من الطموح إلى الإنجاز السعودي: مؤسسة N.lashes نور آل نصر تروي لـ"هي" قصة نجاحها في عالم الجمال
في عالم يتسارع فيه التطور وتزداد فيه الفرص، تبرز قصص النجاح الملهمة، وخاصةً في مجال مثل الجمال، حيث تبرز رائدة الأعمال نور آل نصر التي شقت طريقها من عالم البنوك إلى عالم التجميل، لتجسد نموذجًا مثيرًا للاهتمام للمرأة الطموحة. تخوض "هي" قصتها الملهمة، وجعلت من حلمها علامة تجارية ناجحة تمتد عبر عدة مدن في السعودية والبحرين.
كيف كانت رحلتك من العمل في المجال البنكي إلى تأسيس سلسلة صالونات تجميلية؟ ما الذي دفعك لأخذ هذه الخطوة الجريئة؟
كنت دائماً أظن أن وظيفة البنك هي حلمي ولكن بعد العمل لمدة سنة اكتشفت بأن طموحي مُختلف وبأن لدي الكثير من الأفكار الإبداعية التي من الصعب تحقيقها في مجال البنوك. لذلك بدأت بالعمل والتخطيط للمشروع أثناء عملي في البنك وبعد أول يوم من افتتاح المشروع أيقنت بأن يوماً ما "N.Lashes" سوف يصبح علامة تجارية ذات فروع متعددة.
ولتحقيق هذا الهدف لابد من تقديم استقالتي من البنك والتركيز على حلمي "مشروع N.Lashes" في البداية واجهت الرفض من الأهل ولكن بالنسبة لي قرار الاستقالة كان مدروس تماماً، الوقت كان مناسب لكوني في مقتبل العمر حيث كنت مازلت في بداية مشواري المهني ولم يكن لدي أي مسؤوليات عائلية لذلك كنت أجد أن المخاطر كانت قليلة.
كيف تمكنت من توسيع مشروعك إلى ثلاثة مدن في السعودية والبحرين؟ ما هي الاستراتيجيات التي اعتمدتِ عليها لتحقيق هذا النجاح؟
الفكرة أتت بعد نجاح الفرع الأول في المنطقة الشرقية وطلب الكثير من العميلات خارج المنطقة الشرقية بافتتاح فروع آخرى لـ"N.Lashes" بالقرب منهن. وبحكم تواجدي بين مدينتي الرياض والشرقية كان من السهل نوعاً ما إدارة فروع في هذه المناطق، في حين يصعب إدارة فروع في المناطق البعيدة كمدينة جدة ومملكة البحرين.
لذلك قررنا التَّوسع فيها عن طريق منح الامتياز التجاري لشركاء ذات كفاءة عالية في إدارة المشاريع، ولهذا تم اعتماد فكرة التوسع من خلال مساعدة الشركاء في تأسيس المشروع خطوة بخطوة، بداية من التوظيف ووصولاً إلى التدريب الموحد لِجميع الموظفات على مختلف مستوياتهم من اخصائيات التجميل أو موظفي إدارة، حيث أنَّ الهدف الرئيسي هو أن تحصل العميلة على نفس جودة الخدمة المُقدَّمة من "N.Lashes" في جميع الأفرع.
هل كان قرارك بفتح مركز تجميل خاص بالشعر جزءاً من خطتك الأساسية أم أنه جاء كنتيجة لتطور العمل؟ وما الذي شجعك على اختيار امتياز تجاري من البحرين؟
بصراحة لا، فكرة إضافة خدمات الشعر كانت مستبعدة تماماً حيث كنت مقتنعة تماماً بأن النجاح يأتي من خلال التركيز على مجال محدد والابتعاد عن التشتت، ليتمكن الفرد من الإبداع والتطور والتميز أيضاً، لكن بعد كثرة الطلب من العملاء بإضافة خدمات الشعر قررت تلبية طلبهم و لكن بطريقة مُختلفة، وهي البحث عن أفضل الصالونات المتخصصة بخدمات الشعر والتعامل معها، ولهذا جاء الاختيار على صالون "هاوس اوف قلام" من مملكة البحرين.
