8 تجارب ساحرة في أحضان جدة التاريخية.. رحلة تراثية لا تنسى في عروس البحر الأحمر
توفر جدة التاريخية للزوار من مختلف الأعمار تجربة ساحرة في أحضان الزمن الجميل يستعيد فيها الزائر أجواء مفعمة بالأصالة والتاريخ الساحر.
ويمكنكم من خلال رحلة واحدة إلى جدة التاريخية إحياء ذكريات الزمن الجميل بكل تفاصيله وذكرياته التي يجد الزائر لها أثرا في كل زوايا وساحات المنطقة العريقة بتاريخها وعمق حضارتها وتنوع المخزون الثقافي فيها حيث يتنقل الزائر في رحلة عبر الماضي مستذكراً حياة مفعمة بالأصالة لا تزال ترتبط بالحاضر الجميل وتستمد منه الأجيال قيَماً وأصالة تتجدد.
عروض تراثية وشعبية لا تتوقف
وتشهد المنطقة إقامة فعاليات شعبية حية، وعروضا فنية شعبية، كما تتزين ساحاتها بلوحات فنية مستوحاة من تراث المنطقة رسمتها أيادي مجموعة من الفنانين التشكيلين المشهورين حيث تستوقف لوحات التشكيليين وتفاصيل البيوت التاريخية القديمة والمتاحف الأثرية زوار المنطقة وخاصة من السائحين الأجانب الذين تستهويهم هذه اللوحات والفنون، التي تزينها كل يوم عروض الليزر التي ترسم هي الأخرى لوحات بديعة على جدران هذه المباني التاريخية الساحرة.
أبواب سور جدة
عند وصولك ستلحظ أن لمنطقة جدة التاريخية أبوابًا عدة، فقد أحاط حارات جدة قديمًا سور بثمانية أبواب، كانت تغلق قبيل الليل لحمايتهم وتأمين أسواقهم، ولكل جهة تقريبًا باب، أشهرها من الشرق:" باب جديد"، حيث بُني هذا الباب بداية الأربعينات الميلادية في العهد السعودي ويعتبر آخر الأبواب لهذا السور، يليه في الأهمية "باب مكة" من الجهة الشرقية المقابلة لسوق البدو، ويعد محصنًا لأسواقهم وحلقات بيعهم ومعبرًا أيضًا، ثم "باب شريف" من المنطقة الجنوبية، إذ يستخدمه أهالي هذه الحارات كثيرًا للتنزه والزيارات للأسواق الخارجية، مثل: "حراج العصر" واليوم تحول لسوق كبير شعبي.
بيت نصيف
استعد لرحلة في منازل التاريخ المذهل لمنطقة البلد، ولتبدأ ببيت نصيف، حيث ستقف على أرضية أول نموذج لبيت عربي أنشئ على الطراز الشرقي في مدينة جدة، واستخدم على مر السنين مستقرًا لضيافة الملوك والعلماء، يحوي 40 غرفة بمساحات واسعة وأسقف رفيعة، وتحولت أدواره إلى معارض فنية ومقاهٍ مليئة بالألفة، تستطيع من خلاله الاستمتاع برفقة عائلتك أو أصدقائك بقضاء أمسيات مليئة بالقصص والبهجة المحيطة.
بيت المتبولي
ويمكنك خوض تجربة تاريخية مميزة في بيت المتبولي الذي يشبه متحفًا تراثيًا يحتفظ منذ إنشائه بكل مقومات الجمال المعماري، فكل ما يضمه يمثل لوحة فنية، يعود تاريخ بناء هذه التحفة إلى قرابة 420 عامًا، شُيدت جدرانه بتفاصيل دقيقة تساهم في خفض درجات الحرارة وتحافظ على مناخ معتدل لطيف، من خلال المزج بين الخامات المحلية والفنون المعمارية الشرقية، والاستفادة من ثقافات بلاد ما وراء البحر في التأثيث الداخلي، حيث استُورد الخشب من شرق آسيا، والأحجار المنقبية من مياه البحر الأحمر.
رباط الخنجي
يعتبر رباط الخنجي أحد أبرز نماذج العمارة الإسلامية بمنطقة البلد، ولأكثر من 200 عام كان هذا البيت مساحة إنسانية واجتماعية للنساء الطاعنات في السن والوحيدات وعابرات السبيل، يقفهذا المبنى ذو التاريخ الكبير، والذي بناه محمد الخنجي في عام 1813م، وكأنه يلقي أحاديثًا دائمة في حارة الشام داخل منطقة جدة التاريخية.
مسجد الشافعي
بُني مسجد الشافعي العتيق المسجل كتراث عالمي في منظمة اليونسكو، في عهد خلافة عمر بن الخطاب، وبلغ عمر أعمدته الرخامية وأحجاره المنقبية نحو 1400 عام، ومئذنته نحو 850 عامًا، إذ إن المساجد قديمًا لم تبنى بمآذن فكانت هذه المئذنة إضافة لاحقة للمسجد، دُرّس فيه المذهب الشافعي وسمي نسبة إليه، وبالقرب منه يقف مبنى قديم عرف بـ "وقف الشافعي"، يتميز بنوافذه الخارجية المسماة "رواشين"، وهو محطة توقف رائعة لتتأمل قليلًا العمارة الحجازية وأثر الزمن عليها.
أسواق تاريخية أصيلة
تضم منطقة جدة التاريخية أعرق الأسواق الشعبية عبر الأزمنة، وتمثل وجهة مفضلة لمحبي التراث والقطع التذكارية، وللباحثين عن أصحاب الحِرف والصنعة والعروض التي لا يمكن تفويتها.
يستقبلك في منطقة البلد "سوق علوي"، الممتد على شارع قابل ببهجة أصيلة ما بين الملبوسات التراثية والثياب الشرقية والحجازية والأحجار الكريمة المعروضة داخل هذه الأسواق، حتى يفضي بك إلى نهايته على "سوق البدو" المتقد حيويةٍ دومًا، هذا المكان الذي انطلق منه معظم التجار البارزين في المشهد المحلي اليوم. تنزهك في ساحاته الثرية ثقافيًا مع لفتات الودّ والبساطة من أهله تجربة لا يماثلها شيء في جدة.
وفي انتقالك بالمنطقة نفسها إلى "برحة الشجرة"، تمتد أسواق متفردة بـ"الخاسكية" يوزع أهل الصنعة به منتجات أصلية وقطع ثمينة مُعدة يدويًا، كما تحتفظ مراكز بيع الجملة المتفرقة داخله بكل ما يمكن لك السؤال عنه.
متاجر تاريخية ساحرة
"سوق الندى" خيار آخر ممتع، ممتد في منطقة جدة التاريخية بين المباني القديمة وأكشاك الوجبات الخفيفة، يحوي خيارات شاملة وعديدة في صبغة شعبية محلية تجعل زيارتها تجربة مثيرة، وتحيي في رأسك العديد من المشاريع الصغيرة.
وفي نهاية تسوقك لا تنسى أن تمر على متجري تذكار البلد وتذكار جدة واقتناء بعض القطع الجميلة، مثل: المجسمات الصغيرة للبيوت الأثرية في منطقة البلد، وستكتشف المزيد من الهدايا المبتكرة، التي ستذكرك دائمًا بهذه الزيارة الفريدة.