ديكور من الدنمارك

الدنماركسهى حامد Souha Hamed

"هي"  تزور Bang & Olufsen في الدنمارك وتلتقي المدير التنفيذي ومدير مصنع الأفكار فيها،سألنا تيو مانتوني، المدير التنفيذي للشركة عن فلسفة الشركة في التصميم، فنفى أن يكون لها ما يسمى عادة فلسفة تصميم، ذلك أنها تتعامل مع مصممين خارجيين عدة. لكنه أكد أن للشركة سياسة وفلسفة عندما يتعلق الأمر بالصنف الذي تنتجه. غاية ذلك أن الشركة تعمل لأن تكون التكنولوجيا في خدمة الصنف المنتج، بحيث تضيف إلى قيمته وتحسن من أدائه. وقال، "نحاول أن نجمع بين الامتياز التقني وبين الجاذبية العاطفية. فالتصميم في شركتنا هو فن في أساس كل ما نصنعه. والهدف دائماً هو أن يتلاقى الشكل مع الدور، أي أن تصميم المنتج يجب أن يتناسق تماماً مع دور المنتج".

اجتمعنا مع تورستن فالور، رئيس شركة "دايفيد لويس" للتصميم، فحدثنا عن عملية التصميم لـ"بانج آند أوليفسن" Bang & Olufsen، قائلا: "نعمل في استوديو شركتنا التي أسسها دايفيد لويس (الذي توفي في نوفمبر الماضي)، وهو يصمم لـ"بانج آند أوليفسن" Bang & Olufsen منذ عشرات السنوات. نبدأ العمل مؤملين أن نأتي بتصميم منتج يدهش الزبائن ويفاجئهم. فنضع فكرة أولية، ثم نراجعها لنرى إن كانت تتماشى مع هوية "بانج آند أوليفسن" Bang & Olufsen. تلك الهوية لا يمكن تحديدها، وإلا صممنا منتجات لا تتغير. لكن في جميع الظروف يجب أن يكون لكل منتج جديد حضور قوي، وفي الوقت نفسه يجب ألا يطغى على البيئة المحيطة به".

وبعد أن تترسخ الفكرة الأولية في ذهن المصمم، يصنع منها نموذجاً من الكرتون، الذي يفضله تورستن على الرسم بالكمبيوتر، لأنه يقارب الواقع ويسهل عملية التطوير.

ثم يعرض تورستن الفكرة والنموذج على يورغن دوك في شركة "بانج آند أوليفسن" Bang & Olufsen، الذي يقوم بتشكيل فريق من خبراء الشركة من مختلف الأقسام. ويقول يورغن: "نعمل سوية على تطوير الفكرة. ثم نعرضها بعد ذلك على المدير التنفيذي للشركة وكبار المديرين لمراجعتها. فإذا لاقت قبولاً تحضر دراسة فنية ودراسة سوقية لاتخاذ القرار النهائي، إما بالإقدام على الإنتاج أو رفض المشروع تماماً. فإذا اعتمدت تحول من (مصنع الأفكار) إلى قسم تطوير المنتجات، وهناك يعين مدير خاص للمشروع يتولى الأمر كله. ولا يعود المشروع إلى دائرتنا إلا إذا واجه عقبات، عندها نجري عليه التعديلات الضرورية، وغالباً ما تكون طفيفة، على أننا يجب أن نرضي المصممين دائماً، ولا نخرج عن فكرتهم الأساسية".

يؤكد المصمم تورستن الاهتمام بأدق تفاصيل التصميم لأي منتج، ويشير إلى أن الشركة تضطر أحياناً إلى تعديل أسلوب التصنيع أو ابتكار طرق تصنيع جديدة لتحقيق التصميم الأساسي.

تعرف الشركة بمنتجاتها الصوتية والبصرية، من تلفزيونات وراديو وسماعات وتليفونات ومكبرات صوت. ويشير يورغن إلى أن الشركة غيرت توجهها منذ سنوات، فيقول: "في الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي كنا نصنّع أنظمة متكاملة، جميعها من إنتاجنا لتكون متناسقة متناسبة وملبية لأسلوب حياة المشتري. أما الآن، ومع التطورات التكنولوجية، واعتماد المستهلك منتجات مختلفة لتنزيل الموسيقا والأغاني، وأجهزة مثل الكمبيوتر والآي بود والهواتف، فقد توجهنا إلى تطوير نظم ومنتجات تتصل مع هذه التقنيات، وتساعد على الحصول على أفضل وأنقى صوت. وقد يكون Beo8 أول دليل على تحقيقنا هذا التواصل الجديد مع نظم الإلكترونيات الجديدة. وهو من أكثر منتجاتنا مبيعاً على الإطلاق".

أما عن حدود الابتكار، فيقول: "إن حدود الابتكار مسألة ذهنية فقط. فإذا تملكتك الرهبة من الإبداع والتجديد منك حددت قدرتك الإبداعية".

ويرى توي مانتوني، مدير الشركة التنفيذي أن نجاح الشركة يعود ببعض جوانبه إلى الحرفية عالية الجودة، التي يفخر بها موظفو الشركة، إلى جانب التركيز وبقوة على التصميم الإبداعي والعملي في آن واحد. وهي الصفة التي عرفت بها الشركة منذ القدم، وهي أيضاً تلك التي تميز أسلوب التصميم الدانماركي.