وذلك لعدة أسباب منها شهرتهم الكبيرة في مجال الشعر ليس فقط على صعيد مملكة البحرين بل على مستوى دول الخليج ككل حيث تتواجد شريحة كبيرة جداً من عميلاتهم من المملكة العربية السعودية، يذهبون للبحرين خصيصاً لخدماتهم الفريدة وهذا ما كنت أفعله أنا شخصياً، حيث كنت عميلة دائمة في صالون "هاوس اوف قلام" وأثق جداً بهم وهذا ما دفعني للتعاقد و الحصول على علامتهم التجارية وافتتاح صالونهم الأول في عاصمة المملكة العربية السعودية الرياض.
ما هي العوامل الأساسية التي ساعدتكِ على النجاح كرائدة أعمال في مجال التجميل؟
أرى أن طريقة تفكيري هي العامل الأساسي، حيث دائما ما أتبع مفهوم "أنا الزبونة الأولى لمشروعي"، لهذا كنتُ دائماً أفكر من منظور الزبونة في أي قرار اتخذه بخصوص جودة الخدمات والمنتجات المستخدمة وخدمة العملاء أيضاً. أنا سيدة واتفهم احتياج السيدات في مجال التجميل لذلك لَن أقبل بتقديم أي خدمات تجميلية لعميلاتي إن لَم تَكن بالمستوى اللَّذي أقبل أن يتم تقديمه لي شخصياً.
كيف تمكنتِ من تحقيق التوازن بين إدارة عملكِ التجاري وحياتكِ الشخصية؟
من وجهة نظري لا توجد هناك موازنة تامة بين العمل والحياة الشخصية خصوصاً كوني زوجة وأم. تمر أيام تغلب الأشياء على بعضها البعض، حيث تكون احتياجات المنزل والعائلة أكثر، فينخفض التركيز في العمل قليلاً والعكس أيضاً تأتي أيام تكون متطلبات العمل واحتياجاته تطلب وجودي بشكل مكثف، فينخفض مستوى العطاء داخل المنزل. المهم في هذه الحالة وجود زوج وأهل متفهمين وداعمين.
ما هو أكبر درس تعلمتِه من تجربتك كرائدة أعمال؟ وكيف أثر هذا الدرس على طريقة إدارتكِ للأعمال؟
دروس كثيرة للأمانة ولكن أهمها: عدم أخذ أي انتقاد بشكل شخصي أو سلبي إنما العمل به لِتطوير المشروع. وتقبّل فكرة أن هناك ظروف قد تحصل خارجة عن ارادتنا ومعرفة كيف التعامل بمرونة مع الظروف للوصول للهدف الأساسي وعدم الاستسلام. يجب أن ندرك بأن كل مشكلة ولها حل مهما كانت كبيرة، وأن التفكير الإيجابي والهدوء في اتخاذ القرارات هو الخيار الأفضل دائماً.
نصائحكِ لرائدات الأعمال الجدد اللاتي يواجهن تحديات في بداية مشوارهن؟
- وضع خطة مدروسة للمشروع يتم فيها دراسة السوق والفئة المستهدفة والأسعار والمنافسين وغيرها من النقاط التي تحيط بتفاصيل المشروع.
- البدء خطوة بخطوة وعدم الإسراف أو التكلف في المرحلة الأولى على الأشياء الغير أساسية في تأسيس المشروع بل يجب أن يكون التركيز على طريقة استهداف عدد أكبر من العملاء وزيادة المبيعات، ثُمَّ بعد ذلك تحديد النقاط الي تحتاج للتحسين والتطوير والبدء بالعمل عليها.
- الاستمرارية وعدم الاستسلام مهما واجهت من ظروف، ومعرفة أنه يمكن تغيير طريقة الوصول دائماً طالماً وُجِد الهدف الرئيسي.
كيف تحافظين على الإبداع والابتكار في عملكِ وسط التنافس الكبير في سوق التجميل؟
- مِن خلال عدة أمور منها: الاطلاع المُستمر على أحدث الخدمات والمنتجات في الأسواق العالمية والمحلية.
- الإصغاء لآراء العميلات وأخذها بعين الاعتبار، بناء فريق عمل متكامل والاستثمار فيه وتطويره واعطاءه المساحة الكافية للتفكير والإبداع.
- التركيز في العمل والأهداف الشخصية وعدم الانشغال بِالمنافسين فمن يُركز على المنافسين من حوله سوف يصل لِمستوى المنافسين فقط، في حين نجد أن من يُركز على نفسه هو الشخص الذي سيتمكن من تطوير نفسه والإبداع والوصول لمستويات أعلى.
