حوار مجلة "هي" مع المدير التنفيذي لـ"الاتحاد السعودي للرياضة للجميع "شيماء الحصيني"
الرياض: فيصل البلال
تصوير: عمران محمد
أُسس "الاتحاد السعودي للرياضة للجميع" ليكون منظمة فعالة تتبع منهجا استباقيا لدفع الرياضة المجتمعية في المملكة. ويعمل "اتحاد الرياضة للجميع" على إعداد مبادرات رياضية مبتكرة لتشجيع الأفراد على تعزيز نشاطهم. مبادرات النشاط البدني ضمن برنامج جودة الحياة أمر لا بد منه لتحقيق مستهدفات رؤية 2030.
في لقاء خاص تلتقي مجلة "هي" بالمديرة التنفيذية لـ "الاتحاد السعودي للرياضة للجميع"، الأستاذة شيماء بنت صالح الحصيني. لتعرفنا إلى الاتحاد الذي يسعى لرفع نسبة الوعي العام بأهمية الرياضة والصحة للمجتمع، من خلال بعض البرامج والفعاليات التي تشجع الأفراد على ممارسة الرياضة.
شهدنا العديد من الإنجازات لـ"الاتحاد السعودي للرياضة للجيمع”، حدثينا عن دورك القيادي به؟
قبل البدء في الإجابة عن هذا السؤال، أود أن أشكركم على إلقاء الضوء على مستوى الوعي الرياضي والصحي لمجتمعنا، والذي شهدنا مشاركة الآلاف من الأفراد من مختلف الفئات العمرية في الفعاليات والأنشطة التي قدمها الاتحاد. كما شهدنا تفاعل المجتمع معنا في وسائل التواصل الاجتماعي، ومشاركتهم لنا بنشاطهم في المشي أو الجري. هنا يكمن التشويق والاستمرارية، حيث نعمل في "الاتحاد السعودي للرياضة للجميع" ضمن استراتيجية واضحة تتماشى مع استراتيجيات وزارة الرياضة لتحقيق مستهدفات رؤية المملكة لعام 2030، وتحديدا ضمن برنامج جودة الحياة. ومع هذا الدور الواضح، يسعدني أن أقول إن لدينا قيادة داعمة وفريقا طموحا مليئا بأفراد موهوبين ومؤمنين برسالتنا لزيادة معدلات مشاركة المجتمع السعودي في النشاط البدني. هذا الشغف هو العامل الرئيس وراء إنجازاتنا.
يتمثل دوري ضمن "الاتحاد السعودي للرياضة للجميع" في توجيه ومساعدة الفريق لتطوير ذاتهم وإيصال أفكارهم التي من شأنها تحقيق الهدف الرئيس للاتحاد في جعل الرياضة وممارسة الأنشطة البدنية جزءا من الحياة اليومية. وتتمثل الخبرات العملية السابقة لفريقنا في تصميم استراتيجيات الرياضة في المدارس والجامعات وقيادة الشراكات مع مختلف الجهات التعليمية والحكومية لتكون داعما رئيسا في مساعدة فريق العمل وتطوير الكفاءات الوطنية من أجل قيادة هذه الملفات الرياضية المهمة للاتحاد، وتحقيقا لتطلعات قيادتنا الرشيدة من أجل الارتقاء بأهداف وطننا الغالي.
ما مدى أهمية تواجد استراتيجية وطنية رياضية للمجتمع؟
على المستوى الشخصي، أرى توجهنا الاستراتيجي أحد أكثر الجوانب المهمة في اتحاد الرياضة للجميع، وذلك لأنه يعكس الطموح الكبير للمملكة. ومثل جميع القطاعات، توجد لدينا أهداف كبيرة نسعى لتحقيقها في الوصول لأعلى مستويات الجودة بواسطة فريق عمل متفانٍ ومتعاون، لنجعل أهدافنا الطموحة واقعا يتحقق. مبادرات النشاط البدني ضمن برنامج جودة الحياة أمر لا بد منه لتحقيق مستهدفات رؤية 2030 التي تسعى إلى رفع نسبة الأشخاص الذين يمارسون الأنشطة الرياضية بشكل منتظم في المملكة إلى 40 في المئة بحلول عام 2030. كما تتمثل فوائد النشاط البدني على الصعيد العالمي والوطني في خفض معدلات الأمراض المزمنة غير المعدية مثل السكري والسمنة وأمراض القلب. وقد بنينا استراتيجيتنا على ركائز أساسية كالتوعية وسهولة الوصول والتحفيز.
