عطار دار "شانيل" Olivier Polge لـ"هي": عطر Comète حالة فريدة ومصدر للإيجابية وأسلوب يتجاوز جماليات المواد الخام
باريس – MAYA SABBAH
عند زيارتي لمكاتب الدار الفرنسية "شانيل" Chanel في باريس، انتظرت بفارغ الصبر لقائي مع عطار الدار "أوليفييه بولج" Olivier Polge، تلك الشخصية الأيقونية وراء أهم ابتكارات الدار من عطور تدخل كتاب التاريخ.
في هذا اللقاء استكشفت عطر "كوميت" Comète الجديد قبل طرحه رسميا في الأسواق، إنه الابتكار التاسع عشر ضمن مجموعة "لي إكسكلوزيف دو شانيل" LES EXCLUSIFS DE CHANEL. مع "بولج" Polge أخذتنا الأحاديث إلى عالم يفوقه الخيال، إلى عطر حسيّ يلف البشرة بجاذبية غامضة. دخلنا إلى حالة ذهنية مختلفة يتكلم عنها العطار باستمرار إلى أسلوب مليء بالعواطف والإحساس، فالعطر هو لغة، تعجز في بعض الأحيان الكلمات عن وصفه، كما هي الحال مع "كوميت" Comète.
دار "شانيل" CHANEL كانت دائما ولا تزال المرادف للأناقة الخالدة، عند إبداع عطور جديدة، كيف تلتقطون وتجسدون الجوهر المميز للدار في إبداعاتكم؟
مفهوم الأناقة، هو عالم واسع، إنه كلمة تترجم معايير كثيرة، خاصة في عالم "غابرييل شانيل" Gabrielle Chanel، يمكننا أن نترجم الأناقة بطرق جمة ومختلفة، ولكن الهدف الأساسي هو أن نبقى محافظين على هوية الدار ومكانتها في ابتكاراتنا. كما أن الأناقة هي وجهة نظر يمكن أن تختلف من شخص إلى آخر. من خلال العطر يمكن ترجمة الأناقة من خلال المواد التي يجري استخدامها والطرق التي يجري دمجها، وهو ما يعكس صورة الدار وأسلوبها الخاص.
يمتد إرث "شانيل" Chanel ليشمل كلا من الأزياء والعطور والمجوهرات الفاخرة. من خلال تجربتكم، كيف تتفاعل هذه المجالات، لابتكار عمل فني يمكن وصفه بعمل فني متماسك؟
بكل تأكيد أن هذه المجالات تختلف تماما عن بعضها، ولكن في النهاية هدفها واحد، وهو الإبداع والتميّز، كما أن عملية الابتكار في خضمها كلها متشابهة وتمثّل هوية الدار. ففي الأزياء مثلا هناك عملية كاملة متكاملة بين اختيار الأقمشة المناسبة بكل دقة وتوظيفها في تصاميم وصور ظلية مناسبة وابتكار مجموعات في عالم كله مترابط ومتواصل، أما على صعيد العطور، فالعملية تتشابه تماما، هو مشروع إبداعي يحتاج إلى اختيار المواد الأولية بعناية، ودمجها للوصول إلى منتج عالي الدقة والجمالية.
كيف ألهمتك مجموعة مجوهرات عام 1932 "كوميت" Comète لابتكار العطر الجديد المميّز؟
في بداية كل إبداع تحتاج إلى عنصر ملهم، وبالنسبة لـ"كوميت" Comète كانت نقطة البداية النجم المذنّب، وهو رمز قوي حقا في "شانيل" Chanel، كما أنه يثير بوضوح ذكريات مجموعة المجوهرات لعام 1932 بقطعها اللامعة والمتحركة بشكل متطور جدا، والتي تمتد بسلاسة على البشرة. على وجه الخصوص، قلادة الـ"كوميت" Comète هي جوهرة تتغلغل على البشرة في تجسيد لما نصفه بـ "عطر البشرة". إضافة إلى ذلك هذا العالم بأكمله أذهلني وألهمني عبر الزخارف الجميلة للمذنب وما يمكن أن يمثله في العالم الإبداعي.
