شيخ الجوية.. أكبر الآبار في الجزيرة العربية ووجهة ملهمة للشعراء
تزخر المملكة العربية السعودية بوجود العديد من الوجهات السياحية المميزة في أرجاء المملكة التي تقدم للسائح تجربة سياحية فريدة بمذاق فريد.
وفي هذا التقرير نسلط الضوء على واحد من أشهر الآبار التي عرفها العالم القديم وأكبر الآبار في الجزيرة العربية والتي تحكي الكثير عن تاريخ المملكة الأصيل.
نحزم الأمتعة لنذهب إلى مدينة تيماء لنلقي الضوء على بئر هداج أو كما يطلق عليها " شيخ الجوية" من أشهر الآبار التي عرفها العالم القديم وأكبر الآبار في الجزيرة العربية.
أحد أقدم الآبار
حيث ضرب بهذا البئر التاريخي الأصيل الأمثال بالكرم، وملهمة قريحة الشعراء حيث يعد أحد أقدم الآبار على الإطلاق في العالم العربي.
يعود تاريخ " شيخ الجوية" إلى منتصف القرن السادس من الألف الأول قبل الميلاد، فيما يصل محيط فوهتها إلى 65 متراً، وعمقها يتراوح بين 11 و12 متراً.
وتم بناء شيخ الجوية من الحجارة المصقولة، وتحيط بها أشجار النخيل من الجهات الأربعة، وتسقي البئر 100 رأس من الإبل في وقت واحد في أثناء فصل الصيف، وتنقل المياه من داخلها بواسطة 31 قناة حجرية.
وجهة تاريخية
وتعرضت البئر خلال تاريخها لأحداث عدة اندثرت خلال تلك الوقائع، وبقيت المعالم حولها حتى أعيد حفرها قبل 400 عام تقريباً لتعود للعمل والعطاء، وتستمر في إمداد الأهالي والمزارع والبادية الرحل بالمياه بواسطة السواني حتى عام 1373 هـ .
وعندما زار الملك سعود بن عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - مدينة تيماء في عام 1373هـ، وقف على بئر هداج التاريخية ورأى مدى معاناة الأهالي في استخراج المياه.
حيث أمر الملك سعود بن عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - بتركيب أربع مكائن حديثة ليتغير الحال منذ ذلك اليوم في هذه البئر إلى الأفضل، فزادت بعدها الإنتاجية وتوسعت تبعا لذلك الرقعة الزراعية وكان للتسهيلات المقدمة للمزارعين دورها في أن مكنت من أن يكون لكل مزارع بئر داخل مزرعته بإنتاجية أكثر وبسبل أيسر.
مقصد سياحي أصيل
وبسبب الأهمية الكبيرة والمعمارية لهذه البئر التاريخية وجه صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز أمير منطقة تبوك بترميم البئر وإعادتها إلى حالتها التي كانت عليها وجرى تأهيلها؛ لتكون معلماً سياحياً مهماً يؤدي دوراً ثقافياً واقتصادياً وعادت لوضعها الطبيعي، بنفس الأسلوب المتبع في طي البئر ورصف حواف البئر ثم وضع سياج حديدي لمنع أي تعد أو رمي مخلفات فيها، وأصبح كما كان أهم معلم أثري وتاريخي وسياحي في المملكة، ولا تزال مياهها تنبع إلى الآن، وأضحت مقصد الكثيرين من الزوار والسياح سواء من داخل المملكة أو خارجها.