خاص بـ"هي" - محافظة الأحساء بحر النخيل
محافظة الأحساء التابعة للمنطقة الشرقية هي أكبر محافظات المملكة مساحة، تعد هذه المحافظة من الوجهات السياحية في الممكلة، لما تحويه من تاريخ عريق بمرورها بالخط الزمني للعصور التاريخية. يعود تاريخ الأحساء إلى خمسة آلاف سنة قبل الميلاد، وكانت على خط القوافل التجارية القديم، وهذا ما جعلها تمتاز بموقع جغرافي في شرق شبه الجزيرة العربية. تمتلك محافظة الأحساء مقومات سياحية وتراثية متعددة ومتنوعة من مناطق أثرية ومجموعة من التراث العُمراني ومقومات الحياة، مثل بساتين النخيل والقنوات والآبار والعيون، وسميت "أم العيون" لكثرة وجودها فيها، واجتمعت التضاريس المتنوعة فيها من بحر وصخور وصحارى ونخيل وطبيعة، وتكاد تكون هذه المحافظة من أجمل الوجهات السياحية في المملكة، فهي واحة خضراء تحيط بها رمال الصحراء الذهبية. في عام 2018 أصبحت محافظة الأحساء في قائمة التراث الإنساني العالمي باليونسكو، وفي عام 2019 اختيرت العاصمة السياحية العربية، إضافة إلى عضوية في شبكة اليونسكو للمدن الإبداعية في مجال الحرف اليدوية والفنون الشعبية.
سوق القيصرية
أحد أهم الأسواق وأقدمها في المحافظة والذي برز من الأماكن السياحية فيها سوق القيصرية، ويعد من أقدم الأسواق الشعبية في المملكة، ويحتوي على نحو 422 محلا تعكس تصاميمها المعمارية التراث القديم لأهل المنطقة من ممرات مغلقة ومسقوفة تميزت بارتفاعها، لتشكل ارتياحا للمرتادين، وتستفيد من ذلك للتهوية والإضاءة الطبيعية. يتميز سوق القيصرية بتنوع أنشطته ومجالاته ومعروضاته، مثل الصناعات التقليدية والصناعات النحاسية وصناعات الجلود والأحذية، والأقمشة والملابس والبشوت تلك الصناعة التي تشتهر بها محافظة الأحساء، والمشالح والعباءات، وبيع الذهب والساعات والعطور، والمستلزمات الرجالية والنسائية، والأثاث المنزلي، والأواني المنزلية، والمواد الغذائية وغيرها الكثير. سوق القيصرية سوق متكامل وعريق بتاريخه وساحر بروعة تصاميمه المتناسقة مع تراث الأحساء.
واحة الأحساء
تقع في محافظة الأحساء أكبر واحات المملكة، وتضم الواحة أكثر من ثلاثة ملايين نخلة، وهي أكبر واحات النخيل في العالم، وخامس موقع في المملكةينضم إلى قائمة التراث العالمي الإنساني لليونسكو. وأكدت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) أن واحة الأحساء تعد من المناظر الطبيعية والتراثية والثقافية ومثالا استثنائيا على التفاعل بين البشر والبيئة المحيطة بهم، وهو ما أهّلها للتسجيل في قائمة التراث العالمي. تتمثل هذه الواحة في مجموعة عناصر، هي: العيون المائية، والكهوف، والجبال، والسهول، والقنوات الحديثة والتاريخية، وأساليب رفع المياه، والمستوطنات البشرية ومناطق الصرف الطبيعية. وقد حافظت على تماسك جغرافيتها الأصلية، ووظائفها الاقتصادية والاجتماعية بصفتها مركزا زراعيا رئيسا لشبه الجزيرة العربية حتى وقت قريب.
جبل القارة
جبل القارة أبرز المعالم السياحية في محافظة الأحساء، ويقع جبل القارة في وسط واحة الأحساء. لأهمية هذا المعلم، سجل في لائحة التراث العالمي عام 2018 م بعد ضم واحة الأحساء إلى اللائحة. يتكون جبل القارة من صخور رسوبية، ويشتهر بوجود بضعة كهوف تتمتع بجو بارد في فصل الصيف، وجو دافئ في فصل الشتاء. وتتميز هذه الكهوف بخلوها من الثعابين والعقارب، وبحسب الدراسة، يعود جبل القارة إلى ما قبل 2.5 مليون سنة. يرتفع جبل القارة 210 أمتار عن سطح البحر، ويبلغ طوله نحو 1000 متر من الشمال إلى الجنوب، و 800 متر من الشرق إلى الغرب. وقد أطلقت وزارة السياحة مشروع "أرض الحضارات" الذي يتضمن تهيئة المغارة الرئيسة وإنارتها وتسوية أرضيتها، كما يضم متحفا عن تاريخ محافظة الأحساء، ومسارح متدرجة ومقاهي حديثة ومحلات تجارية. وأسهم ذلك في إقامة فعاليات أسبوعية متنوِّعة بين الأمسيات الثقافية والموسيقى والفنون التشكيلية والعروض البصرية، لتعيد الحياة وتفعل السياحة لهذا المكان الساحر.
