المتحف الوطني في رأس الخيمة.. تجربة تاريخية ساحرة بالإمارات
يعتبر متحف راس الخيمة الوطني الذي تأسس في العام 1987 أحد أهم الوجهات السياحية في رأس الخيمة بالإمارات حيث يرجع تأسيسه ونشأته بأوامر من المغفور له الشيخ صقر بن محمد القاسمي طيب الله ثراه .
حيث يسرد متحف راس الخيمة الوطني للأجيال تاريخ الامارة عبر العصور ويضم بين جدرانه آثار الأجيال السابقة وطرق حياتهم وما تفرد به أهلها من مهن وحرف تقليدية .
أحد أهم المعالم التراثية والتاريخية
ويعتبر المتحف الوطني في راس الخيمة أحد أهم المعالم التراثية والتاريخية في المنطقة، ليس من حيث البنيان وضخامته، إنما من ناحية التميز في المعروضات التي يضمها.
حيث تتنوع أقسام المتحف لتجعل منه وجهة سياحية وترفيهية وتعليمية يقصدها السياح والزائرون كما يشكل المتحف علامة مميزة في إمارة رأس الخيمة إذ عندما يلج الزائر هذه الإمارة ذات الطبيعة الغناء ، سرعان ما ينتصب أمام المتحف الذي يقف في قلب الإمارة شامخاً قوياً يحكي تاريخاً عامراً وحكايات فائضة بالفخر والاعتزاز .
وكان المغفور له الشيخ صقر بن محمد القاسمي قد دعا العديد من خبراء الآثار من مختلف دول العالم للتنقيب عن الآثار في مختلف مناطق الإمارة وكشف تاريخ الإمارة فدعم عملهم ودعاهم للاستمرار في مسوحاتهم ونتج عن ذلك أن فرق التنقيب كشفت أن مختلف مناطق إمارة رأس الخيمة كانت مهدا لحضارة تجارية نشطة قبل 5000 سنة قبل الميلاد مرت بعدة فترات وحقب تاريخية شهدتها المناطق التي عرفت قديما ضمن منطقة جلفار التاريخية التي تعبق بروح الماضي وهي الجزيرة الحمراء وخت والكوش ووادي البيح ووادي القور، وشمل ووادي المنيعي وغليلة والقرم والرمس وقرن الحرف وأذن وفشغا ووعب وجزر الحليلة والفلية وضاية.
تاريخ المتحف الوطني في راس الخيمة
يرجع تأسيس المتحف الوطني الذي كان حصناً في الزمن القديم إلى أواسط القرن الثامن عشر الميلادي حيث بنيت أغلبية المباني فيه من خلال المائة سنة السابقة فقد استخدم الحصن في وقت سابق سكناً لإقامة الأسرة الحاكمة حتى عام 1964م ، ثم أصبح مقراً للمديرية العامة للشرطة برأس الخيمة ، وفيما بعد استخدم سجناً مركزياً حتى عام 1984م.
القلعة الأولى
تعتبر " القلعة الأولى" التي تم إنشاؤها داخل المدينة القديمة في رأس الخيمة على مقربة من مسجد الشيخ محمد بن سالم القاسمي تم التعرف إليها من المصادر التاريخية، وتبلغنا الوثائق والخطابات القديمة والتي تم إتلافها على الأقل مرتين، مرة في العام1621 من قبل البرتغاليين ومرة أخرى في العام1820 من قبل البريطانيين؛ وقد عملت هذه القلعات كمسكن للأسرة الحاكمة إلى أن تم التخلي عنها في نهاية المطاف في العام 1920 تقريباً، وذلك من أجل الانتقال إلى قلعة أكبر على بعد 700 متر إلى الجنوب. وقد تم إنشاء هذه القلعة القديمة أساساً في الفترة الواقعة بين الهجمات البريطانية عام 1809 و1819 خارج جدار البلدة والبلدة القديمة في رأس الخيمة
توسعات متواصلة
وقد كانت ضمن الخرائط البريطانية القديمة كبنية للدفاع المربعاني معززة بثلاثة أبراج مستديرة وبرج واحد كبير، فقد تم تطويرها في نهاية المطاف إلى مجمع محصن أكبر وكانت بمثابة مقر إقامة لأسرة القواسم الحاكمة حتى العام 1964 ومن ثم أصبح في وقت لاحق مقرًا للشرطة قبل أن يتحول في نهاية الأمر إلى المتحف الوطني في العام 1987، وقد استمر توسيعه مع مرور الوقت ليعكس تاريخا حافلا ويعرض مجموعة متنوعة وغنية من فن العمارة التقليدية. تعرض القلعة القديمة في الوقت الحالي المواد التاريخية والجغرافية والأثرية المتعلقة بإمارة رأس الخيمة كما تقدم فكرة مثيرة للاهتمام بشأن تاريخ وتقاليد هذه المنطقة.
أقسام متحف راس الخيمة الوطني
ينقسم متحف راس الخيمة الوطني إلى عدة أقسام ، تشتمل على الوثائق والمخطوطات والاسلحة والآثار القديمة التي عثر عليها في أنحاء مختلفة من الإمارة ويرجع تاريخ بعض هذه الآثار إلى الألفية الخامسة قبل الميلاد ، كما يوجد بهذا القسم آثار من العصر الإسلامي. جميع هذه المعروضات تقع في الطابق السفلي من المتحف وهي تعرض حسب تسلسلها التاريخي وبشكل جميل كما توجد في المتحف غرفة خاصة للفضيات تضم مجموعة كبيرة من المجوهرات الفضية التي استخدمتها النساء كحلي للزينة .
مجموعة متنوعة ونادرة من الآثار القديمة
يضم المتحف مجموعة متنوعة ونادرة من الآثار القديمة والأحافير التي ترجع إلي حقب تاريخية مختلفة ويحتوي على آثار بشرية ترجع إلي الألف الثالث قبل الميلاد وآثار مستوطنات شمل كما يضم مجموعة متنوعة ونادرة من الآثار القديمة والأحافير التي ترجع إلي حقب تاريخية مختلفة ويحتوي على آثار بشرية ترجع إلي الألف الثالث قبل الميلاد وآثار مستوطنات شمل وآثار مدينة جلفار وحصن ضاية ووادي الغاف وهنالك معالم أثرية أخرى تتمثل في الأبراج المخروطية التي تستخدم للحراسة والاستطلاع خاصة على الشريط الساحلي.
يعتبر متحف رأس الخيمة الوطني شاهدا علي تاريخ وعصور إمارة رأس الخيمة يعكس صورة الماضي التي من خلالها تستطيع الأجيال الحاضرة أن تتبين مواقع خطاها في حاضرها ومستقبلها.