ما هي علامات التمدد على الجسم وكيف نعالجها بالطرق التجميلية؟
يُكتب فصل جديد في تاريخ حركة "النظرة الإيجابية للجسم" منذ أن بدأت النجمات مشاركة صور على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر فيها تلك الخطوط الموجودة على جلد 90 في المئة من النساء.
علامات التمدد (وتسمى أيضاً علمياً بمصطلح "ستريا ديستنسا") هي آفات جلدية من النوع الالتهابي الضموري، وعادة ما تكون متوضعة في مناطق معينة من الجسم مثل الصدر والأوراك والأرداف. لكن علامات التمدد ليست كلها متشابهة: فالظهور الأول يكون لعلامات التمدد الحمراء أو "ستريا روبا"، وهي خطوط ظهرت للتو ويميل لونها إلى الأحمر وتبدو منتفخة ومرتبطة بعملية التهابية يمكن أن تستمر لعدة أشهر. وفي الجهة المقابلة، توجد علامات التمدد البيضاء أو "ستريا ألبا"، وهي تلك التي تفسح فيها العملية الالتهابية المجال للأنسجة الليفية، مما ينتج علامة التمدد الصدفية اللون وغالباً ما يتم التعرف عليها عن طريق اللمس بسبب نقرة طفيفة في الجلد.
أسباب تشكّل علامات التمدد
إن سبب تشكّل علامات التمدد وراثي بالأساس، ثم تساهم عوامل أخرى في زيادة احتمالية ظهورها، وهي الاختلالات في الهرمونات وفي عمليات التمثيل الغذائي، إلى جانب زيادة الوزن التي قد تحدث في فترة الحمل أو عند استخدام أدوية مثل الكورتيزون أو لدى ارتفاع كميات السكر الزائد المتناولة في نظامنا الغذائي، دون أن ننسى الإفراط في ممارسة الرياضة والذي يمكن أن يسبب زيادة مفاجئة في كتلة العضلات.
ويبقى السؤال هنا، هل بمجرد اكتشاف الأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى ظهور علامات التمدد، يصبح من الممكن فعلياً منعها؟ بكل تأكيد، لا يمكن لأحد التدخل في ما يتعلق بعامل الوراثة، أما عن الوقاية فمن المهم الحفاظ على نمط حياة صحي، واتباع نظام غذائي متنوع ومتوازن، وممارسة النشاط البدني الصحيح والمستمر، مما يقلل من احتمالية حدوث تغيرات كبيرة في الوزن. ويمكن التعرف بسهولة على المناطق الأكثر تأثراً بعلامات التمدد، باعتبارها المناطق الأكثر عرضة للتغيرات والتبدلات في الحجم والمقاس. عند النساء، نقصد بشكل خاص الصدر، والوركين، والبطن (خصوصاً في الأشهر الأخيرة من الحمل)، والفخذين، والردفين. أما لدى الرجال، فيمكن أن تظهر علامات التمدد أيضاً على الصدر والبطن، وفي الجزء العلوي من الأرداف.
علاجات متاحة لمنع ظهور علامات التمدد
إذاً، لمنع ظهور علامات التمدد المزعجة، من الضروري اتباع بعض القواعد الأساسية في التغذية:
- التخفيف من تناول الأغذية التي تحتوي على الدهون مثل (الأطعمة المقلية والنقانق)
- تقليل كمية الكافيين المستهلكة
- التركيز على تناول الفواكه والخضروات
- شرب الكثير من الماء (ما لا يقل عن 1.5 لتر من الماء يوميا)
- تفضيل الأطعمة الغنية بالبيتا كاروتين، والتي غالباً ما يمكن التعرف عليها من خلال لونها البرتقالي
- تناول الأطعمة الغنية بالسيلينيوم والزنك والمغنيسيوم، التي تحافظ على صحة البشرة
أما في ما يتعلق بالحمل، فقد يكون من المفيد بدءاً من الأشهر الأولى تطبيق المنتجات المصممة خصيصاً لهذه الفترة الحساسة من حياة المرأة، على البطن والوركين والردفين. على الرغم من أن الأطباء لا يوصون باتّباع حميات غذائية صارمة ومقيدة جداً في هذه الفترة، إن نمط الحياة الصحي والنظام الغذائي المتوازن ضروريان طوال الأشهر التسعة من الحمل وأيضاً بعد الولادة، مع العلم أن الرضاعة الطبيعية وتضخم الغدة الثديية قد يؤديان إلى ظهور علامات تمدد أكثر فأكثر على الثدي.
علاجات تجميلية لعلامات التمدد على الجلد
وفي حال لم نتمكّن من منع ظهورها، هل توجد طريقة لمعالجتها بعد أن تكون قد ظهرت على البطن والأرداف والفخذين؟
إن التخلص من علامات التمدد أمر مستحيل، ولكن هناك علاجات متوفرة في العيادات الخارجية يمكنها المساعدة في تقليلها. ونذكر منها:
- ليزر ثاني أكسيد الكربون الجزئي يعمل عن طريق تبخير الماء الموجود في الأنسجة وتحفيز تكوين الكولاجين الجديد من الأدمة.
- تسريب دقيق موضعي في جميع أنحاء علامة التمدد مع بولي ديوكسي ريبونوكليوتيدات، والجزيئات الكبيرة المستخدمة في التنشيط الحيوي أو علاجات إعادة الهيكلة الحيوية التي لها تأثير غذائي ومحفز على الأنسجة.
- التقشير مع التحفيز الحيوي الذي ينعم ويجدد سطح البشرة، وبالتالي يقلل من ظهور هذه العلامات المزعجة.
- الوخز بالإبر الذي يولد التحفيز الحيوي الميكانيكي باستخدام بكرات الإبر الدقيقة، الأمر الذي "يوقظ" الأنسجة.
أخيراً، هناك بين أحدث الابتكارات، علاج يستخدم الترددات الراديوية الجزئية الثنائية القطب مع الإبر الدقيقة. وهي تقنية تسمح بالتحفيز الحراري للأدمة بواسطة قبضة مزودة بإبر صغيرة تخترق الجلد بطريقة يمكن التحكم فيها، وتصدر ترددات راديوية تحفّز إنتاج الكولاجين وتزيد من مرونة الجلد، مما يمنحه مظهراً مشدودًا أكثر.