مسجد جواثا التاريخي.. منارة سعودية أصيلة وتاريخ لا ينسى
تزخر المملكة العربية السعودية بوجود العديد من البقاع والوجهات السياحية المميزة على أرضها والتي تتنوع بين الوجهات الطبيعية والمحميات الطبيعية والمتاحف التراثية والمساجد التاريخية التي تروي الكثير من التفاصيل عن تاريخ المملكة الخالد عبر الزمان.
وفي تقريرنا اليوم نتوجه صوب الهفوف لنسلط الضوء على أحد أهم الوجهات التاريخية الإسلامية في تلك الوجهة السعودية الأصيلة.. إنه مسجد جواثا التاريخي.
ثاني مسجد في الإسلام صُليت فيه صلاة الجمعة
يكتسب مسجد جواثا التاريخي بالهفوف مكانة كبيرة في وجدان المسلمين عموماً، وأهل الأحساء خصوصاً، لكونه ثاني مسجد في الإسلام صُليت فيه صلاة الجمعة بعد مسجد الجمعة.
يقع مسجد جواثا التاريخي على بعد 20 كلم شمال شرق مدينة الهفوف، وقد عمّر هذا المسجد "بداية العصر الإسلامي " بنو عبد قيس وحلفاؤهم بنو تميم وبكر بن وائل سكان الأحساء – آنذاك-.
وكان لهم السبق في اعتناق الإسلام طوعاً، وقد سارع حاكم عبد القيس المنذر بن عائد الملقب بالأشج فور علمه بظهور الرسالة في المدينة أن أوفد رسولاً لاستجلاء الأمر، ومع تيقنهم أسلموا جميعهم في العام السابع للهجرة وأقاموا مسجد جواثا.
وورد ذكر جواثا في الكتب التاريخية لأهميتها فقد ذكرها الهمداني في وصفه جزيرة العرب وكذلك ذكرها البكري، واشتهرت في كتب التاريخ والجغرافيا والأدب بمدينة الرخاء.
وجهة تاريخية أصيلة
وعُرف عن جواثا أنها مركز تجاري تقصدها القوافل التجارية وتعود منها محمَّلة ببضائع التمور والمنتجات الزراعية والعطور و كانت سوقاً تجارية "لموقع الأحساء الإستراتيجي" تتبادل التجارة جنوب الجزيرة العربية و شمالها ووادي الرافدين وأبعد من ذلك ، لموقعها على طريق القوافل التجارية القديم المتنقلة من الساحل إلى وسط الجزيرة العربية، وقد استمر عمرانها خلال الفترات الإسلامية المبكرة.
طول مسجد جواثا التاريخي يبلغ 20 ذراعاً وعرضه 10 أذرع، ويوجد في الجهة الغربية عين جواثا، وفي الجنوب الغربي آثار مقبرة يعتقد أنها لعدد من الصحابة، الذين استُشهدوا في حروب الردة في السنة الـ14 للهجرة.
وبهذا يعدّ المسجد في تشكيل تصميمه نواة أساس لـ دور العبادة في الإسلام لوجود بيت الصلاة الذي يحوي أروقة ثلاثة وتمحور ضلع القبلة مع اتجاه الكعبة ووجود المحراب وبقايا آثار مكان المنبر ومركى اليد.
وقد جرى تطوير الموقع بقيام مدينة جواثا السياحية ليمثل المسجد مدخلاً وموقعاً تاريخيا للزائرين وللناشئة؛ لتعريفهم بتراثهم الوطني الإسلامي.