رؤية جمالية حول مدى تأثير التوتر النفسي على صحة الجلد والشعر ...لا تغفليها
يرتبط الجلد ارتباطًا وثيقًا بالدماغ، وذلك نظرَا لأصلهِما الجنيني المُشترك لدى تكّوينهما؛ ومع هذا الارتباط، يظهر تأثير مستوى الكورتيزول على صحتنا النفسية وصحة الجلد من دون استثناء، وذلك عندما يشعُر الجسم بالتوتر.
الكورتيزول هو هرمون تفرزه الغدد الكظرية، وذلك عندما يتعرض الجسم إلى الشعور بالقلق والتوتر؛ وهو عبارة عن ستيرويد قوي جدًا، قد يُقلل من فعالية جهازنا المناعي، مُسببًا بذلك مُشكلات صحية ونفسية متنوعة، وذلك بخلاف المُشكلات التي يتعرض لها جلد الجسم، والبشرة، وفروة الرأس.
من هذا المُنطلق، سنطلعك عبر موقع " هي " على مدى تأثير التوتر النفسي على صحة الجلد والبشرة والشعر، وذلك من خلال مقابلة خاصة مع استشاري الأمراض الجلدية الدكتور علاء محمود من القاهرة.
ما مدى تأثير إنتاج هرمون الكورتيزول على جمال المرأة؟
بحسب الدكتور علاء، لا شك أن هرمون الكورتيزول الذي تفرزه الغدة الكظرية نتيجة تعرض جسم المرأة للتوتر والقلق بصفة مستمرة، قد يؤثر على جهازها المناعي، وكذلك قد يُضعف وظيفة الجلد في مجال حماية الجسم.
بالإضافة إلى ذلك، قد يؤدي إنتاج الكورتيزول إلى ظاهرة التهابية، يكون الهدف منها حماية الجسم، ولكنها قد تُسرّع من شيخوخة البشرة، وتُضعف الألياف المطاطية للجلد.
هل ظهور علامات التمدّد بالجسم مرتبط بتعرض المرأة للتوتر والقلق؟
نعم، وهنا أوضح الدكتور علاء، أن هذا الارتباط غير مباشر، بمعنى أن إنتاج هرمون الكوريتزول المُفرط نتيجة الإجهاد النفسي المستمر، من شأنه أن يُضعف خلايا الجلد، وبالتالي قد يجعله عرضّة للأمراض الجلدية المتنوعة، وخصوصًا تمدّد الجلد.
وفي المقابل، هناك عوامل عدّة قد تزّيد من احتمال ظهور علامات التمدّد، أبرزها:
- وجود تاريخ مرضي شخصي أو عائلي من الإصابة بعلامات التمدد
- الحمل، وخاصةً بين السيدات الأصغر سنًا
- النمو السريع في مرحلة المراهقة
- زيادة الوزن أو فقدانه بسرعة
- استخدام الكورتيكوستيرويدات
- ممارسة التمارين الرياضية واستخدام الستيرويدات البنائية
- الإصابة باضطراب وراثي مثل متلازمة كوشينغ أو متلازمة مارفان
ما هي علامات التمدّد التي تظهر على جسم المرأة؟
وأضاف الدكتور علاء، تعرف علامات التمدد بأنها خطوط طويلة وضيقة، تظهر على الجلد، وتحدث عندما يتمدد الجلد فجأة، ويُمكن لأي شخص أن يُصاب بها، ولكنها تميل إلى التأثير على النساء أكثر من الرجال. يحدث هذا النوع من الندبات عندما يتعذر على الجلد استئناف شكله الطبيعي بعد فترة من النمو المكثف، وهي ليست خطيرة. وتشمل المناطق التي تكون أكثر تعرضًا لظهور هذه العلامات ما يلي:
- البطن.
- الصدر.
- الفخذين.
- الخصر.
- الردفين.
ما هي أسباب ظهور علامات التمدّد لدى المرأة؟
أشار الدكتور علاء، إلى أن الجلد يتكون من ثلاث طبقات رئيسية، وتتشكل العلامات على الجلد في الأدمة أو الطبقة الوسطى، وذلك عندما يتمدد النسيج الضام خارج حدود مرونته. تتمدد الألياف المتصلة في الأدمة ببطء لاستيعاب النمو البطيء، ومع ذلك فإن النمو السريع يؤدي إلى تمدد مفاجئ. تتمزق الأدمة نتيجة لذلك، ما يسمح لطبقات أعمق من الجلد بالظهور. ويُمكن أن يتسبب النمو الشديد للجلد، أو الانكماش في ظهور هذه الخطوط والعلامات، وتشمل الأسباب الشائعة لتمدد الجلد لدى المرأة التالي:
مرحلة البلوغ
يُمكن أن تظهر خطوط التمدد لدى الصبايا خلال مرحلة البلوغ؛ وذلك بسبب النمو السريع، ولكنه يعد أمرًا طبيعيًا.
