رامي العلي يكتب لـ هي عن مجموعته لربيع/صيف 2011
تموجات من الحرير وظلال الخزامى على ضفاف بحيرة كومو الغافية على سفوح الألب
قبل كل مجموعة أقوم برحلتي المعتادة لزيارة مصممي الأقمشة للإطلاع على الأحدث، و لأغرب ، والأفخم. وقبل إصدار مجموعتي الجديدة لربيع صيف 2011 حططت الرحال على ضفاف بحيرة كومو الغافية على سفوح الألب شمال إيطاليا. وقبل أن يبدأ وقت المواعيد والاجتماعات، سرقت من وقتي ساعة لأحتسي قهوتي الصباحية في أحد مقاهي الرصيف المنتشرة حول البحيرة، مختاراً طاولة تحت مظلة، بعد أن أنذرني موظف الاستقبال في الفندق من احتمال سقوط زخات صغيرة من المطر.
جلست متأملاً جمال البحيرة، مستمتعاً بالسكون من حولي، فنحن في الخريف وقد خف هرج ومرج السياح، لتقطع شرودي رائحة قهوتي الغنية، يقدمها النادل متمتاً بالإيطالية ببعض عبارات الترحيب، مبتسماً، لطيفاً، فضولياً ليعرف من أين أنا، وليخبرني عن أهمية هذا الموقع، وبفخر يعدد لي أسماء المشاهير الذين زاروها.
إنه بداية موسم الألوان في كومو، فمن أوراق الدلب البرونزية إلى خضرة السرو العنيدة، وزرقة السماء تشوبها غيمات بيض نقية، تحجب أشعة الشمس تارة، وتتركها تارة أخرى ناشرة الدفء والضياء على سطح البحيرة كمرآة تعكس بأمانة كل ما حولها فتضيع اللحظات بين الواقع والخيال، لتوقظ سكون وهدوء تلك اللحظات قطرات صغيرة من المطر كحبات الكريستال مخلفة على سطح البحيرة الوقور دوائر متلاحقة كمن يزف بشرى من شط إلى شط، وفي تلك اللحظة تجلى موضوع مجموعتي الجديدة، فارضاً عليّ وجه كومو بتموجاته رؤى ولمحات..
العارضات الحسان يتهادين بانسيابية، وتموجات الحرير والتفتا والأورغانزا مخلفة وراءها ظلال الأزرق والخزامى، عاكسة ترف الحياة حول البحيرة الهادئة.. بمسرح مفروش بالمرايا وانعكاسات لون الغسق في الخلفية.
وعاكسة أيضا نوعية الحضور الراقي وإحساسهم بانتعاش يوم ربيعي، وصوت يشبه صوت تلك الزخات من المطر.. وكم أسعدتني وطمأنتني الابتسامات التي ارتسمت على وجوه النقاد.
توقف المطر لبرهة ربما.. عادت أشعة الشمس لتبعث السكينة والاطمئنان.. رشقت ما تبقى من قهوتي، وأخرجت كراسة رسوماتي، وفتحت صفحة بيضاء، وتركت العنان لكومو لتترجم تموجات مجموعتي الجديدة.