المدرسة الأميرية
وسط المباني الحضارية والتصاميم التراثية المشبّعة بفنون الهندسة المعمارية وجمال الأحجار والبنيان تبرز في محافظة الأحساء بالمنطقة الشرقية "المدرسة الأميرية" التي تعرف ب "مدرسة الهفوف الأولى". جاء تصميم المدرسة على الطراز الإسلامي العربي، وهو ما جعلها تحظى بالجمال الجاذب للزوار. وهي أيقونة تعليمية في المملكة، لما تحتضنه هذه المدرسة من إرث معماري وتاريخي وتعليمي كبير، وقد تخرج فيها العديد من المسؤولين. والآن أطلق عليها مجلس التنمية السياحية بمحافظة الأحساء مسمى "بيت الثقافة"، لتصبح معلما سياحيا بارزا في محافظة الأحساء بصفتها أقدم مدرسة حكومية في المملكة.
بحيرة الأصفر
تكمل جمال طبيعة محافظة الأحساء بحيرة الأصفر التي تعد من أكبر تجمعات المياه في منطقة الخليج، وهي الوحيدة في المملكة من نوعها التي تجد فيها الحياة الفطرية المتكاملة. فهي محطة استراحة لهجرات الطيور المختلفة، ومصدر للحيوانات، ومصدر للحشائش وبعض النباتات، ولها أيضا فوائد كثيرة لأهل المنطقة، فهي تحميهم من تجمعات المياه بعد الأمطار. يكاد من الصعب وصف جمال هذه البحيرة، فهي من صنع الطبيعة، وهي البحيرة التي تحيط بها الكثبان الرملية، ويكتمل جمالها بالأعشاب الغريبة التي تنمو حولها. وأصبحت من الأماكن السياحية الجاذبة في محافظة الأحساء، في عام 2019 أعلنت وزارة البيئة السعودية عن تحويل بحيرة الأصفر إلى محمية طبيعية بهدف تأهيلها للدخول في قائمة التراث العالمي. وتبلغ مساحة البحيرة نحو 240,000 متر مربع، لكن تختلف مساحتها وعمقها بحسب الموسم ونسبة الأمطار في المحافظة، ففي الصيف تضمحل مساحتها، وتزداد ملوحتها والمواد العضوية فيها، وهذا ما يؤدي إلى نفوق الأسماك فيها، ويتضاعف حجمها في فصل الشتاء، وفي بعض الفصول يصل عمقها إلى أكثر من مترين.
ميناء العقير
يقع في محافظة الأحساء أقدم ميناء بحري بالمملكة العربية السعودية، وهو ميناء العقير، لميناء العقير سابقا أهمية عظيمة، إذ كان الميناء الرئيسي للأحساء وللمناطق الداخلية من الجزيرة العربية، ووسيلة اتصال لما وراء البحار ومركزا عامرا للتجارة من الهند والصين. وقد اهتمت وزارة السياحة ومجلس التنمية السياحية بمحافظة الأحساء بميناء العقير بتسجيل مبنى الجمارك في ميناء العقير في سجل الآثار الوطني، وترميم مباني الميناء الأثرية التي شملت مباني الإمارة، وحصن الإمارة الذي يعكس جمال العمارة التاريخية والتصاميم الفريدة للميناء. عمل مجلس التنمية السياحية بمحافظة الأحساء على جعل ميناء العقير وجهة سياحية رئيسية في المنطقة، لما تحويه من تاريخ عريق في التجارة القديمة للجزيرة العربية.
ولا شك في أن هذه الخطوة التي اتخذها مجلس التنمية السياحية بمحافظة الأحساء تحت إشراف وزارة السياحة، في تطوير ميناء العقير تستهدف الحفاظ على تراث الأحساء وتاريخها الممتد وتطوير مناطقها، بحفاظها على العمران القديم من المساجد والمدارس والقصور التاريخية، وتطوير الأسواق القديمة القيصرية والسويج وسوق الذهب، وكذلك الحفاظ على الطبيعة في بحيرة الأصفر وواحة الأحساء، والكثير من الجهود في الحفاظ على هذه المنطقة التي تعزز السياحة. فالأحساء ليست مجرد محافظة، وإنما هي كنز يحوي جزءا كبيرا من تاريخ الجزيرة العربية وذا أهمية في المنطقة، وهي أجمل محافظات المملكة وأكبرها بتنوع أنشطتها ومناخها وطبيعتها، وهي الأجمل.