بيروت التي لا نعرفها في خمسة أفلام تشبهها
عمرو رضا
إذا كنت لا تعرف بيروت الا من أفلام ما بعد النكسة، فأنت في الحقيقة لم تخرج من شارع "الحمراء" ونواديها الليلية وبعض متنزهاتها السياحية، ولكن لتعرف لماذا استحقت عن جدارة لقب "ست الدنيا" يتوجب عليك مشاهدة أفلام تشبه المدينة الغامضة ببهجتها رغم حزنها الدفين، وفرحها رغم مواكب الموت التي لا تنقطع.. ونسائها اللواتي يحملن "رحم الرحمة" في مواجهة ذكور لا يعرفون الا الحرب والإرهاب.
بيروت أنثى بحق يمكنك أن تتوقع منها كل المتناقضات، وكل فيلم من الافلام الخمسة يقدم رؤية نسوية للمدينة التس تدفع دوما أخطاء الرجال، ورغم حضورها في العشرات من أفلام السينما المصرية وبخاصة بين عامي 1968 و 1975 ، الا أن بيروت التى نعشقها لن تراها الا بعدسة المخرجين اللبنانيين.
بيروت الغربية
عام 1998 ابدع المخرج زياد دويرى فيلمه الأشهر "بيروت الغربية" الذي تبدأ أحداثه عند نشوب الحرب الأهلية في بيروت حيث تقسم بيروت إلى بيروت الغربية الخاصة بالمسلمين وبيروت الشرقية الخاصة بالمسيحيين ،ويروى مغامرة طارق الذي يدرس في المدرسة الفرنسية في بيروت, ويصنع أفلاماً مع صديقه عمر كما يقضى يومه مع مي، صديقته المسيحية اليتيمة، الأحداث الرئيسية ليست الا مساحة ضوء للتعرف على كواليس مدينة تعرف طعم الحياة حتى وهى تئن تحت وطأة الموت ويطرح السؤال الدائم ماذا بعد الحرب؟
الفيلم من بطولة رامي دويري بدور طارق، محمد شماس بدور عمر، رولا الأمين بدور مي، كارمن لبّس بدور والدة طارق، ليليان نمري بدور الجارة، ليلى كرم بدور أم وليد، وحصل على جائزة فرانسوا شاليه في مهرجان كان السينمائي عام 1998.
ترويقة بيروت
بيروت أخرى تماما يمكنك أن تراها فى فيلم " ترويقة بيروت" للمخرجة فرح الهاشم من انتاج 2015 وعرض للمرة الأولي بمهرجان الإسكندرية السينمائي، وأحداثه تتلخص فى رحلة داخل المدينة من خلال صديقتين تجمع بينهما أمنيات وأحلام مشتركة، يشارك بطولة الفيلم ناتاشا شوفاني وبديع أبو شقرا وزينة مكي ومحمود حجيج وعبد الرحمن العوجى وغيرهم .
البوسطة 2005
فيلم البوسطة يفخر بكونه أول فيلم "مئة بالمئة لبناني"، ويستلهم أحداثه من قصة حقيقية وهي حادث البوسطة (الحافلة) عام 1975 عندما فتح مسلحون النار على حافلة صغيرة كانت تقل فلسطينيين عائدين من مهرجان اقيم في تل الزعتر، ورغم هذا يقدم الفيلم لوحات غنائية حافلة بالبهجة ورقصات الحياة بعدسة المخرج فيليب عرقتنجي.
فلافل 2006
الفيلم للاسف مصنف لفئة الكبار فقط، وهو من تأليف وإخراج ميشال كمون أنتج عام 2006، من بطولة ايلي متري، غابرييل بو راشد، هيام أبو شديد، رفيق علي أحمد، تدور أحداث الفيلم عن الأثر الذي تركته الحرب الأهلية اللبنانية في نفوس الشباب من الجيل الذي لم يشهد الحرب، وحصل على عدة جوائز دولية منها جائزة فيلم المخرج الأول مهرجان الإسكندرية السينمائي 2008، السعفة البرونزية خلال مهرجان فالينسيا لأفلام المتوسط 2007، جائزة المهر الفضّي خلال مهرجان دبي السينمائي الدولي 2007.
سكر بنات
مسك الختام مع فيلم سكر بنات للمبدعة نادين لبكي وهو أول أفلامها وتقوم ببطولته وعرض للمرة الأولي بمهرجان كان عام 2007، وتدور أحداثه حول ليال وتقوم بدورها نادين تعمل في محل تجميل ببيروت مع ثلاث نساء أخرىات. كل واحدة لديها مشكلة، فليال تربطها علاقة برجل متزوج، نسرين (ياسمين المصري) فقدت عذريتها و لا تعلم كيف تواجه هذا الأمر، خصوصا أنها ستتزوج، ريما (جوانا مكرزل): تجد مشاكل مع هويتها ، جمال (جيزيل عواد) تخشى من تقدم العمر.
بيروت ست الدنيا نعشقها لأنها رمز الصمود فى مواجهة الدمار والحرب .. أنثى تعشق الحياة ولو كره الذكور.