في موكب مبهر.. نجاح نقل المومياوات إلى متحف الحضارة بمصر

أبهرت مصر العالم، من خلال موكب مهيب لنقل مومياوات 22 ملكا وملكة من المتحف المصري بالتحرير، إلى متحف الحضارة في الفسطاط، وحملت المومياوات على عربات فرعونية ذهبية اللون، في كبسولات صُممت خصيصا لذلك.

نجاح نقل المومياوات في موكب مبهر

وعلى خلفية الألعاب النارية، نقلت المومياوات، ومعظمهم من ملوك "الدولة الحديثة"، من مبنى المتحف المصري إلى المتحف القومي للحضارة المصرية في الفسطاط، وانتقلت المومياوات بالترتيب حسب العمر على عربات مجهزة بنظام تعليق ركوب هوائي لامتصاص الاهتزازات، وتحمل أسماء ركابها باللغة العربية والإنجليزية والهيروغليفية.

سقنن رع يتقدم موكب ملوك الفراعنة إلى متحف الحضارة

وقاد الموكب الملك سقنن رع تاعا الثاني، الذي حكم صعيد مصر حوالي 1600 قبل الميلاد، وهو آخر ملوك الأسرة السابعة عشرة، ويُعتقد أنه لقي حتفه عندما تهشمت جمجمته أثناء المعارك ضد الهكسوس، وشمل العرض أيضا مومياوات رمسيس الثاني، سيتي الأول، أحمس، نفرتاري، بينما كان رمسيس التاسع، الذي حكم في القرن الثاني عشر قبل الميلاد، في نهاية الموكب.

وتم وضع الرفات الملكية في حافظات عرض معقمة على أحدث طراز لضمان الحفاظ عليها وذلك تماشياً مع المعايير الدولية الصارمة لنقل القطع الأثرية.

موكب مهيب واستقبال رسمي للمومياوات في متحف الحضارة

ورافق المومياوات 60 دراجة نارية و 150 حصانا وفرقة موسيقية فرعونية بقيادة المايسترو المصري الشهير نادر عباسي، حيث طافت المومياوات حول مسلة ميدان التحرير، ثم سار الموكب على طول نهر النيل حتى المتحف القومي الجديد للحضارة، وفور وصول المومياوات الملكية إلى المتحف الذي افتتح رسميا السبت، أطلقت المدفعية 21 طلقة تحية لها، ووقف الرئيس المصري في استقبال المومياوات التي مرت محمولة في عربات مزينة بزخارف ذهبية فرعونية.

حضور عالمي لموكب نقل المومياوات

وحضر الاحتفال رئيسا منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقاقة (اليونسكو) ومنظمة السياحة العالمية، وقال عالم الآثار المصري زاهي حواس إن كل مومياء وضعت في كبسولة خاصة مملوءة بالنيتروجين لضمان سلامتها، ووضعت الكبسولات على عربات مصممة لحملها وضمان ثباتها.

200 قناة تلفزيونية نقلت الحدث

وأضاف حواس أن الاختيار وقع على متحف الحضارة لأن مصر تريد عرض المومياوات بطريقة تعبّر عن الحضارة وتنقل علما وثقافة وليس لمجرد الترفيه، واستقطب العرض الذي استمر 40 دقيقة، 12 شخصية شهيرة مصرية، كما بثته أكثر من 200 قناة تلفزيونية عالمية.

أعمال تطوير ميدان التحرير وسور مجرى العيون

يشار إلى أن التحضيرات لموكب نقل المومياوات تم التخطيط له منذ وقت طويل، وشملت أعمال التطوير رفع كفاءة جميع الشوارع علة خط سير الموكب، وتطوير ميدان التحرير: بوضع مسلة بميدان التحرير كانت مقسمة على ٣ أجزاء تم ترميمها وتركيبها، وكذلك ترميم ووضع 4 كباش من معبد آمون رع بمعابد الكرنك بمدينة الأقصر، كما تم ترميم سور مجرى العيون، ورفع كفاءة بحيرة عين الصيرة وإعادة توظيفها، وإنشاء كوبري لربط عدد من الطرق لتسهيل الوصول إلى المتحف القومي للحضارة المصرية.