ونعمل على إعداد مبادرات رياضية مبتكرة لتشجيع الأفراد على تعزيز نشاطهم، وذلك عبر محاور مختلفة، أهمها اتباع منهج شامل للصحة والعافية يركز على مختلف الأنشطة الرياضية والبدنية، لضمان إشراك مختلف الأعمار والطبقات الاجتماعية ومستويات اللياقة البدنية.
نحن نؤمن بأن جهودنا تؤدي إلى تغيير إيجابي لسلوك وعادات المجتمع من أجل عيش أسلوب حياة حيوية وصحية. ولذلك نأمل أن نرى جميع أفراد المجتمع من مختلف الأعمار ومستويات النشاط البدني والطبقات الاجتماعية يمارسون النشاط البدني بشكل يومي.
كيف يعمل "الاتحاد السعودي للرياضة للجميع"؟ وما الخطة التنفيذية لدفع الرياضة المجتمعية في المملكة؟
"الاتحاد السعودي للرياضة للجميع" أُسس ليكون منظمة فعالة تتبع منهجا استباقيا لدفع الرياضة المجتمعية في المملكة، حيث نعمل وفق رؤية 2030 المتعلقة بالرياضة المجتمعية، وذلك أولا عبر "مجتمع حيوي"، إذ نسعى إلى زيادة نسبة ممارسة النشاط البدني لمعظم سكان المملكة وبناء مجتمع يتمتع بصحة جيدة، ومتصل اجتماعيا، ويتمتع بجودة حياة عالية. وثانيا عبر "اقتصاد مزدهر" بهدف زيادة استثمار القطاع الخاص في الرياضة المجتمعية، وزيادة المساهمة في الناتج المحلي الإجمالي، وخلق فرص العمل، وثالثا عبر "وطن طموح" من خلال تعزيز فاعلية الحكومة، والتحول إلى مرجع في الرياضة المجتمعية ومحور لاستضافة الفعاليات والمشاركات الدولية.
وإلى جانب جهودنا الوطنية، لقد أتاحت أنشطة الاتحاد السعودي للرياضة للجميع تقديم صورة مشرفة للمملكة في الخارج، حيث شاركنا في العديد من البرامج في دول مختلفة مثل اليابان والولايات المتحدة الأمريكية ومؤخرا في أيسلندا.
ما آلية الدعم المقدم من الاتحاد لتحفيز المرأة في المجال الرياضي؟
المرأة تمثل ما يقارب 50 في المئة من النسبة الإجمالية لسكان المملكة، حيث لا يقتصر دورها على رفع نسبة المشاركة الرياضية فحسب، بل على أن تصبح قدوة للجيل القادم بمشاركتها ودعمها. وضمن جهود الاتحاد السعودي للرياضة للجميع نعمل بشكل غير مباشر على بناء الترابط القوي بين شرائح مجتمعنا المختلفة من كلا الجنسين وجميع الأعمار والقدرات الجسدية، كما نعمل على بناء علاقاتنا خارجيا من خلال إبراز أفضل ما تتميز به المملكة على المستوى الدولي.
