رحلة ساحرة عبر الزمان.. قصور تاريخية خالدة على أرض الإمارات
تزخر دولة الإمارات العربية المتحدة بتاريخها الأصيل ووجهاتها التراثية الساحرة والقصور التاريخية التي توفر لعشاق الزمن الجميل أوقاتا ممتعة مع ذكريات الزمن الجميل.
وفي تقريرنا اليوم سوف سنصحبكم في جولة سريعة نحو عدد من اجمل الحصون التاريخية التي تنتشر في ربوع دولة الإمارات لتزيد من روعة تجربة زيارة الدولة.
قصر الحصن
ونبدأ تقريرنا مع قصر الحصن الذي يقع في إمارة أبوظبي الذي يعود تاريخ بنائه إلى عام 1795 تقريباً، و كان برج مبني من الأحجار البحرية والمرجانية وكان يستخدم للمراقبة لتوفير الحماية للتجمع السكاني على الجزيرة والذي وثّقت نشأته لأول مرة خلال ستينات القرن الثامن عشر.
حيث بُني قصر الحصن خلال فترة الأربعينات من القرن الماضي وبالتحديد خلال الفترة 1939 - 1941، ولا يزال القصر شاهداً حياً على محطات أبوظبي عبر التاريخ، فيما كان هذا الصرح العريق على مدى قرنين ونصف مقراً للحكم والأسرة الحاكمة وملتقى للحكومة الإماراتية ومجلساً استشارياً وأرشيفاً وطنياً.
وتم افتتاح قصر الحصن مرة أخرى في العام 2018 ليكون متحف تاريخي، بعد انتهاء أعمال الترميم والصيانة على مدار أكثر من تسعة أعوام، حيث يبرز كرمز وطني يعكس تطور أبوظبي من منطقةٍ لاستقرار القبائل التي اعتمدت على صيد السمك واللؤلؤ في القرن الثامن عشر، إلى واحدة من أروع المدن العالمية الحديثة.
قصر الوطن
يعتبر قصر الوطن من المعالم الثقافية المميزة التي تقع ضمن مجمع القصر الرئاسي في أبوظبي إذ يقدم لزواره لمحة عميقة حول تقاليد وقيم الإمارات.
حيث يحمل قصر الوطن زواره من المواطنين والمقيمين والسياح من مختلف دول العالم في جولة تاريخية لاستكشاف الإرث المعرفي والتقاليد العريقة التي تحافظ عليها البلاد بعناية.
كما يتيح قصر الوطن للزوار فرصة فريدة لاستكشاف جماليات فنون العمارة الإسلامية من خلال الأنماط والزخارف والأشكال الهندسية التي تتميز بها أروقة القصر، بالإضافة إلى مشاهدة أروع المعروضات والمقتنيات الفاخرة.
ومن أبرز التجارب التي يمكن للزائر خوضها الاستماع بأروع المقطوعات الموسيقية الإماراتية والعالمية التي تقدمها فرقة "سيمفونية الوطن".
يمكن لزائر قصر الوطن أن يتمتع بتجربة ساحرة لعرض الضوء والصوت مسيرة التقدم في دولة الإمارات عبر رحلة بصرية تنتقل من تاريخ الدولة العريق إلى حاضرها المشرق ورؤيتها لمستقبل أكثر ازدهاراً.
يقام هذا العرض المميز على الواجهة الخارجية للمبنى الرئيسي لقصر الوطن، ويمتاز بأسلوب فريد يمزج بين أحدث التقنيات السمعية والبصرية لإبراز روح الأصالة والتراث التي شكلت بوابة النهضة والعمران والتقدم.
ومن أبرز الوجهات الثقافية في قصر الوطن مكتبة قصر الوطن التي توفر للزوار مصادر متنوعة للمعرفة من مختلف العلوم والفنون والمعارف، بما في ذلك مجموعة واسعة من المصادر المعرفية التي تسلط الضوء على مراحل تطور الدولة في السياقات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية.
قصر العين
يقع قصر العين على حافة واحة العين من جهتها الغربية، وكان البيت السابق لمؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ومركزاً للنشاطات السياسية والاجتماعية. شيد القصر في العام 1937، وتمت إعادة ترميمه في عام 1998، ومن ثم تم تحويله إلى متحف عام 2001، مع المحافظة على بعض الغرف العائلية والمرافق الإدارية التي أُثِّثت بشكل يُماثل الوضع الذي كان عليه القصر.
