Room تحت المجهر... ماذا لو لم يكن العالم أكبر من غرفة مظلمة؟
الى أي مدى انت مستعدّة كي تضحّي من اجل طفلك؟ كيف تخرجين من نفق قاتم لا ضوء في نهايته؟ وكم هو صعب تحقيق تأقلمك مع عالم حرمتِ منه لسنوات طويلة بعد اشد المحن صعوبة؟ هذه الأسئلة ليست مجرد استطلاع او فضول حين تطرح بكل عمق ضمن احداث واحد من اهم الافلام التي شاهدناها في السنوات الاخيرة Room.
المؤكد انكم سمعتم بالفيلم بالحد الادنى من خلال نجمته بري لارسون Brie Larsson التي لم تترك جائزة الا واقتنصتها هذا العام متوجةً سنتها بحصد عن جدارة متقنة جائزة الاوسكار عن فئة افضل ممثلة وايضا من خلال نجمه الصغير جايسون تريمبلاي Jason Tremblay الذي اقل ما يقال عنه انه موهبة ستبهر هوليوود والعالم اكثر واكثر خلال السنوات المقبلة، لكن في ثنايا الفيلم رسائل انسانية مؤثرة ستترك آثارها عميقاً.
القصة المؤثرة
قصة الفيلم عاطفية بامتياز وهي مبنية على كتاب يحمل الاسم نفسه. حيث نتابع الام الغامضة (جوي نيوسوم) وولدها (جاك) في عالمهما الصغير الخاص يعيشان اياه بكل تفاصيله، ثم نكتشف رويدا رويدا ان هذه الام خلقت لطفلها الذي انجبته في هذا "العالم" منذ 5 سنوات عالما متكاملا مؤلفا من غرفة واحدة لا تتجاوز الامتار المعدودة لا يدخلها النور حتى الا من خلال فتحة بعيدة في سقف عال. هذا العالم ليس الا عبارة عن غرفة صغيرة خطفت فيها لارسون قبل 7 سنوات كاملة... وانجبت خلالها من الوحش الذي قام باختطافها منذ 5 سنوات (Old Nick). لَم يعرف ذاك الطفل الا هذا المكان التي عملت والدته جاهدة لتلقينه ان هذا هو العالم وكل ما يشاهده عبر التلفزيون ليس الا وهماً وتخيلات غير موجودة... وهنا نتابع هذا الاسلوب السردي الرائع في حوارات عميقة بين الطرفين وسط لحظات مؤثرة... هذا مع استمرار تخطيط لاقتناص اي فرصة سانحة للافلات من هذا الوحش.
الصدمة
وبعد مواجهة عاصفة بين الخاطف والضحية في احدى الليالي وخروج الصبي من خزانته الصغيرة حيث ينام ليكتشف الخلاف، اقدم old nick عىل قطع الكهرباء عن الغرفة بالكامل ما تسبب بمرض الطفل.. وهنا كانت النقطة التي استغلتها Joy لرسم خطة تفيد بادعاء موت الطفل ثم لفه بسجادة وطلب رميه من قبل Old Nick دون ان محاولة لمسه كشرط وحيد منها مع الاتفاق على الطفل على التفاصيل وبدء مرحلة جديدة لمحاولة اقناعه ان كل ما روته سابقا ليس الا خيال وان العالم الحقيقي في الخارج... وبعد لحظات دقيقة تحمل معها المشاهد الى قلب الحدث فيعيشها بكل جوارحه وتفاعله تنجح الخط باثارة كبيرة لتبدأ رحلة جديدة فيها المعاناة ومحاولات الانتحار وصدمة الماضي وانعكاساتها على الحاضر وحقيقة ان Old Nick هو والد الطفل البيولوجي...
ترشيحات وانتصارات
Room تم ترشيحه للمنافسة النهائية في فئة افضل فيلم في جوائز الاوسكار، وهو من اخراج ليني ابراهامسون، الذي ترشح ايضا لاوسكار افضل مخرج وابدع في عمله ووضعنا في كل لقطة كحاضرين نتفاعل عميقا مع كل ما يجري فعشنا مسجونين مع الضحيتين ثم تابعنا مخطط الهروب وصولا الى النتيجة والانعكاسات... بري لارسون اكثر من رائعة وهي حصدت النجاح الرائع حيث فازت عن هذا الدور بجائزة اوسكار وقبلها فازت بالغلود الغلوب والبافتا وindependent spirit award وغيرها الكثير... أضافة الى ذلك ترشحت الكاتبة ايما دونهو لجوائز عدة في افضل كتابة سيناريو مقتبس اخرها في حفل الاوسكار.
ماذا قالوا عنه؟
الجمهور والنقاد اجتمعوا على استقبال الفيلم بافضل طريقة ممكنة فحصد التقييم العالي الارقام بشكل مبهر حيث نال حتى الان 94% على موقع "روتن توماتوز" الخاص بعلامات جمهور السينما، فيما صنفته صحيفة The Guardian بنتيجة 5/5 كما نال على موقع Metacritic بـ86%.
ومن ابرز المراجعات عنه ذكرت الغارديان ان الفيلم مليء عاطفيا مع شحن رائع في الاداء من بري لارسون. اما Variety فوصفت الفيلم بالدراما المليئة بالاثارة والتي تذيب القلوب وربما تكون الافضل منذ وقت بعيد وكيف يمكن ان تكون نهاية مرحلة الطفولة تجعلنا رهائن كلنا لدى الحياة. اما The Atlantic فقالت انه من الصعب التفكير باي تجسيد لكتاب آخر غير Room يحمل هذه الحقيقة والوفاء للمصدر الاصلي.
شاهد تريلر الفيلم