قصة حديث : البعد عن المحرمات
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
" ما نهيتكم عنه فاجتنبوه، وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم، فإنما أهلك الذين من قبلكم كثرة مسائلهم واختلافهم على أنبيائهم "
سبب هذا الحديث أن الرسول صلى الله عليه وسلم خطب في أصحابه فقال" أيها الناس قد فرض عليكم الحج فحجوا " فقال رجل: كل عام يا رسول الله؟ فسكت الرسول، فكرر الصحابي السؤال ثلاث مرات، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لو قلتُ نعم لوجبت ولما استطعتم " ثم ذكر هذا الحديث.
الرسول صلوات الله وسلامه عليه يوجه المسلمين في هذا الحديث إلى أنه إذا نهى عن شيء فيجب اجتنابه كله، إلا عند الضرورة، فالضرورات تبيح المحظورات، وذلك مثل النهي عن أكل لحم الخنزير فقد نهي عنه، وعلى المسلم أن يمتنع عن أكله تماما إلا إذا خاف على نفسه الموت جوعا ولم يجد إلا ذلك اللحم، وعندئذ يجوز له الأكل منه.
أما ما أمر به الله ورسوله فإن على المسلم أن يفعل منه ما يستطيعه، فالمريض يمكن أن يفطر في رمضان ويصوم في يوم آخر، أو يصلي جالسا إذا لم يستطع القيام.
وفي هذا الحديث نهي عن كثرة السؤال دون داع، وعن مخالفة تعاليم الشريعة.
