العناية الذاتية بالجمال.. لغة حوار بين الجسد والعقل على غرار المشاهير

تُعتبر العناية الذاتية بالجمال لغة حوار بين الجسد والعقل، حيث تُعيد توجيه الطاقة من الخارج إلى الداخل. عمومًا، ليست الممارسات مجرد خطوات جمالية، بل هي أدوات لاستعادة السكينة عبر توظيف الحواس، والوعي بالذات، والرحمة تجاه الجسد. كل هذا يُعيد بناء الاتصال مع الذات، ويُذكّر بأن الهدوء يبدأ من الداخل.

ولمزيد من المعلومات حول العناية الذاتية الجمال على غرار المشاهير، ومدى أهميتها في رأي علم النفس؛ تتبعّي السطور القادمة عبر موقع "هي" للاستفادة من تجارب المشاهير وتوصيات استشارية الطب النفسي لبنى عزام من القاهرة.

العناية الذاتية الجمال على خطى المشاهير

في البداية أكدت دكتورة لبنى، أن العناية الذاتية بالجسم هي التعبير الأفضل عن حبكِ لنفسك. وتتمثل هذه العناية في أشكال مختلفة مثل "وضع حدود شخصية مع الآخرين، وممارسة الأنشطة الرياضية، وتطوير الذات، والاهتمام بالحالة الروحية. إنه نهج متعدد الأبعاد وواسع النطاق لعيش حياة تحقق لكِ الرفاهية على المستوى العاطفي والعقلي والجسدي والروحي. وتشرح  دكتورة لبنى، كيف يُمكن للعناية الذاتية بالجمال أن تلعب دورًا في تهدئة النفوس وطمأنينتها، إذ تقول: "على مستوى أعمق، تجعلكِ تشعرين وكأنكِ تحترمي نفسكِ من الناحية الجمالية من خلال قضاء بعض الوقت لنفسكِ. إذا أمضيت تلك الدقائق القليلة بطريقة إيقاعية وهادئة وهادفة، فستصلين إلى حالة رائعة من الهدوء والسكينة". وسنلقي الضوء فيما يلى على بعض المشاهير المميزين في مجال العناية الذاتية بالجمال؛ وذلك على النحو التالي:

تفريش جسمكِ الجاف بأسلوب.. جوينيث بالترو

ربما تكون هذه الطريقة هي الأكثر فعالية وكفاءة من الناحية الاقتصادية لتحفيز الجهاز اللمفاوي وتقليل السيلوليت المسبب للسمنة، ففرشاة الجسم الجافة هي بالتأكيد موجودة بالتأكيد ضمن أدوات العناية الذاتية بالجسم. يجب أن يتم التقشير الجاف قبل الاستحمام، ووفقًا لخبيرة الصحة والممثلة الشهيرة جوينيث بالترو "إنها طريقة رائعة لتقشير جسمك. تأخذين الفرشاة الجافة، وتبدئين بفركها على الجسم بدءًا من قدميكِ وباتجاه أعلى الجسم، افركيها على جميع أنحاء جسمكِ بضربات خفيفة وثابتة، ودائمًا اجعلي جهة الفرشاة تجاه قلبكِ. إنه أمر رائع للدورة الدموية ويساعد على تهدئة السيلوليت. إنني أفعل ذلك كل ليلة قبل أن أدخل في الحمام". شكرًا جوينيث بالترو على هذه النصيحة الرائعة، وحتمًا سنعمل بها.

الصيانة الذاتية للجسمكِ.. سيرينا ويليامز

يُمكن تعريف الصيانة الذاتية للجسم على أنها روتين للعناية بالجسم يُحقق كل الأهداف المطلوبة، وأبرز مثال عن من يقوم بذلك نجمة التنس سيرينا ويليامز التي تحافظ على ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، إلى جانب اهتمامها بالزيوت المغذية للحفاظ على مرونة بشرتها مرنة وتركيزها الذهني، إذ تقول: "أعتقد أن العناية الذاتية مهمة جدًا ويجب منحها الأولوية في الحياة. عندما تخصصين وقتًا لنفسكِ فإنكِ تشعرين بأنكِ تحصلين على أفضل ما لديكِ على كافة الجوانب. ويختلف روتين العناية الذاتية الخاص بي - سواءً كنت أجرب منتجًا جديدًا أو أستخدم المنتجات الكلاسيكية التي تُشعرني بالرضا مثل "زيت جوز الهند"، فأنا دائمًا أقضي لحظات لأعتني بنفسي وأرعى جسدي". إننا بلا شك نحب تلك اللحظات الثمينة التي تغمر بها زيوت العناية بالجسم بشرتنا، وقد حان الوقت لنستمتع بهذه النصيحة.

