مرام قوقندي السعودية الرائدة بعالم الضيافة لـ"هي": رحلتي لم تكن سهلة والعمل الجماعي سلاحي المهني
المرأة السعودية رمز التحدي في جميع المجالات، ومع النمو السريع الذي يشهده قطاع السياحة لتحقيق رؤية السعودية 2030، استطاعت المرأة السعودية إثبات وجودها وقدراتها. نقدم لكم عبر موقع مجلة "هي" حوار مشوق وممتع مع السعودية مرام قوقندي مدير عام فندق بارك إن باي راديسون في جدة، التي تطورت في عالم الضيافة حتى تمكنت من الوصول إلى منصبها الحالي، بعد حصولها على بكالوريوس إدارة الضيافة الدولية من جامعة كادريف متروبوليتان في المملكة المتحدة.
مشوار حافل بالتحديات ومحطات مؤثرة شكلت شخصيك القيادية في عالم الضيافة العالمية، حدثينا عن أبرزها في حياتك؟
أعتبر حياتي بمثابة كتاب لايزال يدون فصوله، فكل مرحلة منهابداية من طفولتي وإلى الآن عبارة عن فصل مؤثر في تكويني، تعلمت منه، وأثر في حياتي وشخصيتي على جميع الأصعدة. ورغم أن دخولي في عالم الضيافة العالمية ليس بالأمر الهين، بحكم كينونة المرأة وعادات وتقاليد المجتمع الشرقي وليس السعودي فقط، إلا أن حرصي على تحقيق ذاتي، وتطوير مهاراتي، وإبراز قدراتي، ومواجهة الصعوبات دون تخطي القوانين النظامية بالشكل العام، هو من جعلني فخورة كوني إمراة سعودية تم اختيارها كمدير عام لإحدى قطاعات السياحة في السوق السعودي. وهنا يجب أن نشير إلى أن عمل المرأة السعودية في هذا القطاع كان مرتبط بتسويق قاعات الأفراح والحجز للقسم النسائي فقط، بالتالي اختياري لقطاع الضيافة الفندقية و دراستي في "جامعة كارديف متروبوليتان" في المملكة المتحدة ومعاناتي في الغربة، وذلك بخلاف التمرس في هذا المجال وتولي عدة مناصب أخرى خلال مسيرتي المهنية، كلها عوامل شكلت شخصيتي القيادية في عالم الضيافة العالمية.
ارتبط اسمك كأول سيدة سعودية تضع حجر الأساس لتمكين المرأة في عالم الضيافة العالمي بالسوق السعودي، فكيف حدث ذلك؟
أنا ضد مقولة " أول سيدة سعودية" بصفة عامة في جميع المجالات، فالسيدة خديخة رضي الله عنها هي أو ل امرأة عربية يشملها هذا اللقب في مجال التجارة بالعالم الإسلامي والعربي. لكن يمكننا القول " نجاحي في تتويج بصمتي المهنية بعالم الضيافة العالمي" من خلال السياسات الإدارية الشاملة للمنظمات المعنية بالقطاع الضيافي، ومعالجتهم المستمرة لمشكلة التنوع في المناصب، ورغبتهم في تحقق التوازن الفعال، كذلك تحفيزهم لتمكين المرأة السعودية و رفع الوعي في منظمات القطاع السياحي والضيافي دون استثناء، وذلك بخلاف الشخصيات المؤثرة في حياتي وعلى رأسهم المدير الإقليمي لمجموعة فنادق راديسون الأستاذ باسل طلال، كلها عوامل ساعدت على ارتباط اسمي بعالم الضيافة في السوق السعودي والعالمي. ولا أنكر أن استغلال الفرص واستخدامها بالطريقة الإيجابية، كذلك التطور الإعلامي ووسائل التواصل الإجتماعي المستجدة، منحتني الأولوية في إبراز مهاراتي الوظيفية كي أكون مثال يحتذى به. فأنا لا أعرف في حياتي كلمة مستحيل، والأهم أننا مجتمع عربي مشهور بالضيافة، ما زاد شغفي للتعلم وإتقان المهارات المتنوعة التي أهلتني كي أكون ضمن الكوادر و الكفاءات المميزة في قطاع الضيافة العالمية.
