كيف كافحت الطفلتان "فجر وشريفة" السرطان؟
تشير الدراسات والنتائج التي وصل إليها المتخصّصون في علم النفس أن ممارسة الكتابة، والرسم تزيد من فرص الإبداع عند الأطفال، كما أكدت أن الرسم والكتابة حلول مثالية وناجحة للمشكلات والاضطرابات النفسية، وعلاج فعّال لها، خاصة ان تكاملت العناصر المحفّزة للاطفال على الإبداع.
وخير دليل على ذلك، قدرة طفلتين سعوديتين هما "شريفة، وفجر" على إبهار زوّار معرض الرياض الدولي للكتاب 2016 لحظة حجزهما مساحة على منصات توقيع الكتب الجديدة التي جُهزت لأبرز المؤلفين والكتّاب، لتكشفا عن كتابين جديدين من تأليفهما يحملان توقيعهما.
كتابي "شريفة وفجر"
يحمل الكتابين العديد من الرسائل التوعوية التي تّنشد الأمل والتفاؤل لمحاربة مرض السرطان الذي تتعايش معه شريفة حاليًا، وكان سببًا في وفاة خالة الطفلة فجر، بتكامل العناصر المحفّزة لديهما على الإبداع، المتمثلة في وجود الدافع لديهما، وإيمان أبويهما بموهبتهما، ومن ثم التعامل معهما بجدية واهتمام، ودعمهما بفعالية، وتوفير جميع متطلبات الدعم لهما لتحقيق الأهداف المنشودة في مجال الرقي في التميّز الفكري الواسع.
شريفة الحقباني
الطفلة شريفة الحقباني التي تبلغ من العمر 11 عاماً ، والتي تتعايش مع مرض سرطان الدم حالياً، تمكنت من توظيف وضعها الطبي الصعب بأسلوبٍ إبداعي تمخض عنه منجز ثقافي واجتماعي، يفخر به المجتمع، لحظة حجزها مساحة لكتابها "ويبقى الأمل" على منصات توقيع الكتب الجديدة التي جُهزت لأبرز المؤلفين والكتّاب.
حظيت الطفلة الحقباني بوقوف والدها إلى جانبها ودعمها منذ البداية، عندما كشفت الفحوصات الطبية إصابتها بالمرض، مروراً بتجاوز أزمة البداية وخوض مراحل العلاج المختلفة وما صاحبها من صعوبات، وصولاً إلى القناعة بوجوب التوكل على الله سبحانه وتعالى، والتسلح بالأمل، والتعايش مع المرض بشكلٍ طبيعي، مع البحث بإصرار عن أسباب الابتسامة بشتى الوسائل، فكانت المشاركة الاجتماعية عبر التوعية والحديث عن تجربتها، أفضل وسيلة لبلوغ الهدف.
وبذلت الحقباني إلى جانب ذلك الجهد اللازم لمساعدة أقرانها من الأطفال الذين تتشابه ظروفهم الصحية مع الظرف الذي تفوقت عليه، والأخذ بيدهم من خلال حضور المناسبات والفعاليات التي تتاح لها الفرصة عبرها، للتأكيد على ضرورة التسلح بالأمل والاستعانة بالله سبحانه وتعالى، والنهوض لممارسة الحياة بشكلٍ طبيعي، واستثمارها بطريقة إيجابية، والتطلع لمستقبل مشرق بعون الله.
فجر الهديب
اما الطفلة فجر الهديب ذات التسعة أعوام، التي اشرنا اليها مسبقا بصفتها اصغر كاتبة سعودية في معرض الرياض الدولي للكتاب، والتي حجزت مساحة كتابها "سرطان الثدي" على منصات توقيع الكتب الجديدة في المعرض، بعد ان عايشت لحظات الحزن مع رحلة معاناة خالتها وآلامها الشديدة والعميقة مع سرطان الثدي الذي اكتشفته بعد الفحص الطبي المتأخر، ووصوله إلى مراحل متقدمة يتعذر معها علاجه أو حتى السيطرة عليه، لتكون هذه اللحظات هي بوابة انطلاق وتحريك مشاعر واحاسيس فجر التي نقلتها باسلوب ابداعي من خلال صفحات كتابها الاول.