بيت زها حديد.. بين بغداد ولندن
زها حديد، او كما تلقب بـ" ملكة المنحنيات"، تلك الاسطورة التي رحلت عن عالمنا مؤخرا، مخلفة صدمة بين متابعي اعمالها المعمارية الموزعة في اغلب مدن العالم الحديثة والطموحة، وكذلك لمن اعتبرها ايقونة والهاما كبيرا للمهتمين بالتصميم والديكور والمناصرين لتمكين المراة في المجتمع، لم يقتصر اسمها على تمثيل اسطورة المعمار العالمي الحديث، بل نالت تصاميمها نصيبا واسعا في تصاميم الديكور الداخلي والازياء والاحذية والمجوهرات والاكسسوارات.
ولطالما افتخرت المعمارية زها حديد باصلها العربي، كسيدة عاشت حياتها المترفة كابنة لوزير المالية العراقي في العهد الملكي بالعراق، وفي مقابلة حصرية مع تلفزيون BBC عرضت صوراً لها في بيتها البغدادي على ضفاف نهر دجلة، والمكون من عدة غرف تضم عائلتها الكبيرة. ففي ذلك البيت تحدثت عن الارضية المرصوصة بنسيج من البلاط المصغر بالابيض والاسود، والذي يغطى بسجاد كبير فاخر وقت الشتاء، وكذلك عن الارائك التي بدت بالصور الابيض والاسود كانها محاكة من الخوص، لكن بالحقيقة، كما وصفتها، هي محاكة من شرائط معدنية ومدهونة باللون الذهبي. وكذلك ذكرت ان والديها قد خصصا لها وهي بعمر 11 عاما غرفة للتصميم، في دليل على رعاية العائلة لموهبتها البكر.
اما بيتها اللصيق لمكتبها الفاخر في لندن، فقد استوحته من بيتها البغدادي المفتوح بمساحات واسعة على حدائق واطلالات خارجية، وقد ركزت فيه على الانارة بشكل كبير، كما وزعت داخله لوحات كبيرة تجريدية من ابداع فنانها الروسي المفضل ليزيتسكي على الجدران، وعلى مساحات اخرى صور لتصاميمها المعمارية، ومنها تصميم مركز الفنون والاداء الذي سيكون حاضرا بعد سنوات في المنطقة الثقافية لجزيرة السعديات في ابوظبي. اما الاثاث، من المكاتب والارائك والطاولات، فكانت بالتاكيد من تصاميمها المميزة، والتي اشتهرت بها لتكون كبصمة واضحة لفنها الفريد، والتي تميزت بانسيابيتها والوانها المحايدة المائلة الى البياض الناصع.