حمية الكربوهيدرات

حمية الكربوهيدرات

10 يوليو 2012
تريدين أن تفقدي الوزن وتحتفظي برشاقتك فلا تعود الدهون لتتسلل إلى جسدك؟ الحل وجدته لك في حمية تسمى “حمية الكربوهيدرات الجيدة” أو GI Diet عثرت عليها على شكل كتاب ألفه ثلاثة من أشهر خبراء التغذية في بريطانيا. أصبح من أكثر الكتب مبيعا، لأن الحمية التي يتحدث عنها لا تحرمك من تناول الخبز والمعكرونة ولا أي نوع من الكربوهيدرات. وهي مفيدة للعائلة كلها، لأنهم لن يشعروا أصلا بأنهم يلتزمون بحمية. وتنفيذها سهل، لأنه يقدم لك أكثر من 100 وصفة لأطباق شهية ولذيذة. باختصار هو وعد بوزن قليل وطعام كثير. فكيف حل الخبراء الإنجليز هذه المعضلة؟ وما هي هذه الحمية ومن هم هؤلاء الخبراء؟ ولنبدأ أولا بتعريف الخبراء الثلاثة، وأولهم الشيف “أنتوني وورال تومسون”، وهو أحد أشهر الطهاة في بريطانيا وأحبهم إلى الناس، حيث يقدم برنامج مطبخ يوم السبت Saturday Kitchen في محطة “بي بي سي” وبرنامج “ريدي استدي كوك” Ready Steady Cook. وهو صاحب مطعمين راقيين، هما “نوتينغ غريل” و”كيو غريل” الشهيران بالطعام العضوي الصحي القادم من مزارع عضوية. ألف “أنتوني” الكثير من الكتب كما يكتب لصحف “الديلي إكسبريس”، و”ذا إكسبريس أون صانداي” و”ديليشوس”. وعندما شخص بأحد أنواع مرض السكري عاهد نفسه على الشفاء عن طريق الحمية الصحية الجيدة، وتخفيض الوزن والامتناع عن التدخين. الخبيرة الثانية هي الدكتورة “ميبل بليدز” اختصاصية وخبيرة واستشارية تغذية تعالج بالغذاء والحمية. تقوم أيضا بالتدريس والأبحاث العلمية وإلقاء المحاضرات. وهي رئيسة تحرير “مجلة علم التغذية والطعام” Nutrition and Food Science، دار موضوع رسالة الدكتوراه التي حصلت عليها حول مرض السكري. أما الخبيرة الثالثة، فهي “جين سوزرينغ” خبيرة واستشارية الطعام ونائبة رئيس جمعية “ذا غيلد أوف فوود راترز”، وهم المؤلفون للكتاب عن الطعام. كما قامت بتأليف أكثر من 10 كتب كلها واسعة الانتشار. رشاقة مستمرة بدون جوع واجتمعت مواهب الخبراء الثلاثة لتقدم كتابا عن حمية تعتمد على مذهب الـ”GI”، وهو اختصار لـ”Glycaemic index”، وهو أسلوب لحساب مقدار السرعة التي يهضم بها جسمك أنواع الكربوهيدرات. ومدى سرعة رفع كل نوع لنسبة السكر في الدم. وعلى خلاف أنواع الحميات الأخرى، فإن حمية هؤلاء الخبراء تفرق بين الأنواع المختلفة للكربوهيدرات. وبالتالي لا تمنع أي مجموعات من أنواع الطعام، وهو ما يؤدي إلى أن تفقدي الوزن بانتظام وبطريقة صحية. تقسم هذه الحمية أنواع الطعام إلى ما يحتوي على “GI” عال أو متوسط أو منخفض. الطعام المنخفض في نسبة الـ”GI” يهضم ببطء، وهو ما يقلل شعورك بالجوع، ومن ثم تفقدين الوزن. ونسبة الـ”GI” في أي طبق طعام لا تختلف حسب نسبة ما يحتويه من ألياف ودهون فقط، وإنما حسب أسلوب الطهي والإعداد أيضا. وأصلا وضعت هذه الحمية لمرضى السكري، ولكن ينصح بها الآن كأسلوب صحي لتناول الطعام يناسب الناس جميعا، بعد أن أثبتت نجاحا تستمر نتائجه طويلا. وتضمن تخفيض أخطار أمراض القلب والسكري. كما تؤدي إلى تخفيض الوزن من دون أن تلاحظي، أي من دون جوع أو معاناة. فأهم حقيقة علينا أن ندركها كما