"دبي وتراثنا الحي".. نافذة ملهمة للتراث الإماراتي في القرية العالمية
تحت شعار "عبقرية الحرف التقليدية الإماراتية"، يتمتع زوار القرية العالمية في دبي بأجواء ممتعة مع فنون التراث الإماراتي من خلال مهرجان "دبي وتراثنا الحي" الذي تنظمه هيئة الثقافة والفنون في دبي "دبي للثقافة" ويستمر حتى 16 أبريل 2021.
ويفتح المهرجان أمام مرتادي القرية العالمية نافذة على تاريخ الأجداد وعاداتهم وتقاليديهم ليتعرفوا إلى مكنوناته ويشاركوا في معايشة الحياة الاجتماعية والمهنية القديمة لدولة الإمارات، فيستلهموا العبر من حياة الأولين، وتترسخ لديهم مشاعر الفخر بالهوية الوطنية الأصيلة والتراث الإماراتي الغني.
رسالة ملهمة للتراث
وتحرص "دبي للثقافة" على إيصال رسالة التراث الملهمة عبر ورش عمل تثقيفية تركز على الحرف والمهن التقليدية، ما يساهم في حفظ وتعزيز الصناعات التقليدية الإماراتية ومنظومة القيم التي تقدمها للأجيال .
ومن بين تلك الورش ورشة "المطوعة" وهي المرأة التي اعتادت فيما مضى استقبال الأطفال في بيتها لتعلمهم قراءة القرآن الكريم، وذلك بتخصيص غرفة في موسم الشتاء لتعليمهم فيها، أما في الفترة الصيفية فكانوا ينتقلون لفناء المنزل " الحوي " تحت المظلة لتلقي الدروس، وفي نهاية كل أسبوع كان يقدم كل طالب شيئا من المؤونة أو المال للمطوعة مقابل الدروس، والتي كان يطلق عليها لقب " الخميسية"، وأولئك الذين يختمون القرآن، فقد كانوا يحظون باحتفال يسمى التومينة؛ عبارة عن دعوات شكر لله بما منه عليهم من هداية وحفظ للقرآن".
مشغولات أيادي الحرفيات
وفي ركن من أركان القرية العالمية تعرض " دبي للثقافة" مشغولات من السعفيات، أبدعتها أيادي الحرفيات الإماراتيات وصبغتها بألوان زاهية وجميلة من الأصباغ الطبيعية، وتفننن كذلك في نقش الخوص وطرق تجديله "سف الخوص". وتجتذب هذه المنصة الزوار الذين يقبلون عليها للتعرف إلى هذه الحرفة اليدوية الأصيلة في مجتمع الإمارات، وتستحضر هذه الورشة ذكريات السعفيات التي امتهنها الرجال والنساء قديما كحرفة يدوية لإنتاج الكثير من مستلزمات المنزل وأثاثه، وكذلك أدوات الزراعة وتخزين ونقل التمور.
وتتواصل عروض ورش العمل لتأخذنا تاليا إلى حرفة " التلي " حيث تعتبر صناعة التلي من الحرف النسائية المنتشرة في دولة الإمارات، وتستخدم في تزيين الملابس النسائية .و"التلي" هو عبارة عن شريط من الخيوط الحريرية الملونة المتداخلة بعضها ببعض وتتوسطها الخوصة، وهي شريط فضي يستخدم للثوب والكندورة.
القهوة الإماراتية
وفي ركن آخر من القرية، يعرض صناع القهوة العربية طريقة عملها والأدوات المستخدمة فيها، وأدبيات تقديمها وشربها، وتعد القهوة العربية من الأدبيات التي لا تتجزأ من الثقافة التراثية لمجتمع دولة الإمارات التي امتزجت بقيم كرم الضيافة العربية الأصيلة التي يتميز بها سكان الجزيرة العربية عموما. وتحظى العادات الخاصة في تقديم القهوة العربية والتمر للضيوف بأهمية خاصة كونها أولى لفتات الضيافة وأكثرها رمزية، مصورة كرم العربي تجاه الزوار الذين لا يتشاركوا الطعام والشراب وحسب، بل يتبادلون كذلك الأخبار والقصص والقصائد.
وتتاح لزائر القرية العالمية فرصة ثمينة لاستكشاف التقاليد والثقافة الإماراتية بخصوصيتها المميزة، ومعايشة حضارة مجتمع تفاعل مع محيطه بابتكار ومهارة لتوفير المتطلبات الحياتية اليومية من خلال عرض متكامل للغرفة التقليدية الإماراتية أو المجلس.
ففي المجلس، يلقى الزائر نظرة على عنصر أساسي من عناصر البيت الإماراتي شكل جزءا مهما من حياة الإماراتيين الاجتماعية، إذ كان بمثابة المنتدى الذي يجمع أفراد المجتمع لمناقشة القضايا المتنوعة والشؤون اليومية، والمكان الذي يعقد فيه التجارة والقضاة والخبراء مجالسهم الخاصة، ضمن أجواء تتسم بالبساطة وكرم الضيافة والتلاحم المجتمعي.
تجار اللؤلؤ
ومن مفردات التراث الإماراتي التي تحتفي به "دبي للثقافة" في ساحات القرية العالمية، يتعرف الزائر على مهنة "الطواش" أو "تاجر اللؤلؤ" الذي كان يتنقل بين سفن الغوص في مواقع صيد الأسماك لاستخراج اللؤلؤ من أعماق البحار، أو بين نواخذة الغوص بعد عودتهم، ويمدهم بكل الاحتياجات الخاصة خلال رحلة الغوص، فهو من يمول رحلات الغوص ويتحمل جميع مصاريف السفن، والبحارة، والغواصين، أي أنه مقاول غوص اللؤلؤ وصيده.
ويقوم " الطواش " بعد شرائه للآلئ التي يصطادها الغواصون بفرزه حسب الحجم والشكل واللون، ثم يقوم بعرضها لغرض تسويقها لتجار الذهب وتجار الأحجار الثمينة.