غدا : انطلاق أولى رحلات مطار الملك عبدالعزيز الجديد في جدة
يبدأ بمشيئة الله التشغيل الجزئي لمطار الملك عبد العزيز الدولي الجديد في جدة يوم غد 29 مايو 2018، من خلال 3 محطات داخلية، من أصل 46 محطة دولية ومحلية.
المطار الجديد
تأتي هذه الخطوة ضمن خطط الهيئة في جدولة التشغيل التجريبي للمطار على جداول زمنية طويلة تبدأ بالرحلات الداخلية الأقل كثافة، مثل القريات والدوادمي، ثم تستمر بزيادة عدد الرحلات بشكل تدريجي حتى نهاية 2019، لتكتمل نقل الرحلات الداخلية كلها إلى المطار الجديد.
وعلى الرغم من جاهزية جميع القطاعات العاملة والكوادر البشرية والأنظمة المختصة في الملاحة، يأتي التشغيل الجزئي للتأكد من قوة وسلامة الأنظمة الإلكترونية قبل التشغيل الكامل للمطار، وذلك لتفادي أي أخطاء قد تحدث في عملية التشغيل، وقد تؤثر سلبا على سلامة المسافرين وجداول الرحلات.
ثلاث مراحل
وتتضمن مراحل تنفيذ مشروع مطار الملك عبد العزيز الدولي الجديد ثلاث مراحل، المرحلة الأولى بتكلفة 36 مليار، لرفع طاقة المطار الاستيعابية إلى 30 مليون مسافر في السنة بحلول 2019، والمرحلة الثانية، رفع طاقة المطار الاستيعابية إلى 43 مليون مسافر، والمرحلة الثالثة، رفع طاقة المطار الاستيعابية إلى 80 مليون مسافر.
30 مليون مسافر
وتم تقسيم المرحلة الأولى من المشروع الذي تتسع طاقته الاستيعابية لـ 30 مليون مسافر، إلى حزمتين رئيستين بعقدين منفصلين، إضافة إلى بعض الحزم الصغيرة، حيث يشمل العقد الأول بناء مبنى صالات السفر، مجمع برج مراقبة الحركة الجوية والمباني المساعدة، مبنى الإنقاذ والإطفاء الرئيس، مركز إدارة الأزمات، مركز البيانات، ومبنى الأرصاد الجوية، إضافة إلى مبنى صيانة معدات الخدمات الأرضية، مركز التحكم للخطوط الجوية السعودية، أنفاق ناقل الركاب الآلي ونظام نقل أمتعة المسافرين، مركز صيانة وحدات ناقل الركاب الآلي، خمسة مواقع للراديو موزعة على أرجاء المطار، مواقف سيارات مسافري الدرجة الأولى ورجال الأعمال، ومواقف سيارات كبار الشخصيات.
مركز النقل
أما عناصر العقد الثاني، فتتضمن مركز النقل، محطة السكك الحديدية، المرتبطة بقطار الحرمين السريع، الجسور ذات الأرصفة الجانبية، موقف السيارات من أربعة طوابق تتسع لأكثر من 8200 سيارة، منطقة انتظار الحافلات تستوعب أكثر من 48 حافلة، مواقف سيارات الموظفين تستوعب نحو ثمانية آلاف سيارة، وأكثر من 4500 موقف سيارات للفترات الطويلة، و1300 موقف لسيارات شركات تأجير السيارات، علاوة على موقف سيارات الأجرة تستوعب 700 سيارة، الطرق السطحية والأنفاق، الطرق العلوية، مراكز المنافع، المسجد، حقل خزانات الوقود، أنفاق الخدمات، ممرات الخدمات، ساحات انتظار الطائرات، ممرات الطائرات، وإعادة تأهيل مجموعة من المباني القائمة.
وبحسب صحيفة الاقتصادية السعودية فإن عدد الشركات المشاركة في المشروع يصل لنحو 367 شركة من بينها خمس من الشركات الكبرى، بينما يصل عدد العاملين في المشروع إلى 25 ألف عامل منهم 2400 مهندس، بيد أن عددهم يبلغ عند الذروة 27 ألف عامل. فيما تصل مساحة ساحات انتظار الطائرات نحو 1.7 مليون متر مربع، بينما تبلغ مساحة إجمالي صالات الركاب 720 ألف متر مربع، ويبلغ عدد بوابات السفر نحو 46 بوابة بجسور متصلة بالطائرات علاوة على أربع بوابات لطائرات المواقف المنفصلة.
صالات السفر الدولية
وتبلغ صالات الصعود العامة 42 للسفر الدولي، علاوة على 24 صالة للسفر المحلي، إلى جانب 16 صالة مرنة الاستخدام، بينما تنقسم صالات الشخصيات المهمة إلى صالتين للسفر المحلي علاوة على صالتين للسفر الدولي، وأخرى صالة للوصول، فيما تتسع مواقف السيارات لأكثر من 23.6 ألف ما بين سيارات المسافرين وحافلات وسيارات أجرة وتأجير وأخرى للعاملين وانتظار لمدد طويلة.
التشغيل الجزئي
وتعتبر إجراءات التشغيل الجزئي أمرا طبيعيا معمولا به في المطارات العالمية للتحوط من مشاكل التشغيل التي قد تحدث بنسب متفاوتة، على غرار المأزق الذي وقعت فيه إدارة مطار "هيثرو" بلندن، أحد أهم وأكبر المطارات في العالم، في 2008، إذ تحول حلم تشغيل صالة الركاب الجديدة "الصالة 5"، إلى كابوس وفوضى عارمة، وصفتها الصحف الإنجليزية في وقتها بـ"إحراج وطني" لبريطانيا، بعد تسبب تعطل السيور الخاصة بالحقائب والنظام الإلكتروني للرحلات، في تأخير وإلغاء أكثر من 100 رحلة في اليوم لمدة تجاوزت الأسبوع، أي ما يعادل 20 في المائة من الرحلات، علاوة على ضياع أكثر من مليوني حقيبة لمسافري الخطوط الجوية البريطانية "بريتش أيرويز"، التي كانت الشركة الوحيدة التي تعمل في الصالة الجديدة.
وامتد هذا الوضع إلى بقية الرحلات وأثرت على بقية الشركات الأجنبية والمحلية، إذ تسبب فشل نظام نقل الأمتعة في المرة الأولى من افتتاح الصالة الفاخرة التي بلغت قيمتها نحو 4.3 مليار جنية إسترليني، أي ما يعادل 8.6 مليار دولار، في ذلك الوقت، في إقلاع الطائرات بدون أمتعة على متنها، واعتذار رئيس شركة "بريتش أيرويز"، عن الفوضى التي حدثت، وعدم الوفاء بالوعود بالقضاء على المشاكل وإعادة عمل الصالة.