أثناء الحمل
تُعاني حوالي 50% إلى 90% من النساء الحوامل من ظهور علامات تمدد للجلد على أجسادهن أثناء فترة الحمل أو بعدها. تكون هذه العلامات شائعة خاصة خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل، وتصبح أقل وضوحًا بعد مرور 6 إلى 12 شهرًا بعد الولادة.
زيادة الوزن
يتمدّد الجلد نتيجة زيادة الوزن بشكل كبير في فترة زمنية قصيرة.
الحالات الطبية
تؤدي الإصابة ببعض الأمراض إلى ظهور علامات وخطوط في الجلد مثل:" متلازمة مارفان، ومتلازمة كوشينج؛ إذ تتسبب متلازمة مارفان في انخفاض مرونة أنسجة الجلد، بينما كوشينج قد تؤدي إلى إفراز الجسم للكثير من الهرمون الذي يؤدي لزيادة الوزن بسرعة وضعف الجلد.
والجدير بالذكر، أن أمراض الكبد المزمنة، وفقدان الشهية العصبى، أحد الأسباب التي قد تؤدي إلى ظهور علامات التمدّد بشكل مفاجئ.
الاستخدام المطول لبعض الكريمات
يُمكن أن يتسبب كثرة الاستخدام لبعض أنواع المستحضرات مثل تلك التي تحتوي على الكورتيكوستيرويد في تمدد الجلد؛ كونها تعمل على تقليل مستويات الكولاجين في الجلد الذي يعمل على تقويته وحمايته.
ما هي أعراض علامات التمدد لدى المرأة؟
أكد الدكتور علاء، أن مظهر هذه العلامات لدى المرأة يعتمد على مجموعة من التغييرات، أهمها:
- لون البشرة الطبيعي.
- صحة البشرة ومرونتها.
- الجزء المصاب من الجسم.
كيف تتطور علامات تمدّد الجلد؟
أوضح الدكتور علاء، أن الجلد يمكن أن يظهر رقيقًا وورديًا قبل أن تبدأ علامات التمدد في الظهور، وقد يشعر المرأة أو الفتاة أيضًا بالتهيج أو الحكة. عمومًا، تتطور العلامات في البداية على شكل خطوط مرتفعة، ومتجعدة يمكن أن تكون حمراء، أو أرجوانية، أو بنية داكنة؛ ثم تتلاشى الخطوط في النهاية، وتكون مسطحة، كما أنها تميل إلى التغيير إلى اللون الفضي بمرور الوقت، وقد تُصبح علامات التمدد أقل وضوحًا تدريجيًا، ولكن هذا يستغرق الكثير من الوقت.
ما هي طرق الوقاية من ظهور علامات التمدّد؟
وفي هذا الشأن، أكد دكتور علاء، على أنه لا يُمكن منع علامات تمدد الجلد، ومع ذلك قد تساعد الطرق التالية في تقليل المخاطر وتشمل:
- الحد من التوتر والقلق.
- الحفاظ على وزن صحي.
- اتباع نظام غذائي متوازن غني بالفيتامينات، وخصوصًا " A، و C" لدعم صحة الجلد دومًا.
- تناول الأطعمة التي تحوي المعادن مثل: " الزنك والسيليكون".
- مراعاة زيادة الوزن بشكل بطيء وتدريجي أثناء الحمل.
- تناول من 6 إلى 8 أكواب من الماء يوميًا.
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
- استخدام بعض الكريمات المرطبة أو الزيوت التي يُمكن استخدامها على الجلد لتساعد في منع ظهور علامات التمدد.
- استخدام غسول للتسمير الذاتي، حيث يعمل على تقليل الاختلاف في اللون بين لون البشرة النموذجي ولون علامات تمدد الجلد.
ما هي أبرز العلاجات التجميلية للحدّ من تمدّد الجلد؟
وفي هذا الصدّد، أشار الدكتور علاء، إلى أن هناك عدّة علاجات تجميلية مختلفة للحد من ظهور علامات التمدّد، قد تُستخدم تحت إشراف طبي، وليس غير ذلك، أهمها:
كريم تريتينوين
يُعرف أيضًا باسم Retin-A ،Renova، ويعمل على استعادة الكولاجين، ومنح الجلد المرونة؛ ولكن يتم استخدامه على علامات التمدّد الحديثة ذات المظهر الأحمر أو الوردي.
