جزيرة صير بو نعير: شواطئ رملية ذهبية وطبيعة تأسر القلوب بالإمارات

تمتع دولة الإمارات العربية المتحدة بطبيعتها الخلابة وتنوع وجهاتها الساحرة التي تفتح للسياح من مختلف انحاء العالم العديد من التجارب المشوقة.

وفي تقريرنا اليوم نسلط الضوء على واحدة من اجمل الجزر الطبيعية الخلابة في دولة الإمارات.. أنها جزيرة صير بو نعير الخلابة.

تعد جزيرة صير بو نعير التي تم إعلانها محمية طبيعية بموجب مرسوم أميري من أهم مواطن تكاثر سلاحف "منقار الصقر" المهددة بالانقراض ضمن قائمة الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة.

طبيعة تأسر القلوب

فعند انتصاف ليل أول يونيو من كل عام تصل إحدى سلاحف "منقار الصقر" لجزيرة صير بو نعير ضمن العديد من أنواعها التي قد بدأ توافدها منذ ثلاثة أشهر سابقة للتعشيش ليلاً في شواطئ الجزيرة الأكثر تميزاً وأماناً بعيداً عن الأضواء والضوضاء ليصل عدد أعشاش السلاحف إلى أكثر من 300 عش منتشر على 27 شاطئا رمليا في الجزيرة التابعة لإمارة الشارقة وتبعد عن سواحلها مسافة 110 كيلومترات شمالاً.

طبيعة تأسر القلوب في جزيرة صير بو نعير .

وتتم سلحفاة "منقار الصقر" مهمتها بنجاح في وضع بيضها بعد أن حفرت عشها دون قلق من عبث بشري لتترك ما بين 90 و110 بيضات في العش وتعود إلى البحر في حين ستستغرق عملية تفقيس البيض ما بين 50 و70 يوماً.

حيوانات نادرة

في تلك الجزيرة الساحرة الممتدة على مسافة 13كم مربع تشاطر طيور النورس الأسخم /أبو صنين/ وطيور الخرشنة الكائنات الأخرى استعمار شواطئها لتصنع بتربتها الحمراء آلاف الأعشاش وهي مطمئنة لاختيارها الملاذ الآمن الذي وُضعت له قوانين صارمة لحماية الكائنات الحية الموجودة فيها.

وتزخر الجزيرة بالعديد من السلاحف البحرية الخضراء النادرة والغزلان والقنافذ والزواحف لتشكل محميتهم المتكاملة دون عبث بشري بطبيعتها حيث سجلت الجزيرة اكتشاف وجود سمك المعطف الأحمر والذي لم يسبق اكتشافه في مياه الخليج من قبل.

تاريخ أصيل

وارتبطت جزيرة صير بو نعير بالذاكرة الشارقية لما تحفظه سجلاتها من الأحداث المهمة ذات القيمة التاريخية ففيها أنشأ البريطانيون في فترة وجودهم بالمنطقة أول سكة حديد في الإمارات التي بقي منها بعض القطع الموجودة بجانب الشاطئ تحت سطح البحر.

ومن الشواهد التاريخية التي تحتفظ بها الجزيرة "بئر" تميزت بعذوبة مياهها التي تحكي الروايات عن قدرتها في شفاء الأمراض.

وعثر في الجزيرة على أوان فخارية يعود بعضها إلى العصر الحديدي أي إلى نحو 3500 عام مضت في حين يعود بعضها الآخر إلى 1500 عام ما يؤكد استمرار النشاط البحري للجزيرة خلال 35 قرناً.

شواطئ رملية ساحرة

وتوجد في الجزيرة أيضا مقبرة تضم رفات عدد من الغواصين ومناجم التعدين التي تمثل مرحلة تاريخية مهمة من تاريخ تطور الشعوب القاطنة على ضفاف الخليج العربي.

وتبدو الجزيرة الحمراء بتضاريسها وتمازج ألوان تربتها بوهجها الوردي مثل كوكب المريخ حيث تُشير معلوماتها إلى أنها غنية بالمعادن بما فيها الكبريت وأكسيد الحديد لذلك تلونت تربتها بالأحمر واستخدمت السكة الحديدية في الماضي لنقل المعادن إلى السفن لتصديرها إلى الخارج وخصصت لاستخراجها مناجم بقيت موجودة حتى اليوم على شكل كهوف.

حيوانات نادرة تزيد من جمال المشهد

وتتميز الجزيرة بشواطئها الرملية وصفاء مياهها ومحيطها الغني بالحياة المرجانية والسمكية التي تضم أكثر من 76 نوعاً من الأسماك و40 نوعاً من الشعاب المرجانية.

جزيرة صير بو نعير التي وصفها الشعراء بـ "الدمعة التي سقطت في مياه الخليج".. تمتزج بها معاني البحر بالطبيعة البيئية النادرة لتروي قصة علاقة أبناء الشارقة الحميمية بالبحر التي لطالما شكلت لهم مسرحاً للعمل والرزق والمغامرة في الوقت الذي كانت فيه الملجأ الآمن للسفن التي تواجه أعاصير البحر وكانت مقراً للغواصين والباحثين عن اللؤلؤ.