاء الاصطناعي لنحت مستقبل جديد لعالم الجمال.