يقول الخبراء الإنجليز أنه ليس هناك طعام سيئ، ولكن هناك حمية سيئة تمتلئ بالسكر والدهن والقليل من الفاكهة والخضراوات. فالمهم أن يستمتع الإنسان بطعامه ويحافظ على صحته في الوقت نفسه، وذلك بتناول الأنواع المختلفة والكمية المناسبة أي ببساطة تقليل كمية ما تضعينه في طبقك. ولا ضرر من الاستمتاع بتناول الطعام المقلي أو شرائح السمك المقلي والبطاطا أو قطعة الشوكولاته بين وقت وآخر. ولكن الضرر عندما تسود حميتك هذه الأنواع من الغذاء. فالمهم أن تكون الحمية بشكل عام مبنية على التوازن. ومن هذا المنطلق فلا ضرورة إلى أن تتكون حميتك كلها من أنواع من الطعام منخفض الـ”GI”. ولكن أدخليه إلى وجبتك الغذائية بقدر المستطاع. وطريقة تنفيذ ذلك سهلة مع هذه الحمية، لأنك لو أضفت غذاء منخفضا في نسبة الـ”GI” إلى وجبة تضم أنواعا من الغذاء عالية في نسبة الـ”GI”، فإن المنخفضة تبطئ هضم وامتصاص الأنواع العالية. أي أن الحمية لا تمنعك من تناول أنواع معينة من الطعام، ولكنها تشجعك على تناول نسبة أكبر من أنواع أخرى. أي لا بد من الجمع بين تناول أغذية معينة، ليتوازن غذاؤك ويشبعك، ولا يزيد وزنك والأمثلة على ذلك كثيرة: مثلا تناول البطاطا مع الفاصوليا الحمراء، أو الخبز المخلوط بالحبوب بدلا من الخبز الأبيض، وإضافة الحليب الخالي من الدسم إلى حبوب الإفطار، وتناول زبد الفول السوداني على شرائح الخبز، وإضافة كمية أكبر من الفاكهة المجففة إلى كيكة الفاكهة، وتناول بسكويت الشوفان الجاف مع الجبن بدلا من الكراكارز، وتناول البسلة أو الفاصوليا مع اللحم بدلا من الجزر، والإكثار من المعكرونة لأن نسبة الـ”GI” بها منخفضة، أضيفي حبوب العدس أو البارلي أو الفاصوليا الجافة الكبيرة أو البسلة الجافة إلى الحساء لخفض نسبة الـ”GI” به، وتناول الأرز البسمتي بدلا من الأرز العادي، وتناول بعض المشمش الجاف مع الحلوى. ولأن الدهون والبروتين لا تتكون من وحدات من الغلوكوز فإن نسبة الـ”GI” بها صفر. وهذا معناه أن إضافتها إلى الوجبة تقلل نسبة الـ”GI” بها، لأنها تختلط بأنواع الغذاء الأخرى العالية النسبة وتقلل سرعة هضم الجسم لها وامتصاصها، وبالتالي تناول كمية أقل لأنك ستشبعين أسرع ولفترة أطول. أي أن إضافة الزيوت والدهون أو الآيس كريم إلى الوجبة يقلل الـ”GI” بها. وبعض الأطعمة لا تمد الجسم فقط بالبروتين المغذي، ولكنها أيضا تقلل في الوجبة نسبة الـ”GI” مثل الحليب قليل الدسم، والبيض، واللحوم قليلة الدهون، والسمك، وكل أنواع المكسرات. ولكن حذار فإضافة كمية كبيرة منها يزيد عدد السعرات الحرارية، وبالتالي يزيد الوزن ولا يقل. السر إذا في الكمية وحجم الوجبة وتوازنها. والمهم هو أن تقللي قدر الإمكان من تناول الطعام المصنع، وتلتزمي بالطازج. فكلما زادت نسبة التصنيع، ارتفعت نسبة الـ”GI” بها. وصفة للإفطار أومليت بياض البيض مع الأسبراغوس والأعشاب المقادير تكفي لشخص واحد: قطعة زبد غير مملح صغيرة – بياض 3 بيضات – ملعقة كبيرة أعشاب متنوعة مفرومة – ملح وفلفل أسود – 6 فروع أسبراغوس – شرائح خبز من الحبوب الكاملة محمص – حبات طماطم صغيرة. الطريقة: سخني الزبد على نار متوسطة في وعاء لا يلتصق به الطعام.