كونك تشغلين منصب مدير عام في فندق تابع لسلسلة عالمية .. كيف تسعين إلى تمكين الجيل الصاعد ودعمه في تحقيق أحلامه؟ وماالصعوبات التي تواجهك؟
كلمة صعوبات غير واردة في قاموسي المهني، بقدر ما يوجد لدنيا قوانين دولة لابد أن تحترم، ولا يمكن أن نقارن المملكة العربية السعودية بالدول الأوروبية والأمريكية، فنحن مجتمع خليجي محافظ، يلزمنا باحترام عاداتنا و تقاليدنا وتربيتنا مهما بلغنا عنان السماء في ظل التطورات والقرارات الجديدة لرؤية السعودية 2030. وبالتالي ستظل المرأة السعودية رمز التحدي عبر الأجيال القادمة دون تخطي كينونتها الخليجية الشرعية. إلى جانب ذلك، لابد أن نشجع الجيل السعودي الصاعدي سواء من الذكور أو الإناث دون استثناء، على تحقيق أحلامهم في عالم السياحة والضيافة على وجه الخصوص، في إطار القوانين النظامية المتاحة و كفاءاتهم العملية في آن واحد.
اختيار الكفاءات من الشباب للعمل تحت قيادتك، فكرة قد يرفضها البعض، كيف تواجهين ذلك لدعم عالم الضيافة العالمي في السوق السعودي؟
لابد أن نركز الضوء على مفهوم " الاستيعاب الإدراي لجميع التفاصيل" بمعنى حث الكفاءات الشبابية على التعلم، تطوير مهاراتهم بصفة مستمرة، كذلك تقبلهم التوجيهات دون تقيدهم بهوية أو جنسية مدرائهم، أثناء المراحل الوظيفية التي يمرون بها، من أجل تكوين رؤية شاملة تساعدهم على تحقيق أهدافهم الوظيفية بصفة عامة. والأهم تعزيز مفهوم "العمل الجماعي" لدى الكفاءات الشبابية، فهو سلاحي لتشكيل المفاهيم المهنية و الإنسانية الصحيحة، ومبدئي لدعم مسؤوليتي تجاه قطاع الضيافة العالمي في السوق السعودي دون التقيد بمنصبي الوظيفي.
السياحة والضيافة الفندقية وجهان لعملة واحدة، حدثينا عن رؤيتك كمدير عام " فندق بارك إن باي راديسون" لتمكين المرأة السعودية في عالم الضيافة العالمي؟
تطرقنا من قبل إلى أن المرأة السعودية تمكنت من خوض مجالات العمل بصفة عامة منذ العصور القديمة، لكن جاءت قرارات المملكة العربية السعودية لتكون أكثر وضوحا لتمكين المرأة السعودية في جميع القطاعات سواء على المستوى السياسي والإقتصادي والتجاري، من أجل تشغيل العجلة الإقتصادية داخليا ودوليا.
أما بخصوص قطاعي السياحة والفندقة، فقد باتت المرأة السعودية بحكمالقرارات الجديدة و رؤية السعودية 2030 مساهمة في تطويرهما لوضع الأماكن السياحية خارج إطار السياحة الدينية، كذلك سعيها لوضع بصمتها ضمن أبرز ثلاثة مشاريع مهمة " نيوم، الجدية، البحر الأحمر".
السياحة والضيافة الفندقية إحدى القطاعات الناشئة ذات النمو السريع والمهمة لرؤية 2030، ما خططك المستقبلية لدعم دور المرأة السعودية في ذلك؟
لابد أن نعلم أن قطاعي السياحة والفندية محورهما الأساسيوالوحيد تشغيل الخبرات والكفاءات المتنوعة دون التقيد بالشهادة العلمية في هذا التخصص، بالتالي سأبذل قصاري جهدي في توصيل رؤيتي المهنية لقطاع الفندقة ورفع مستوى الكفاءات الشبابية، كي أساهم في تحقيق رؤية السعودية 2030، من خلال المحاضرات التدريبية المتنوعة، تجسيد كتاب مهني يستفاد منه، وسأظل أسعي إلى تطوير مهاراتي كي أكون جديرة بتوسيع نطاق رؤيتي على المجتمع ككل، فأنا شغوفة لتعزيز العمل الجماعي وتحقيق الأهداف من خلال الرؤية القيادية الإنسانية تحت مظلة قرارت الدولة الحكيمة.