هل واجهتِ صعوبات تتعلق بكونكِ امرأة في عالم الأعمال؟ وكيف تغلبتِ عليها؟
للأمانة في بداية المشروع قبل ما يقارب أكثر من 6 سنوات واجهت بعض التحديات في الأنظمة التي تخص المشاريع النسائية حيث غالباً يتم وضعها من قبل رجال ولا يتم فيها تسليط ضوء كافي أو واضح لاحتياجات المرأة في هذا المشروع. ولكن أختلفت هذه مثل الأمور الآن تماماً خصوصاً بعد التطورات التي تشهدها المملكة والدعم الكبير لِتمكين المرأة في عالم الأعمال مما سهل على المستثمرات الجدد في هذا المجال من برامج دعم المرأة وغيرها التي تقدمها الجهات الحكومية المُختلفة في المملكة العربية السعودية.
ما هي رؤيتكِ المستقبلية لمجال التجميل في المملكة، وكيف تخططين للبقاء في مقدمة هذا المجال؟
أرى أن مجال التجميل في تطور ونمو مستمر خصوصاً في سوق المملكة، حيث يمتازون السيدات السعوديات باهتمامهم بالجمال والأناقة، ونظراً للتطور الكبير الذي تشهده المملكة مؤخراً أصبحت المرأة السعودية أكثر استقلالية في الحصول على الوظائف والقيادة التي تسهل عليها الوصول إلى هذه الخدمات التجميلية والاستفادة منها.
أيضاً من الأمور المهمة للبقاء في مقدمة هذا المجال هو الحرص الدائم على تقديم أفضل جودة، ومواكبة التطورات التي تحصل في مجال التجميل والإلمام بالتغيرات التي تحصل في الأسواق المحلية والعالمية ومدى تأثيرها على المستهلك واحتياجاته.
ما هي أكبر التحديات التي واجهتكِ خلال بناء وإدارة سلسلة مراكز التجميل؟ وكيف تعاملتِ معها؟
بالنسبة لي أصعب تحدي واجهته ويمكن أن يواجهونه أصحاب المشاريع الخدمية هي توظيف الأيدي العاملة. لذلك انشئت أكاديمية داخلية لتدريب الاخصائيات وتطويرهم في هذا المجال، في جميع فروع"N.Lashes" نعمل كعائلة واحدة! لذلك حرصتُ منذ البداية على تأسيس فريق عمل قوي، طموح ومحب للعمل وقمت بتسليمهم مهام إدارية تعزز من تطويرهم وجعلهم أفراد ذو قيمة داخل المنشأة. بالإضافة إلى وجود هذه الأكاديمية قمت من جهتي أيضاً بتنظيم وعمل اجتماعات يومية (عن بعد)؛ لتمكنني من متابعة آخر التطورات والمستجدات في الأفرع و العمل عليها.
ما الذي يميز N.lashes عن غيرها من مراكز التجميل في المملكة؟ وكيف تختارين فريق العمل لضمان تقديم أفضل خدمة للعملاء؟
لا ننظر في صالون N.Lashes على تقديم خدمات تجميلية فقط ، بل نحرص على تقديم شيء أعمق من ذلك وهو الشعور الذي يلامس المرأة ما بعد الخدمة المقدمة لها من الإحساس بالجمال والسعادة والثقة بالنفس. نحرص أيضاً على أن تكون تجربة العميل مرضية تماماً منذ بداية الاتصال للحجز وصولاً للمتابعة لما بعد الموعد.
حيث مكنتنا هذه النقطة من بناء قاعدة عملاء قوية يثقون في صالون "N.Lashes" و يعتبرونه منزلهم الآخر لتصبح خدماتنا المقدمة لهم جزء أساسي في حياتهم اليومية، ولكي نتمكن من تحقيق ذلك، نسعى دائماً لتوظيف من لديهم الشغف وحب العمل والعطاء، ومن ثم تطويرهم والاستثمار في مهاراتهم وتقديم فرص النمو المهني. نجدُ عدداً كبيراً من الموظفات لدى "N.Lashes" بدأوا مسيرتهم كموظفات استقبال أو مساعدات والآن يحملون مناصب إدارية في جميع الفروع.