أخبرنا أكثر عن المكونات الأساسية للابتكار التاسع عشر في مجموعة "لي إكسكلوزيف دو شانيل" LES EXCLUSIFS DE CHANEL ، "كوميت" Comète، وكيف تصفه؟
عطر "كوميت" Comète بشكل أساسي هو عطر زهري ومشرق، في حين يقدم العطر هوية عطرية جديدة في مجموعة "لي إكسكلوزيف دو شانيل" LES EXCLUSIFS DE CHANEL. إنه تركيبة غنيّة ذات طابع بودري، دقيق ومعقد، إنه عالم بحد ذاته، تماما مثل النجمة المتجولة.
يتخلل ماء العطر تأثير الزهور الكرزية الطازجة والرقيقة، إضافة إلى انطباع من السطوع والنقاء يتحول عبر مزيج من مكونات زهرة الهليوتروب الممتزجة في مستخلص من أزهار السوسن التي نستخرجها خصيصا من منطقة "غراس" Grasse جنوبي فرنسا، مع نفحات من المسك.
كيف تصف العطر بكلمة واحدة؟ وما العنصر الذي يجعله مختلفا وفريدا؟
سأفعل ذلك فقط لأنك طلبت مني (ممازحا)، إذ من الصعب وصف العطر بكلمة واحدة.. يمكنني أن أقول "الإيجابية" بالنسبة إلي هذا ما يمثله لي، وهذا هو شعوري تجاهه، يمكنه أن يعكس كثيرا من الصفات الأخرى، فذلك يختلف بحسب الأحاسيس والشخصيات. أما فرادته، فأعتبر أن لكل عطر من مجموعة "لي إكسكلوزيف دو شانيل" LES EXCLUSIFS DE CHANEL حالة فريدة خاصة، أدعو بالفعل إلى اكتشاف عالم هذه المجموعة المكونة من 19 عطرا مختلفا عن الآخر.
ما مصدر إلهاماتك؟ وكيف برأيك يمكن أن تستمر عملية الابتكار؟
هناك دوما زاوية للإلهام، إنها قوة لا تنتهي ولا تتوقف، وخاصة في عالم كعالم "غابرييل شانيل" Gabrielle Chanel، بعد 10 سنوات في "شانيل" Chanel دوما ما أجد أفكارا خلاقة فالإبداع لا ينتهي. فالعطر في "شانيل" Chanel هي "حالة ذهنية"، إنه تعبير عن أسلوب، وفكرة تتجاوز جماليات المواد الخام.
إن ابتكار عطر يتفاعل مع جمهور واسع هو عملية معقدة. برأيكم ما العوامل أو المكونات الأساسية لصياغة عطر ناجح ولا يُنسى؟
ليس من هدفنا أبدا ابتكار عطر يتناسب مع جمهور واسع، نحب أن نخصص العطور للأشخاص الذين يشعرون باختلاف وتميّز عند اختيارها. يمكن أن تلائم البعض ويمكن ألا تعجب البعض الآخر، فهذا الأمر طبيعي للغاية. وفي النهاية الأذواق تختلف والآراء تتبدل، لذلك نرى في مجموعة "لي إكسكلوزيف دو شانيل" LES EXCLUSIFS DE CHANEL 19 عطرا مختلفا، إذ كل عطر يلاقي استحسان مجموعة أو فئة معينة من الناس. وفي النهاية العطر هو وجهة نظر وخيار شخصي.
تصميم قارورة العطر يمكن أن يكون له الأثر الرمزي المشابه للعطر نفسه، هل يمكنكم شرح أهمية تأثير تصميم الزجاجة في العملية الإبداعية؟
القارورة عنصر أساسي، وكذلك اسم العطر أيضا، فكلها عوامل مهمة لجذب الزبون، وفي تصاميم القوارير عملية إبداعية متكاملة، مثل عطر N°5 عندما أطلقنا القارورة لقينا الكثير من الانتقادات حول تصميمها المربع، وعندما أصبح تصميمها أيقوينيا. أما بالنسبة لمجموعة "لي إكسكلوزيف دو شانيل" LES EXCLUSIFS DE CHANEL، فالزجاجات كلها هي نفسها على أن يتغير الاسم فقط. إنها تتسم بالبساطة والرقي، وهذا ما يعكس أسلوب "شانيل" Chanel.
