تعرّفي إلى أنواع سرطان الثدي
هي: أريج عراق
تُرى ما هي أنواع سرطان الثدي؟ وكيف يتم تصنيفها؟ وهل تختلف درجة الخطورة تبعاً لكل نوع؟ قد تبدو هذه الأسئلة علمية وتقنية بحتة، وغالباً ما تحتوي إجاباتها على مصطلحات علمية معقدة، لكن يبقى في النهاية أهمية معرفة هذه الإجابات، فهي قادرة على إزاحة الكثير من التوتر عن عدد لا بأس به من السيدات اللاتي يعتقدن أن الأمر شديد الخطورة، بينما هو ليس كذلك، أيضاً من المهم أن تعرف السيدات بشكل عام هذه المعلومات حتى تستطيع أن تنتبه لأي تغير (لا قدر الله) وأن تضعه في حجمه الصحيح، فتستطيع أن تصرف بناء على ذلك.
يقوم العلماء بتقسيم أنواع سرطان الثدي وفقاً لشكل الخلايا السرطانية تحت المجهر، فهي قد تكتل وقد تنتشر، وفي بعض الأحيان تجمع أكثر من نوع في وقت واحد، وفي أحيان أخرى لا تشكل ورماً على الإطلاق، كذلك يمكن تصنيف أنواع سرطان الثدي وفقاً للبروتينات الموجودة على الخلايا السرطانية إلى مستقبلات إيجابية، أو ثلاثية السلبية.
سرطان القنوات في موضعها الطبيعي Ductal carcinoma in situ
ويسمى أيضاً السرطان غير الغازي أو قبل الغازي DCIS، حيث تتحول الخلايا المبطنة للقنوات إلى شكل الخلايا السرطانية مع فارق عدم الانتشار في بقية أنحاء الثدي، ووفقاً لطبيعتها فهي لا تنتشر أو تغزو بقية الخلايا، لذا فهذه الحالة تعتبر ما قبل السرطان، أحياناً ما تتطور هذه الحالة لتصبح سرطاناً، وأحياناً تبقى على حالها، ولا توجد حتى الآن وسيلة مضمونة لمعرفة قابلية هذه الخلايا للتطور من عدمه، لكنها تبقى في أغلب الأحيان كورم حميد.
سرطان القنوات الغازي أو المتسلل Invasive (or infiltrating) ductal carcinoma
وهو الحالة الأكثر شيوعاً بين أنواع سرطان الثدي، حيث تبدأ الخلايا السرطانية من قنوات الحليب، ثم تكسر الجدار اللاصق لها لتنتشر في الأنسجة الدهنية للثدي، ومنها إلى أجزاء أخرى من الجسم عن طريق الجهاز الليمفاوي والدم، وتمثل هذه الحالة حوالي 8 من كل 10 حالات إصابة بسرطان الثدي.
سرطان الغدد الغازي Invasive (or infiltrating) lobular carcinoma
ويبدأ في الغدد المنتجة للحليب Lobules مثل الأنواع السابقة، ولكنه ينتشر بدرجة أسرع في باقي أنحاء الجسم، ويختلف عنها في صعوبة اكتشافه من خلال أشعة الثدي العادية، ويمثل سرطان الغدد ILC نسبة 1 من كل عشر حالات إصابة.
وتعتبر هذه الأنواع الثلاث هي الأكثر شيوعاً في حلات الإصابة بسرطان الثدي، إلا أن هذا لا يمنع وجود أنواع أخرى أقل شيوعاً، ولكنها لا تقل أهمية، مثل:
سرطان الثدي الإلتهابي Inflammatory breast cancer
وهذا النوع النادر IBC يمثل 1% إلى 3% من حالات الإصابة، ويتميز بظهوره بوضوح على الجلد الخارجي للثدي، حيث يتحول للون الأحمر ويصير أكثر دفئاً أو سخونة، ويصبح الجلد أكثر سماكة مثل قشر البرتقال، حيث تقف الخلايا السرطانية حاجزاً بين الأوعية الليمفاوية والثدي، ونتيجة هذه الحالة تتمثل في ضرر خارجي كبير لشكل الثدي، كما قد يسبب الحكة، ويصعب اكتشاف هذا النوع أيضاً على جهاز الماموجرام، فقد تتشابه أعراضه مع أي عدوى جلدية عادية، وهو ما يتسبب في انتشاره سريعاً ووصوله إلى مراحل متقدمة قبل البدأ في العلاج.
إصابة الحلمة Paget disease of the nipple
وهو أيضاً مرض نادر ولا يمثل أكثر من 1% من جميع الحالات، ويبدأ في القنوات وينتشر على جلد الحلمة والهالة الداكنة المحيطة بها، فيبدو وكأن هناك قشور حمراء عليه، قد تسبب النزيف والحكة كأنها آثار حرق، وهذا المرض يرتبط في الأغلب بشكل مباشر مع الأنواع الأخرى الأكثر انتشاراً، ويؤدي – للأسف- إلى استئصال الثدي، ويُعامل معاملة الأنواع الغازية الأخرى، حسب النوع الذي ارتبط به.
إلى جانب هذه الأنواع الشهيرة والخطيرة على الأرجح، هناك أنواع أخرى من الأورام الحميدة التي لا تنتشر، فيكون من السهل استئصالها، مع هامش من الأنسجة العادية السليمة المحيطة بها، مثل الساركومة الكيسية Cystosarcoma، وPhyllodes tumor وغيرها.