مسيرة التشكيلية منيرة موصلي بمعرض "على سلالم اللون هناك آثار لخطواتي"
شروق هشام
تعتبر الفنانة التشكيلية منيرة موصلي أحد المبدعين الذين أسسوا لبنة حراك الفن التشكيلي السعودي، بل أن إنتاجها الفني والفكري المتميز بالتفرد من خلال أناملها الإبداعية طوال مسيرتها الفنية التي امتدت لأكثر من ربع قرن، وضعها في أولية الفنانين العرب وخصوصا للفن النسوي.
تلك المسيرة الفنية المتميزة والطويلة للتشكيلية منيرة موصلي في عالم الفن التشكيلي، تقدمها الفنانة من خلال انطلاق معرضها تحت عنوان "على سلالم اللون هناك آثار لخطواتي".
المعرض التشكيلي
أطلقت الفنانة موصلي معرضاً بعنوان "على سلالم اللون هناك آثار لخطواتي"، مساء أمس الثلاثاء ولمدة أسبوع، وذلك في صالة حافظ جاليري في مدينة جدة، والذي يجسد تجربتها الفنية بمختلف مراحلها، كهدية إلى مدينتها جدة، التي احتضنت انطلاقتها الأولى، وإلى أبناء الجيل الحالي من الفنانين التشكيليين الشباب، إيماناً منها بالدور الإنساني والاجتماعي للفنان تجاه موطنه.
تؤمن الفنانة الموصلي بأنه لا يوجد قبح في الفن وأن الفن عبارة عن رؤى وتجارب مختلفة وعملية تراكمية، ابتدأت من أجدادنا البدائيين من حفرهم على الكهوف حتى الآن، وتتمنى بأن تتخصص الكليات والمعاهد بتدريس الفن على أسس أكاديمية، مما يثري الحركة التشكيلية المحلية لتلتحم بالحركة التشكيلية العالمية، وأن تؤسس متاحف للفن المعاصر في المدن الرئيسة، لتحتضن أعمال الفنانين منذ بداية تأسيس الحركة إلى وقتنا الحاضر.
وتأمل الموصلي أن تقتني المؤسسات والشركات العامة والخاصة أعمال الفنانين، ليتذوق الجيل الحاضر والأجيال المقبلة الفن التشكيلي وأن يتم تأسيس متاحف ومعارض دائمة، لتستطيع احتواء القدر الهائل من أعمال الفنانين والفنانات من أبناء الوطن، بغض النظر عن المكان والزمان.
مسيرة الفنانة منيرة موصلي
ولدت منيرة موصلي في مكة المكرمة عام ١٩٥٤، وتخرجت من كلية الفنون الجميلة في القاهرة عام ١٩٧٤، ثم واصلت دراستها في الولايات المتحدة الأمريكية، وحصلت على دبلوم في فن التصميم عام ١٩٧٩.
تعد دراستها في صرح من صروح الفن الكبرى في كلية الفنون الجميلة في القاهرة وما تبعه إيذانا بصقل الموهبة وفرز الألوان وتدعيم سحرها ومزجها بأفكار وكتل وفضاءات تتماشى مع روح التراث الإسلامي والشعبي والتقليدي والبدائي، الذي سحرها بقدرة تلك الفنون الفائقة على خطف الألباب، خاصة وأنها تتلمذت على أيدي كبار العمالقة في الفن التشكيلي المصري، ومنهم حامد ندى، عبد الهادي جزار، عبد العزيز درويش، حسين حمودة، زينب السجيني، وغيرهم من الذين شكلوا الإرث والتراث والحركة التشكيلية الحديثة في مصر.
أقامت الموصلي الكثير من المعارض الفنية الخاصة كان أولها في جدة عام ١٩٧٢ كما شاركت في معارض مختلفة محلية وعربية وبصورة متواصلة، وكانت هي المؤسس لمهرجان الفن في الخبر عام ٢٠٠٧.
اختيرت الموصلي للعمل كأخصائية فنية عام ١٩٩٤ من قبل برنامج الخليج العربي لدعم منظمات الأمم المتحدة الإنمائية للمساهمة في برامجه الفنية والإعلامية، وحصلت على عدد من الجوائز التقديرية من جهات ومؤسسات فنية عربية وعالمية، وتضمنت حصيلة الموصلي طوال هذه السنوات مجموعة من الأعمال والدراسات الفنية التي نشرت في الصحف المحلية والعربية وأهمها دراستين عن فن الأطفال وعلاقته بالمجتمع.