احتفلوا بتقاليد الضيافة الإماراتية عبر مسيرة مهنية واعدة في قطاع السياحة

بقلم عيسى بن حاضر، المدير العام لكلية دبي للسياحة 

لطالما كانت الحفاوة وحسن الضيافة من السمات التي إمتاز بها المجتمع الإماراتي وتأصّلت في ثقافته لتصبح رمزاً للوحدة والتسامح. فلقد ساهمت هذه التقاليد التي تعكس الكرم الأصيل في تعزيز سمعة الدولة تجاه حب الزوار والاحتفاء بهم. ولا يقتصر الأمر على تقديم القهوة والتمر  للضيوف فحسب، بل يتعدّاه ليشمل دفء المعاملة والصداقة والتعاون وترسيخ العلاقات بين أفراد المجتمع بأسره. وتغلغلت هذه الخصلة الحميدة في صفوف الإماراتيين لتشكّل ركيزة أساسية لثقافة دبي، مما جعلها وجهة مضيافة مشهورة عالمياً.

يزور دبي كل عام ملايين الزوّار للتعرف على تقاليد المدينة والتمتّع بجمالها. وقد أدى نموّ القطاع وتنوّعه إلى ترسيخ دبي لمكانتها لتتبوأ المركز الرابع على مستوى العالم كأكثر المدن زيارة للسنة الرابعة على التوالي. ومع ارتفاع مساهمة قطاع السياحة المستمر في الناتج المحلي الإجمالي لدبي، فإن الفترة الحالية تعتبر الأمثل لاستقبال جيل جديد من المسافرين، ودعوتهم حتى يجربوا حسن ضيافتنا التقليدية، والاحتفاء بالتراث الثقافي الغني، وكذلك بالعادات التي تميّز الدولة. 

وترتكز رؤية كلية دبي للسياحة، المبادرة التي أطلقتها "دبي للسياحة"، على هذه العادات والتقاليد الأصيلة من أجل توفير تجارب أصيلة وفريدة لزوّار  واحدة من أكثر وجهات العالم ديناميكية وسرعة في النموّ. فقد أنشئت كلية دبي للسياحة وبرامجها لتلبية الحاجة المتنامية إلى المواهب العاملة في مجال السياحة والضيافة والتجزئة وإدارة الفعاليات وفنون الطهي في دبي.

ومع استعداد دبي لاستقطاب المزيد من الزوّار سنوياً تماشياً مع استراتيجية السياحة 2022-2025 لتتقدم نحو المركز  الأول لتصبح المدينة الأكثر زيارة في العالم، لا بدّ من إبقاء العاملين في مجال السياحة والذين يتعاملون بشكل مباشر ويومي مع الزوّار على اطلاع مستمر على محفظة الإمارة الديناميكية. ويعتبر هذا الأمر تحدياً أساسياً تسعى الكلية إلى مواجهته من خلال استقبال مجموعة متنوعة من الطلاب بهدف ضمان محافظة قطاع السياحة في دبي على مرونته ليتكيّف مع معايير القطاع العالمية. 

فعلى سبيل المثال، تم تصميم برنامج "نهج دبي" لتزويد المتعاملين مباشرة مع الزوّار بالمعلومات الضرورية ذات الصلة بالقطاع لتقديم خدمات راقية وفي ذات الوقت الحفاظ على الثقافة الإماراتية القائمة على حسن الضيافة التقليدية. كما توفّر هذه المنصة المتاحة على الإنترنت، والتي يمكن كذلك الوصول إليها عبر كافة الهواتف المتحركة الذكية معلومات وإرشادات تتعلق بخدمة الضيوف والتواصل معهم. كما تساهم في إطلاع المهتمين على ثقافة الإمارات وتراثها وتاريخها، بالإضافة إلى الفرص السياحية الهائلة المتاحة في إمارة دبي.

كما تشارك وتتعاون كلية دبي للسياحة مع مبادرات الحكومة المحلية من أجل تزويد السوق المحلي بأعداد من المهنيين المحترفين في السياحة، والذين يشكّلون جزءاً لا يتجزأ من نجاح القطاع. في هذا الإطار، يساهم برنامج "مضياف" الذي أطلقته الكلية في تنمية وتمكين جيل المستقبل من المواطنين الإماراتيين ليصبحون سفراء لمدينتنا. فهو يوفّر للخريجين الإماراتيين فرص توظيف وتدريب تمكّنهم من الانخراط في القطاع. ويهدف هذا البرنامج إلى إثراء تجارب الزوّار ومساعدتهم على التفاعل مباشرةً مع المواطنين الإماراتيين الذين لديهم دراية أكثر بتاريخ دولتهم وتراثها، وهو ما يساعدهم  أيضاً على الاطلاع عن كثب على الثقافة المحلية الأصيلة.

وتركّز كلية دبي للسياحة على توفير منهج دراسي يتيح للطلاب التعلّم من خلال الممارسة، ويسدّ الفجوة بين التدريب الداخلي وشهادة البكالوريوس الجامعية. كما تقدم الكلية للطلاب دورات دبلوم وشهادة بكالوريوس تطبيقية في مجال السياحة والضيافة والتجزئة وإدارة الفعاليات وفنون الطهي. هذا بالإضافة إلى التدريب الميداني في القطاع، إلى جانب الحصول على الدعم المتواصل من القطاع عبر القيام بالجولات والرحلات والزيارات الميدانية إلى المواقع المختلفة، بالإضافة إلى إلقاء محاضرات على الضيوف. وبالتالي، تساهم كلية دبي للسياحة في تثقيف الطلاب وتزويدهم بالثقة والخبرة اللازمتين ليصبحوا سفراء لمدينتهم وبلدهم، وينجحوا فعلياً في قطاع سريع النمو.

وتفتخر كلية دبي للسياحة بتمكين الطلاب من تأدية دور مهم في تبني جوهر وأساس الضيافة الإماراتية بما ينعكس إيجابياً على معايير خدمة العملاء والممارسات التشغيلية المثلى من أجل توفير  تجربة متميزة للزوّار.