من الناحية الهندسية، يتميز بناء القصر بالعديد من الخصائص المعمارية التي نجدها في المباني التاريخية في دولة الإمارات العربية المتحدة، ومنها فتحات التهوية العريضة لتبريد المبنى والغرف الرئيسية طبيعياً خلال فصل الصيف. كما أن معظم المواد الإنشائية المستخدمة لبناء هذا المعلم التراثي هي مواد صديقة للبيئة تتماشى مع مبدأ الاستدامة في وقتنا الحاضر، حيث تم استخدام الموارد الطبيعية المحلية، كالطين، واللبن، والجص، والأحجار المتوفرة في المنطقة. كذلك تم استخدام معظم أجزاء شجرة النخيل في تسقيف الغرف، وصنع الأبواب والنوافذ. كما استخدمت أخشاب التيك في المباني التي خضعت للترميم لاحقاَ.
يشاهد الزائر عند دخوله قصر العين ساحة محاطة بسور مرتفع، تتخلله بوابة خارجية مصنوعة من الخشب تشكل المدخل الرئيسي، وتبدو كتحفة فنية رائعة. أما السور فيتميز بالمسننات الدفاعية، ويتقدمه برجان على جانبي البوابة، ويليه على بعد بضعة أمتار بوابة داخلية يعلوها نقش الآية القرآنية "ادخلوها بسلام آمنين" ترحيباً بالضيوف.
قصر المويجعي
يقع القصر التاريخي قصر المويجعي في الجهة الغربية من مدينة العين ويظهر في كافة أرجاء القصر تفاصيل المعمار المميز والنموذج الراقي لتأسيس غرف القصر
وشهد قصر المويجعي واحدا من أهم الأحداث في تاريخ دولة الإمارات إلا وهو ولادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة عام 1948 م.
وتم إنشاء القصر التاريخي المويجعي في عهد المغفور له صاحب السمو الشيخ زايد بن خليفة الأول وأصبح في وقت لاحق المنزل الخاص بسموه.
وفي العام 1946 م أصبح قصر المويجعي مقر إدارة أعمال المغفور له صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان حينما أصبح ممثل الحاكم في منطقة العين.
احتضن قصر المويجعي أجيالاً من أفراد عائلة آل نهيان الحاكمة في دولة الإمارات وشهد العديد من الأحداث التاريخية الخالدة في تاريخ الدولة.
تم وضع القصر التاريخي المويجعي على قائمة مواقع التراث العالمي لليونيسكو نظرا لأهميته الثقافية والتاريخية وموقعه المميز وتصميمه الأثري الخلاب.
حصن الشارقة
حصن الشارقة المنيع تم افتتاحه للمرة الأولى أمام الجمهور في العام 1997 م وخضع للعديد من مراحل الترميم والتطوير حتى إعادة افتتاحه من جديد في العام 2015 م.
ويمكن للزائر في حصن الشارقة أن يطلع عن قرب على تاريخ إمارة الشارقة الحديثة والعائلة الحاكمة بالإضافة إلى تاريخ حصن الشارقة والاستراتيجيات القديمة التي تم استخدامها في الدفاع من خلال ذلك الحصن المنيع.
يستعرض حصن الشارقة المنيع نظام إدارة الحكم وأسلوب الحياة اليومي في إمارة الشارقة في فترة تاريخية من عمر الوطن وتحديدا قبل 196 عاما.
ويمكن لزائر حصن الشارقة المنيع أن يشاهد عن قرب العديد من المقتنيات النادرة والصور والقطع الأثرية الخالدة وأن يلقي نظرة مقربة على النظام القضائي في الإمارة في ذلك الوقت.
كما يمكن للسائحين أو زوار الحصن أن يتعرفوا على الطرق القديمة لصناعة "الدبس" بالإضافة إلى أنواع الأسلحة واستراتيجيات الدفاع التي استخدمها الشيوخ وحراسهم في الماضي.
وتسلط أقسام حصن الشارقة الضوء على نمط وأسلوب حياة العائلة الحاكمة في قديم الزمان، ليحكي الكثير من التفاصيل عن واحد من أهم المعالم التاريخية في إمارة الشارقة.
ويمكن للزائر الوصول بكل سهولة إلى حصن الشارقة حيث يقع في منطقة قلب الشارقة حيث تم بناءه للمرة الأولى في العام 1823 م ويعد أكبر وأهم مبنى في إمارة الشارقة.
استخدم حصن الشارقة كمقر لحكومة الشارقة بالإضافة إلى كونه سكن لعائلة القواسم الحاكمة في إمارة الشارقة منذ نحو قرنين من الزمان وليكون الحصن شاهدا على العديد من الإنجازات الخالدة في إمارة الشارقة.