وقد أظهرت نتائجنا للمسح الوطني الرياضي في 2020 أن أكثر من 55 في المئة من السيدات اللواتي يمارسن الرياضة يمارسنها في الأماكن العامة أو في المنشآت والصالات الرياضية، وهذا أيضا هو أحد الأسباب الرئيسة في زيادة ممارسة السيدات للرياضة والنشاط البدني بنسبة تعدت 170 في المئة على مدى السنوات الخمس الماضية. وضمن جهود الاتحاد فقد جرى العمل على تنفيذ العديد من المبادرات والبرامج المحلية والدولية لإبراز وتمكين مشاركة المرأة، على سبيل المثال، في تنظيم بطولة كأس العالم للأهداف العالمية في السعودية للمرة الأولى من أجل نشر الوعي وثقافة المسؤولية المجتمعية في المملكة، وتحديدا حول أهداف التنمية المستدامة، وبطولة "النِت بول” للسيدات، وذلك بالتعاون مع "نِت بول” السعودية، والهيئة السعودية للسياحة، وعدد من شركاء النجاح على متن الكروز البحري وكذلك مساهمة الاتحاد في إطلاق دوري كرة القدم المجتمعي للسيدات، ومهرجان اللياقة البدنية للسيدات.
بخصوص المبادرات التفاعلية في مواقع التواصل الاجتماعي، كيف يستفيد الاتحاد من تلك المبادرات الرقمية؟
بدأنا بأولى الحملات التوعوية من خلال حملة "بيتك ناديك”، التي أطلقها الاتحاد السعودي للرياضة للجميع في عام 2020، والتي لاقت تفاعلا واسعا من قبل المجتمع بوصول عدد المشاركين فيها إلى أكثر من 3.8 مليون مشارك في غضون أسبوعين، كما عمدنا إلى الابتكار من خلال مبادرة "معا نتحرك” الافتراضية للمشي أو الجري، وذلك عبر مشاركة أكثر من 9000 شخص، والعديد من المجموعات الرياضية المجتمعية. وإضافة إلى ذلك طبقنا فكرة إبداعية من خلال ربط ممارسة الرياضة بالألعاب الإلكترونية من خلال برنامج "تحرك والعب”، بالتعاون مع الاتحاد السعودي للألعاب الإلكترونية، والذي وصلنا فيه إلى أرقام مشاركة كبيرة، سواء من المشاركين أو عدد خطوات اللياقة البدنية. كما شهدت حملتنا الأخيرة "ابدأ الآن" أكثر من 228 ألف تفاعل، وأكثر من 23 مليون مشاهدة على وسائل التواصل الاجتماعي. وفي الوقت ذاته، شهدت عدد مرات التحميل لتطبيق الاتحاد السعودي للرياضة للجميع على زيادة هائلة بمقدار عشرين ضعفا، والتي كان لحملة "ابدأ الآن" دور مهم فيها، وذلك خلال فترة ثلاثة أشهر فقط.
كيف تسهم المبادرات الرياضية في تطوير نمط الحياة في مختلف مدن المملكة؟
لقد نتج عن عمل اتحاد الرياضة للجميع قصص نجاح في مجال الرياضة المجتمعية، والتي أسفرت عن تشكيل وإنشاء العديد من المجموعات الرياضية المجتمعية، ووصولها إلى 643 مجموعة في نهاية عام 2021، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 80 في المئة خلال 5 سنوات، إضافة إلى تفعيل إمكانية الوصول إلى الفعاليات والبرامج الرياضية المختلفة، وإتاحتها لجميع أفراد الأسرة في العديد من الرياضات في المناطق والمدن الصغيرة في المملكة، حيث تظهر إحصاءاتنا أن نسب المشاركة في المناطق والمدن الصغيرة زادت خمسة أضعاف في عام 2020، مقارنة بعام 2015 للسعوديين لمن هم في الـ15 وما فوق.
وأطلق اتحاد الرياضة للجميع برامج رياضية مخصصة ومتنوعة، وذلك لتعزيز ممارسة الأنشطة الرياضية للوافدين، وكان أبرزها إقامة البطولة الوطنية لرياضة الكريكيت وكل من رياضات الرغبي والسباحة.
نحن نؤمن بأن قوة الرياضة المجتمعية تكمن في قدرتها على تعزيز مفاهيم الصحة والتنوع والشمولية والشعور بالانتماء والتسامح وغيرها من القيم الأخرى، وهذا ينعكس على أن الرياضة عالمية تتخطى الحدود بين الدول، وتجمع بين الثقافات والمجتمعات المختلفة من أجل رسالة سامية ومن أجل جعل العالم مكانا أفضل.