25 معرضا يحتضنه سوق عكاظ التاريخي ليصبح سوقا للحياة
يشكل سوق عكاظ التاريخي معلماً سياحياً فريداً في المملكة العربية السعودية، و رافداً مهماً من روافد السياحة، اذ يقوم السوق في ذات المكان الذي كان يقع فيه سوق عكاظ التاريخي، و يقصده اليوم الكثير من السائحين لمشاهدة السوق كمعلم تاريخي ضارب في جذور الماضي، ما زال يحتفظ بعبق التاريخ، و بريق الحاضر، و يجد زائر السوق مفارقة تجمع بين التقنيات الحديثة التي تم توفيرها في مكان المهرجان، مع جغرافية المكان و قيمته التاريخية الاصيلة.
تاريخ و اهمية سوق عكاظ
اشتهر سوق عكاظ عند العرب كاهم اسواق العرب و اشهرها على الاطلاق، حيث كان في الجاهلية معرضاً تجارياً و منتدى اجتماعياً حافلاً لكافة انواع النشاطات، تتقابل فيه قبائل العرب شهراً من كل سنة، يتناشدون الشعر و يفاخر بعضهم بعضاً، و تعقد فيه مواثيق و تنقض فيه اخرى، كما كان السوق مضماراً لسباقات الفروسية و المبارزات، و سوقاً تجارياً واسعاً تقصده قوافل التجار كافة، و منتدى تطلق فيه الالقاب على الشعراء و الفرسان و القبائل و غير ذلك.
و تاتي اهمية سوق عكاظ اليوم في كونه ملتقى شعرياً و فنياً و تاريخياً فريداً من نوعه، يقصده المثقفون و المهتمون بشؤون الادب و الثقافة، مستمتعين بالقيمة المعرفية و الثقافية التي يقدمها السوق من خلال ندوات السوق و محاضراته و فعالياته، كما يعيد سوق عكاظ الى الاذهان امجاد العرب و تراثهم الاصيل، و يستعرض ما حفظه ديوان العرب من عيون الشعر و معلقاته، و يقدم في كل مهرجان احتفالاً و احتفاءً باحد شعراء المعلقات لتؤكد اتصال التراث بالحاضر.
الدورة العاشرة لسوق عكاظ
تشهد الدورة العاشرة لسوق عكاظ، التي تنطلق فعالياتها مطلع شهر ذي القعدة القادم، مشاركة عدد من الجهات الحكومية باكثر من 25 معرضاً تقام على مساحة عشرة الاف متر مربع، تحتضن احدث المعلومات و الفنون لتتكامل مع ماضي السوق و حاضره كمنظومة ترتقي بفكر الزائر و تشبع نهمه في جميع الاهتمامات و الهوايات.
و حول دورة السوق لهذا العام، اوضح مدير سوق عكاظ الدكتور راشد الغامدي، ان السوق لهذا العام يركز من خلال برامجه على ابراز دوره الريادي ليتزامن مع رؤية المملكة 2030 في استشراف المستقبل من خلال مشاركة العديد من المؤسسات التي تعنى بالتنمية و التطوير و تحقيق رسالته الثقافية و الحضارية و الفكرية، و التي تاتي في سبيل دعم الثقافة الاسلامية و العربية.
و اشار الدكتور الغامدي، الى ان معارض السوق لهذا العام تهدف الى تعريف الزوار بنواتج الرؤية المستقبلية للمتغيرات التطويرية التي تشهدها المملكة، اضافة لاشباع حاجات الزوار و الضيوف في كافة اهتماماتهم و هواياتهم في مواضيع المعرض، و توسيع ثقافة الزوار و امتاعهم و تلبية كافة الاذواق الثقافية و الفنية ليصبح سوقا للحياة، مع مراعاة ارتباط المعارض بخطة تطوير السوق.
ابرز المعارض المشاركة
يُذكر بان من ابرز المعارض المشاركة لهذا العام، معارض جامعات المملكة التي تحتضن ابرز الدراسات و الابحاث و التجارب و براءات الاختراع، و معرض البعد الحضاري للهيئة العامة و السياحة و التراث الوطني، و معرض المملكة وطن و تاريخ تنظمه دارة الملك عبد العزيز، و معرض مسابقة الخط العربي التي استقطبت الشباب العربي في هذا المجال الحيوي الذي يربط الماضي العريق بالحاضر المشرق، و معرض مسابقة لوحة و قصيدة و يهتم بتشجيع الفنون و توثيق العلاقة بين الشعر و الرسم و الفن التشكيلي.
و كذلك معرض مسيرة سوق عكاظ الذي يربط دورات السوق الماضية و تسلسلها ضمن التطوير النوعي الذي يشهده سوق عكاظ حتى الان، و معرض هيئة تطوير مكة و المشاعر المقدسة، و معرض الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، و معرض مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، و معرض وزارة الثقافة والاعلام، و معرض تطوير مشاريع جدة، و معرض تطوير الطائف، و معرض مشروع تطوير البلد الحرام، و معرض السلام عليك ايها النبي، و غيرها من المعارض المتنوعة و المتميزة.