تغذية جسمكِ.. جينيفر أنيستون

تُعتبر جينيفر أنيستون ملكة العناية الذاتية، ونحن نحييها على ذلك. وقد حظيت أنيستون بهذه المكانة نظرًا لأنشطتها العديدة في مجال التأمل واليوغا وغيرها. وتحرص أنيستون على تغذية جسدها داخليًا بقدر ما تغذيه خارجيًا. وقد نشأت مع أم متعصبة للصحة وشديدة الصرامة، حيث تقول: "أثناء نشأتي لم يكن من الممتع المجيء إلى منزلي لأن جميع الأطعمة فيه لها طعم غير محبب مثل "الورق المقوى". وعندما غادرت المنزل كان تمردي الكبير هو ملء ثلاجتي بالطعام الشهي، فاشتريت كل الحبوب التي أريدها وغيرها من الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات. وفي نهاية المطاف بدأت أشعر وكأنني حمقاء، فذهبت إلى أخصائي تغذية وأدركت أن أمي كانت تقدم لي معروفًا عندما كانت حريصة على استبعاد الغذاء غير الصحي. لقد التزمت بأن أنتبه أكثر لما آكله". وتعتبر أنيستون مدافعة كبيرة عن المكملات الطبيعية، ومساحيق البروتين النظيفة، فهي تُركز على الحفاظ على توازن جيد للحفاظ على شعورها ومظهرها المذهل في سن 53. أسلوب رائع علينا اعتماده.

العناية الذاتية بالجمال وسيلة لتعزيز جمالكِ الداخلي والخارجي

وتابعت دكتور لبنى، العناية الذاتية بالجمال ليست مجرد ممارسات سطحية لتحسين المظهر، بل تُعتبر وسيلة قوية لتعزيز الهدوء النفسي والطمأنينة؛ ويُمكن تحقيق ذلك، باتباع هذه الممارسات الفعّالة لتعزيز جمالكِ الداخلي والخارجي في آن واحد، وذلك على النحو التالي:

الروتين والتحكُّم الذاتي

التكرار والانتظام بإنشاء روتين يومي مثل "ترطيب البشرة أو تنظيفها" يُعطي إحساسًا بالتحكُم في الحياة، خاصةً في أوقات الفوضى، مما يُقلل القلق. كذلك الإنجاز الصغير بتطبيق خطوات العناية يُشعِر بالإنجاز، مما يُعزز الثقة ويُهدئ العقل.

اليقظة الذهنية  (Mindfulness)

التركيز على اللحظة الحالية "التركيز في تفاصيل" مثل تدليك الوجه أو تطبيق الماسك يُبعِد التفكير عن الضغوط، ويُحفّز حالة تأمُل تشبه التأمل. كما أن مزامنة التنفُس مع الحركات مثلًا "أثناء وضع الكريم" يُنظِّم الجهاز العصبي ويُخفف التوتر.

التجربة الحسية المُهدئة

الروائح المُرطّبة باستخدام منتجات تحوي روائح مثل "اللافندر أو الياسمين" يُحفّز الجهاز الحوفي في الدماغ، الذي يُنظِّم المشاعر. كذلك اللمس والتدليك "لمس الجلد بلطف" أثناء العناية يُطلق الأوكسيتوسين "هرمون الراحة"، ويُقلل هرمون الكورتيزول "هرمون التوتر".

تعزيز الثقة واحترام الذات

الاعتناء بالذات كرسالة محبة، من خلال"تخصيص وقت للعناية" يُذكِّر المرأة بأهميتها، مما يُعزز الشعور بالاحترام ويُقلل النقد الذاتي. كذلك التعبير الإبداعي عن طريقتجربة ألوان المكياج أو التسريحات يُطلق الطاقة الإبداعية، مما يُفرغ التوتر ويُشعِر بالرضا.

الاسترخاء الجسدي والبيئة المُساعِدة

يُعتبر التدليك والحمام الدافئ أحد الممارسات التي تُرخي العضلات وتُحسّن الدورة الدموية، مما يُرسل إشارات استرخاء للدماغ. كذلك خلق جو مريح من خلال "إضاءة الشموع أو تشغيل موسيقى هادئة" أثناء العناية يُحول المساحة إلى ملاذ آمن، مما يُعزز الشعور بالأمان.

التقاليد والطقوس الثقافية

الارتباط بالتراث من خلال بعض الممارسات مثل "استخدام الزيوت الطبيعية في الثقافات العربية" تربط المرأة بجذورها، مما يُعزز هويتها ويُشعِرها بالاستقرار.

العناية كحدّ فاصل بين الضغوط والراحة

وأخيرًا،تخصيص وقت للعناية يُعلّم الدماغ على الانتقال من حالة "الانشغال" إلى "الاسترخاء"، مما يُحسّن التوازن العاطفي.