كريم حمض الهيالورونيك
يُعد آمنًا للاستخدام، كما يساعد تطبيقه باستمرار على العلامات المبكرة في منع ظهورها واختفائها بشكل فعال.
العلاج بالليزر الصبغّي النبضّي
يُستخدم هذا النوع من العلاج ليساعد على زيادة إفراز الكولاجين، والإيلاستين.
التحلل الحراري الجزئي
يستخدم الليزر لاستهداف مناطق صغيرة من الجلد؛ فهو يعمل بشكل مشابه للعلاج بالليزر الصبغي، مع احتمالية أقل لتلف الجلد.
تقشير الجلد
يتضمن ذلك تلميع الجلد ببلورات صغيرة للكشف عن جلد جديد تحت العلامات الأكثر مرونة، وقد يساعد في تحسين العلامات القديمة.
العلاج بليزر الإكزيمر
يحفز إنتاج لون الجلد "الميلانين" بحيث تتطابق العلامات مع الجلد المحيط بشكل أفضل. علمًا أن هذا النوع من العلاج، قد يُسبب بعض الآثار الجانبية مثل: "التورم، وتهيج الجلد، والاحمرار لذا ينبغي اتباع تعليمات الطبيب بعد انتهاء العلاج.
لم ننتهي بعد .... هل يؤثر التوتر النفسي على بشرة المرأة؟
نعم، وهنا أشار الدكتور علاء، إلى أبرز التأثيرات الظاهرية للتوتر على البشرة، وذلك على النحو التالي:
ظهور طفّح مُثير للحكّة
لا شك أن خلايا الجلد موجودة بطبقات فوق بعضها ومعبأة بإحكام معًا، وتشكل سوية حاجزًا قويًا يمنع انتشار البكتيريا ومسببات الأمراض الأخرى. ولكن عندما تكون في حالة توتر فإن الطبقات الخارجية من الجلد تصبح عاجزة عن الحماية، إذ تتفكك الطبقات الخارجية وتتبخر الدهون الموجودة بين الخلايا؛ ما يؤدي ذلك إلى تشققات البسيطة، هذه التشققات تجعل الجلد أكثر نفاذًا، مما يتيح للبكتيريا الضارة تلويث الطبقات الأعمق من الجلد. هذه البكتيريا تنتج بروتينًا يقوم بتفعيل الجهاز المناعي؛ ما يؤدي ذلك لظهور طفح قبيح ومثير للحكة، وقد يجعل أعراض الأكزيما والصدفية أكثر سوءًا.
تفاقُم حب الشباب
أكدت العديد من الدراسات أن تعرض المرأة أو الفتاة لأي توتر وبشكل مبالغ، قد يتسبب في إصابة البشرة بحب الشباب بنسب متفاوتة. وقد تبين أن علاجات الاسترخاء قد تخفف من حدة الإصابة بحب الشباب بصفة عامة.
زيادة تأثر البشرة بالتلوث
فكلما اشتد التوتر الذي تتعرض له المرأة أو الفتاة؛ فإن جسمها يقوم بإفراز الكورتيزول بكثرة، وهذا يؤدي لزيادة التحسس، وتأثر نظام البشرة بشكل أكبر للملوثات.
ظهور القروح الباردة
يؤثر التوتر على العديد من الخلايا المناعية المختلفة سلبًا، ما يؤدي لتفشي الأمراض الجلدية المرتبطة بالمناعة، مثل: "القروح الباردة"، إضافة إلى الصدفية، والأكزيما، والقوباء المنطقية، والثآليل الفيروسية.
زيادة خطوط العبوس
وهي أحد علامات الشيخوخة المبكرة للبشرة؛ والتي تظهر نتيجة معاناة المرأة أو الفتاة من التوتر المزمن، والأفكار، والمشاعر السلبية.
شحوب الجلد والإصابة بالجفاف
عندما يكون التوتر والقلق عبارة عن حالات مزمنة، تستغرق خلايا الجلد وقتًا أطول لبلوغ سطح البشرة وبالتالي التقشر، ما يسمح ذلك لخلايا البشرة الميتة التراكم، والتسبب بالشحوب وبهتان الجلد، وتبخر السوائل، وبالتالي الإصابة بالجفاف.
