متحف قصر العين.. رحلة تاريخية تروي أمجاد الأجداد وإنجازاتهم

تزخر دولة الإمارات العربية المتحدة بالعديد من المواقع الأثرية التاريخية القيمة التي تروي قصص أمجاد الأجداد على مر التاريخ وتصور لنا المستقبل الذي يقوم بسواعد أبناء الوطن مستلهمين في ذلك روح الأجداد في تسطير إنجازات بأحرف من ذهب تخلد اسم الإمارات بين الأمم.

وفي تقريرنا اليوم نتناول قصة واحد من أهم المتاحف التاريخية داخل دولة الإمارات وهو متحف قصر العين الذي يقع في على مقربة من واحة العين وتحديد في الجهة الغربية منها.

قصة تاريخية تروي أمجاد الأجداد

تم تأسيس قصر العين التاريخي في العام 1937 م وكان هو البيت السابق للمغفور له بإذن الله سمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة.

وكان قصر العين مركزا رئيسيا لكل النشاطات السياسية والاجتماعية بالدولة وشاهدا على العديد من الإنجازات التي تحققت على يدي سمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله.

القصر التاريخي ونظرا لأهميته الكبيرة لدولة الإمارات تم الاهتمام بإعادة ترميمه بشكل منظم ومنمق في العام 1998 م وتم بعد ذلك تحويله إلى متحف أثري يروي قصص الأجداد وتاريخ إنجازاتهم في عام 2001 م.

وروعي في عملية تحويل قصر العين التاريخي إلى متحف الحفاظ على بعض غرفه كما هي دون أي تغيير مثل الغرف العائلية والمرافق الإدارية لتعكس الشكل والوضع الحقيقي لقصر العين التاريخي في قديم الزمان.

حضارة الإمارات بأسلوب هندسي فريد

ويمتاز قصر العين بخصائص معمارية مميزة وأسلوب هندسي فريد تم استخدامه في بناء القصر التاريخي حيث يحتوي القصر على العديد من فتحات التهوية العريضة التي تساهم في تلطيف الأجواء في غرف القصر خلال فترة ارتفاع درجات الحرارة بالصيف.

وتم استخداد العديد من الموارد الطبيعية التي تعكس بيئة الإمارات الحقيقية وتاريخها الأصيل في بناء قصر العين مثل الطين، واللبن، والجص، والأحجار التي تتوفر في المنطقة.

تم بناء غرف القصر وتسقيفه باستخدام أجزاء من شجرة النخيل التي صنعت النوافذ والأبواب من خشبها أيضا كما تم استخدام أخشاب "اليتك" في المباني التي تم ترميمها.

منذ الوهلة الأولى لدخولك من بوابة قصر العين التاريخي سترى الرونق المميز وعبق التاريخ الذي يظهر على أسوار القصر التي تتسم بروعة التصميم.

تصميم معماري أصيل

ويوجد في مدخل القصر برجان على جانبي بوابة القصر التاريخي المصنوعة من الخشب وبعد ذلك يوجد بوابة داخلية منقوش عليها كلمات الله " أدخلوها بسلام آمنين" من أجل الترحيب بزوار القصر.

 وعندما خطواتك الأولى داخل القصر ستشعر وأنك عدت بعجلة الزمن إلى الوراء لتستطلع تاريخ أجدادك حيث تجد المجالس الخاصة باستقبال الضيوف والوفود الرسمية سواء من أبناء المنطقة أو خارجها، وبجانبها المجالس المخصصة للاجتماع بالمسؤولين وكافة الأمور المتعلقة بمختلف الخدمات في المنطقة الشرقية من إمارة أبوظبي.

ولكي ترى كرم الضيافة التي تحلى بها المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ما عليك إلا أن تلقي نظرة مقربةً على السكن الخاص بكبار الضيوف الذين يقصدونه من مناطق بعيدة.

ويحتوي الفناء الخارجي لقصر العين التاريخي على غرف تحضير القهوة التي تم توزيعها بعناية بالغة على المجالس وكافة أقسام القصر التاريخي.

نظرة مقربة على حقبة تاريخية

ومن أجل إلقاء نظرة مقربة على حقبة تاريخية من عمرالدولة ما عليك إلا أن تتوجه القسم الخاص بإقامة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وحرمه سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك.

حيث يتكون القسم الخاص بسمو الشيخ زايد رحمه الله وأم الإمارات من طابقين تم تخصيص الدور الأرضي منها من أجل استقبال النساء من قبل الشيخ فاطمة حفظها الله.

فيما تم تخصيص الطابق العلوي بأكمله للشيخ زايد وأسرته  كما يشمل القصر غرفة دراسية لأبناء الشيخ زايد كان يتلقون فيها دروسهم اليومية وتوجد غرفة أخرى لتعليمهم العلوم الإسلامية المختلفة وتحفيظهم كتاب الله وسنة نبيهم الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.