بمناسبة اليوم الوطني.. دور المرأة في تاريخ تطوير السعودية على مدار 100عام
تعد المرأة السعودية شريكًا فعالًا في التنمية الوطنية في جميع المجالات، من خلال خطواتها المتسارعة نحو التمكين، والتي احتلت من خلالها مواقع هامة تشير إلى نحو بعيد في الفضاء الجديد الذي أخذت فيه المرأة السعودية تخترق المراحل وتجتاز الخطوات بوعي وثقة وكفاءة نحو المعالي، وبمناسبة اليوم الوطني اخترنا لكم نماذج نسائية مُشرفة من العالمات والقياديات والمؤرخات واللواتي كان لهن دور فعال في تاريخ تطوير السعودية على مدار 100عام.
عالمات سعوديات
قدمت الكثير من العالمات السعوديات نماذج نسائية رائدة على مستوى العالم ككل، وحفرن اسمائهن على المستوى العالمي في مختلف المجالات، وقدمن إنجازات متميزة أسهمت بشكل بالغ في التطور والتقدم على المستويين المحلي والدولي، فمشاركة المرأة في التنمية والتطوير عبر بوابة العلوم تطور المجتمع وتكسبه مكانة رفيعة لما لها من تأثير قوي على محيطها.
ومن هؤلاء العالمات العالمة والبروفيسورة السعودية "غادة المطيري" التي تعد إحدى أشهر العالمات السعوديات، والتي نالت جائزة الإبداع العلمي في الولايات المتحدة الأمريكية، وأسهمت في تغيير احدى أهم المفاهيم الطبية، بتقديمها سبُلًا قد تُغني مستقبلا عن العمليّات الجراحيّة باكتشافها "الفوتون".
كما تعد العالمة السعودية الدكتورة "خولة الكريع" الحاصلة على جائزة هارفارد للتميز العلمي، إحدى أبرز العالمات السعوديات اللواتي ذاع صيتهن على مستوى عالمي، بتسجيلها لإنجازات علمية هامة في حقل الأبحاث الطبية على المستوى العالمي.
وكذلك تأتي المساهمات والإنجازات المتميزة في مجال العلوم والطب والتكنولوجيا التي قدمتها العالمة والباحثة السعودية الدكتورة "حياة سندي" والتي تعد أول عالمة سعودية تشغل منصب سفير النوايا الحسنة للعلوم لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، والحاصلة على جائزة الأعمال العربية لمنطقة الشرق الأوسط فئة أفضل المساهمات في الطب لعام 2013.
قياديات سعوديات
احتلت المرأة السعودية مواقع قيادية ومناصب ريادية، ووضعت الكثير من السعوديات بصمات قوية ذات آثار عميقة كقياديات، وكن من النماذج التي يحتذى بها في مجال القيادة على صعيد الإنجازات العالمية في المجالات المتنوعة ومنها المجالات السياسية والثقافية والمجالات العلمية البحثية.
وحين نتكلم عن المواقع القيادية والمناصب الريادية لتأكيد دور المرأة في تاريخ تطوير السعودية، لا بد وأن نذكر الأميرة "ريما بنت بندر بن سلطان بن عبدالعزيز آل سعود" سفيرة السعودية لدى الولايات المتحدة الأمريكية، والتي كانت أول امرأة تتقلّد هذا المنصب الرفيع في تاريخ السعودية، والتي نجحت من خلال مجهوداتها ومساهماتها المتنوعة في كافة المجالات في أن تصبح واحدة من أبرز الشخصيات العربية الناجحة التي سجلت حضورا عالميا فريدا من نوعه.
ولأن الثقافة والفنون جزء لا يتجزأ من نهضة وتنمية الوطن، جاء اختيار الأميرة "هيفاء بنت عبدالعزيز بن محمد بن عياف آل مقرن" لتتولى منصب المندوبة الدائمة للمملكة العربية السعودية لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة " اليونسكو"، وذلك نظير الخبرات المتميزة والواسعة التي تتمتع بها في المجالات الاجتماعية والاقتصادية والعمل الدولي.
كما نجحت المرأة السعودية في قيادة المشاريع العلمية والبحثية على مستوى عالمي، ومن هذه النماذج العالمة الدكتورة السعودية "ماجدة محمد أبوراس" أول سعودية تفوز بجائزة القيادات العربية النسائية للبيئة عام 2011 من قِبَلِ المنظمة العربية الأوروبية للبيئة في سويسرا، والتي تعد إحدى الشخصيات الدولية البارزة والرائدة في العمل البيئي المستدام، والتي تم اختيارها لتكون أول عربية ضمن فريق وكالة "ناسا" العلمي لتنفيذ مشاريع علمية وبحثية وبرامج لتطوير الخليج.
مؤرخات سعوديات
تعود جذور المملكة العربية السعودية إلى أقدم الحضارات التي كانت موجودة في شبه الجزيرة العربية، وتكمن أهمية التاريخ في كونه ميدانا خصبا وغنيا بمجالات الإبداع، لأنه في مجمله استخلاص للتجارب الإنسانية السابقة، فهو الإرث البشري الذي لا يمكن الاستغناء عنه أو تجاهله لفهم الحاضر وبناء المستقبل، وكان للعديد من المؤرخات السعوديات بصمات واضحة في تاريخ تطوير السعودية على مدار 100عام.
ومن هذه النماذج تأتي البروفيسورة "وفاء المزروع" الأكاديمية المتخصصة في التاريخ الإسلامي، والتي كانت أول أكاديمية سعودية تحصل على جائزة "شوامخ المؤرخين العرب" التي يقدمها اتحاد المؤرخين العرب، نظير خدمتها لتاريخ الأندلس، وما قدمته من مؤلفات وبحوث علمية لانتصارات المسلمين، ورصد الأحداث التي مرت بها عواصم ومدن الدول العربية والإسلامية.
وكذلك البروفسورة "دلال بنت مخلد الحربي" التي غاصت في أعماق تاريخ المرأة في الجزيرة العربية، لتعد من أوائل الباحثين الأكاديميين في هذا الحقل في المملكة، وهي حاصلة على درجة الدكتوراه في التاريخ الحديث، وعلى الأستاذية في تخصصها، والتي أثمرت جهودها العلمية المتميزة بحصولها على عدد من الجوائز العلمية الهامة، ومن أبرزها جائزة أمين مدني للبحث في تاريخ الجزيرة العربية عن دور المرأة القيادي في تاريخ وثقافة الجزيرة العربية 2019م عن مجمل أعمالها عن تاريخ المرأة في شبه الجزيرة العربية.
كما تعد الكاتبة والصحافية والمؤرخة السعودية "تواصيف المقبل" أول سعودية تشغل منصب عضو "الاتحاد الدولي للمؤرخين" كمؤرخه دولية بشكل رسمي، وأول باحثة سعودية في التاريخ السياسي والعسكري في المملكة العربية السعودية، والتي تميزت بمشاركاتها بالعديد من المؤتمرات العلمية والاجتماعية والسياسية، وتقديمها للعديد من الأبحاث في مجال السياسة والتاريخ، ونيلها للعديد من الجوائز لأبحاثها العلمية في الشؤون السياسية والعسكرية.