حوار خاص بـ"هي" مع الفنان التشكيلي الإماراتي عبدالقادر الريس حول معرضه الفني
هالة خياط
مديرة وأخصائية الفنون لدى دار كريستيز الشرق الأوسط.
نجاح الإنسان لا يقاس بالزمان، بل بالإنجازات التي حققها، وهذا هو حال الفنان الإماراتي في عالم الفنون التشكيلية عبدالقادر الريس، الذي أصر على استمرار المشهد التشكيلي في الدولة، من خلال افتتاح معرضه في دبي على الرغم من ظروف وباء "كورونا"، الذي أُغلقت بسببه سابقا معظم المرافق العامة في مدينة دبي، وأُلغيت معظم النشاطات الفنية. مع علمه بأن المعرض سيكون بلا جمهور من المتلقين من كبار المقتنين للأعمال الفنية، ومحبي الفن، فإن المفاجآت كثيرا ما تكون جيدة لمن يتفاءل بالخير، فبين قراره الأول الشهر الفائت والآن. تحسنت الأحوال الصحية، وباتت زيارة المعارض مسموحة بموعد مسبق. في جعبته الكثير من الجوائز العربية والدولية، وخلال خمسة عقود من العمل المتواصل الدؤوب، أصبح اليوم من أشهر الفنانين الإماراتيين، وأولهم في العمل على خلق الهوية الإماراتية البصرية.
وفي جو منعزل تماما عن الجمهور، وبعد اتخاذ الإجراءات الاحترازية، كان لنا معه هذا اللقاء.
حدثنا عن نشأتك وبدايتك مع الفن والرسم، وما تخصصك الأكاديمي؟
وُلدت في الإمارات عام 1951 ، وحصلت على البكالوريوس في تخصص الشريعة والقانون من جامعة الإمارات 1982 . وكانت بدايتي من خلال تعلّم الفنون وتاريخها ذاتيا، وقد طورت تقنيات استعمال الألوان والخامات.
ما التقنيات الفنية التي طورتها في الرسم والألوان؟
طورت تقنيات استعمال ألوان وخامات كثيرة، وأشهرها السهل الممتنع في الألوان المائية، وقد تميزت على مستوى الإمارات والعالم العربي في تقنية استعمال اللون المائي في غاية الدقة، على الرغم من صعوبته وضرورة السرعة عند مزجه، إذ إنه يجف بسرعة، وكنت أفاجأ مع كل عمل بجمالية وضع كل ضربة ريشة، وجمال الألوان ونضارتها حتى بعد مرور سنوات طويلة.
ومتى كان أول معرض شاركت فيه؟ وماذا عن الجوائز التي حصلت عليها؟
كانت أولى مشاركاتي في معرض الربيع في الكويت عام 1965 . وقد حصلت على كثير من الجوائز العربية والدولية، أبرزها جائزة الدولة التقديرية للعلوم والفنون والآداب في مجال التصوير والرسم في دورتها الأولى. وخلال خمسة عقود من العمل الدؤوب، أصبحت، بفضل الله، من أشهر الفنانين الإماراتيين، في العمل على خلق الهوية الإماراتية البصرية.
على الرغم من الظروف الحالية التي فرضها وباء "كوفيد - 19"، صممتَ على مواصلة رسالتك الفنية من خلال استمرار إقامة معرضك الفني بدبي، على الرغم من علمك بأنه سيقام بلا جمهور، كيف كانت تجربتك مع هذا المعرض؟
بعض أعمالي الجديدة كان من المقرر عرضها في معرض الفن الكبير "آرت دبي" في نهاية شهر مارس، الذي تقرر تأجيله بسبب الوباء إلى العام القادم. واقترحت الصالة المستضيفة للمعرضالانتقال إلى إحدى أكبر صالات العرض الخاصة في منطقة السركال، وهي صالة "ليلى هيلير" من نيويورك في فرعها الثاني في دبي في منطقة القوز. وأقيم المعرض على الرغم من ظروف الوباء الذي أُغلقت بسببه معظم المرافق العامة في مدينة دبي، وأُلغيت معظم النشاطات الفنية. وكنت أعلم أن هذا المعرض سيكون بلا جمهور من المتلقين من كبار المقتنين للأعمال الفنية، ومحبي الفن، ولكن، ولله الحمد، توالت المفاجآت السعيدة، فلم يمضِ شهر حتى تحسنت الأحوال الصحية، وباتت زيارة المعارض مسموحة بموعد مسبق.
وماذا عن الأعمال التي شاركت بها في المعرض؟
شاركت في المعرض بعدد من لوحات أرشيفي الخاص ومن مجموعتي العائلية غير الربحية والتي ليست للبيع، وإنما بهدف مشاركتها مع أكبر عدد من جمهور الديجيتال المرئي، إذ إن أعمال الصالة كلها تُنقل إلى صالة رقمية. ويجمع المعرض أعمالا مختلفة وقياسات مختلفة. مما لفت نظري لوحة منفردة مختلفة مكتوب في وسطها رقم 10 ، مع عليها: "شكرا محمد بن راشد"، بخط أنيق متداخل مع خلفية اللوحة بتشكيل هندسي متوازن. لتشكل نافذة من الألوان المتداخلة بخطوط إسلامية أخّاذة.
ما القصة وراء هذه اللوحة؟
لهذه اللوحة قصة فريدة، وهي قصة تغريدة. فقد شهدت مواقع التواصل الاجتماعي تفاعلا شعبيا ورسميا كبيرين مع دعوة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، إلى تقديم الشكر للشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي. وقد تصدر وسم #50 _عاما_للوطن، وشارك في حملة الشكر مغردون من أبناء الإمارات وعرب وأجانب، وكانت المشاهدات بالملايين. وهناك لوحة أخرى بقياس كبير جدا من الألوان المائية النضرة، ومرسومة على مساحة كبيرة. وجاء في تدوينة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان: "مع عام زايد يُكْمِلُ أخي ورفيق دربي ومعلمي محمد بن راشد 50 عاما في خدمة الوطن.. تحية شكر وتقدير واعتزاز نوجّهها معكم لقائد ملهم نذر نفسه، وكرّس جهده، وأبدع في خدمة وطنه.. حفظك الله يا بو راشد، لتواصل مع أبناء شعبك مسيرتك الحافلة بالعطاء والتنمية والنجاح".
ما أبرز المعالم في دبي التي تعرض لوحاتك؟
منذ إطلاق مترو دبي كلفت بتغطية هذا الحدث برسوم ولوحات متميزة. وأفخر بأن أكون من القلائل الذين عُلقت لوحاتهم في مطارات دبي.
ما أهم إنجازاتك وأعمالك الأخرى؟
لقد وثقت بأعمالي تأسيس الاتحاد في متحف الاتحاد. وكنت أول إماراتي يخصص له معهد العالم العربي معرضاً استعادياً فردياً في مدينة باريس. والتحضيرات قائمة الآن لمعرض مهم في العام القادم.
ما شعورك بعد هذا النجاح الكبير؟
ما أجمل نجاح الفنان في بلده.. والأجمل دعم مدينته وبلده وأبنائه له. فهنيئا لنا بالإمارات وقادتها وشعبها.