ما هي مضاعفات تأثير التوتر النفسي على بشرة المرأة؟
وبحسب الدكتور علاء، قد يؤثر التوتر سلبًا على صحة الجلد والبشرة، مُسببًا الصدفية، وبثور الحمى، كما يزيد من خطر الالتهابات الجلدية، وهذا يعيق الأداء السليم للبشرة؛ لأنه يجففها مما يؤدي بالطبقة الخارجية الواقية إلى التفكك، كما تنكمش خلايا الجلد وتتبخر الدهون بين تلك الخلايا.
كما أن العادات التي قد تنشأ عند حدوث التوتر، مثل: "الفرك، أو الخدش، أو عض الشفة، أو وقضم الأظافر تزيد فرص تلف الجلد. وقد أظهرت الدراسات أيضًا أن اللاتي يعيشن حالة توتر دائمة يزّيدن من فرص إصابتهن بسرطان الجلد في السنوات اللاحقة.
ماذا عن تأثير التوتر النفسي على صحة شعر المرأة؟
من ناحية أخرى، أوضح دكتور علاء، أن فروة الرأس تتكّون من الجلد تمامًا مثل الوجه، وهي يُمكن أن تصبح أكثر دهنيّة لدى التعرّض للتوترالنفسي. وهذا ما يتسبّب بتكاثر بعض الخمائر على سطحها وإصابتها بالقشرة والحكّة. علمًا أن الدراسات الحديثة تُشير إلى أن الإجهاد النفسي يُمكن أن يُبطىء آليّة نمو الشعر، ويجعله رقيقًا، كما أنه قد يتسبب بتساقطه، وقد يقف وراء ظهور آلام تطال فروة الرأس.
وأخيرًا، ما هي أبرز الحلول لتهدئة البشرة والشعر خلال فترات التوتر النفسي؟
وفي هذا السياق، ينصح الدكتور علاء، بإتباع الخطوات التالية لتقديم أفضل عناية بالبشرة والشعر خلال فترات التوتر النفسي، وذلك على النحو التالي:
العناية بالبشرة للحد من تأثير التوتر النفسي:
- تعاملي بنعومة مع البشرة لدى تنظيفها.
- اختاري مستحضرات عناية تحوي مكوّن مضاد للأكسدة مثل الفيتامينC ، وذلك للحدّ من تأثير الجذور الحرة المسبّبة في الإصابة بالشيخوخة المبكرة، والالتهابات.
- اعتمدّي كريمات تحوي النياسيناميد المعروف أيضاً تحت إسم فيتامينB3، والذي يعمل على الحدّ من الاحمرار وعلاج حب الشباب.
- ركزي على ترطيب الجلد بمستحضرات عناية نهارية غنيّة بالحمض الهيالوريني للتعويض عن أي جفاف يُطال البشرة.
- استعيني بمستحضرات ليليّة تغذّي البشرة بالعمق، وماسكات غنيّة بالسيراميدات والزيوت تُرمّم الغشاء الحامي للبشرة، مع الابتعاد قدر المستطاع عن المقشرات القاسية على الجلد
- تناولي مكمّلات غذائية غنيّة بالبريبيوتيك والبروبيوتيك تُعيد التوازن للبشرة وتُعزّز صحتها، على أن يتم تناولها كعلاج يمتد إلى 3 أشهر.
العناية بالشعر للسيطرة على تأثير التوتر النفسي:
- لا تستغني عن التدليك اليومي لفروة الرأس، وذلك لتنشيط الدورة الدمويّة، وتعزيز الاسترخاء.
- استعيني عند التدليك بلوشن منشّط لنموّ الشعر.
- اختاري شامبو مناسب في حالة الشعر الدهني؛ وكذلك تجنبي استعمال مستحضرات التصفيف التي تخنق مسام فروة الرأس وتُعزّز الإفرازات الدهنية.
- استخدي مستحضر ناعم لتقشيرفروة الرأس مرة أسبوعيًا، ثم اشطفي جيداً بخليط من الماء والخل لإزالة أي بقايا كلسيّة مُهيّجة، ثم استعيني بمصل أو زيت غنيّ بمادة اللألنتوين التي تتمتع بمفعول مهدئ.
- ابتعدي عن مصادر الحرارة المرتفعة كالماء الساخن جدَا، وأدوات التصفيف، والتملّيس الكهربائية.
- تناولي مكملات غذائية تحتوي على فيتامينات من فئةB ، وعناصر معدنيّة غذائية مقوية للشعر.