ما هي أفضل مدن سياحية في العالم صديقة للبيئة
خلال العقد الأخير تزايدت المطالبات نحو التحول إلى نمط حياة أكثر استدامة في مختلف المجالات، للحفاظ على كوكب الأرض وحمايته من المشكلات البيئة المختلفة والتي باتت تشكل خطر كبير على الحياة على سطح الأرض، وبفضل ذلك ظهر ما يطلق عليه السياحة الصديقة للبيئة والتي تعتمد فكرتها على الحفاظ على نمط حياة مستدام وصديق للبيئة، حتى خلال رحلات السفر أو الرحلات السياحية، ومن بين أفضل الطرق للحفاظ على نمط حياة مستدامة خلال رحلات السفر هي اختيار السفر إلى وجهة سياحية صديقة للبيئة، ومن أجل ذلك دعونا نستعرض معا مجموعة من أشهر وأفضل المدن السياحية الصديقة للبيئة من مختلف أنحاء العالم:
فانكوفر، كندا
تتميز مدينة فانكوفر الكندية بموقعها المميز في منطقة طبيعية خلابة تطل على المحيط وتحدها الجبال والغابات، مما يجعلها وجهة سياحية مثالية للاستمتاع بجمال الطبيعة، مدينة فانكوفر هي أيضا واحدة من المدن الصديقة للبيئة حيث أطلقت المدينة بأسرها في مبادرة Greenest City والتي حددت أهدافا واقعية نحو تحول المدينة إلى نمط حياة أكثر استدامة، يمكن تحقيقها في المستقبل القريب، وبفضل جهود المدينة للحفاظ على البيئة، أصبحت مدينة فانكوفر أقل المدن الرئيسية الواقعة في أمريكا الشمالية انبعاثا للغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري.
هلسنكي، فنلندا
إذا كنت ترغب في السفر إلى واحدة من أكثر المدن السياحية استدامة على وجه الأرض فإن مدينة هلسنكي في فنلندا والتي تطل على خليج فنلندا مباشرة، ستكون خيار مثالي بالنسبة لك حيث تتمتع المدينة بتوازن مذهل بين المواقع الحضرية والمواقع الخضراء داخلها، إضافة إلى ذلك فإن المدينة تشتهر باستثماراتها الضخمة في قطاع السياحية البيئة، مما أدى إلى زيادة أماكن الإقامة الصديقة للبيئة في داخل المدينة حتى أن الإحصائيات الأخيرة أظهرت أن حوالي 75٪ من وحدات الإقامة الفندقية في المدينة يتم تصنيفها على أنها صديقة للبيئة، إضافة إلى ذلك فإن مدينة هلسنكي هي موطن لما يعرف باسم فيكي Viikki أو المدينة الخضراء، وهي منطقة سكنية متكاملة صديقة للبيئة، تشغل مساحة 23 هكتار، وتستخدم أنظمة الطاقة الشمسية وطاقة الرياح حتى أن أول مبنى سكني يستخدم الكهرباء الشمسية في فنلندا يقع في فيكي.
برلين، ألمانيا
في حين أن العاصمة الألمانية برلين هي واحدة من أشهر العواصم العالمية ومن بين أكثرها زيارة إلا أن مدينة برلين والتي يقترب عدد سكانها من 4 ملايين، تحتل المركز الرابع في قائمة أكثر المدن استدامة على سطح، أما عن سبب فذلك فيرجع إلى حقيقة أن سكان المدينة قد بدئوا تبني توجه الاكتفاء الذاتي وزيادة المساحات الخضراء في المدينة، في وقت مبكر للغاية، وهو خلال فترة ما بعد الحرب العالمية الأولى، والتي لجأ خلالها سكان المدينة إلى زراعة الأطعمة الخاصة بهم، وهو توجه تبنته الأجيال التالية، إلى جانب ذلك فإن الصناعات الصديقة للبيئة مزدهرة للغاية في ألمانيا، وخاصة صناعة السيارات الكهربائية والتي قامت مدينة برلين بدعمها بتركيب أكثر من 400 نقطة شحن للسيارات الكهربائية في جميع أنحاء المدينة كما شجعت مواطنيها على استبدال سياراتهم بسيارات صديقة للبيئة.
ستوكهولم، السويد
تعد العاصمة السويدية ستوكهولم واحدة من أجمل الوجهات السياحية في أوروبا مع 14 جزيرة وأكثر من 50 جسر، وأعداد لا حصر لها من المواقع السياحية الجذابة، كما تشتهر المدينة أيضا بأنها ثالث أكثر المدن الرئيسية في العالم استدامة، بفضل جهود المدينة في التحول نحو أسلوب حياة أكثر استدامة، واستثماراتها الضخمة في مجال الطاقة المستدامة والتي تهدف إلى إيقاف استخدام الوقود الأحفوري في المدينة بحلول عام 2040، ستوكهولم تطبق أيضا سياسات جديدة لتشجع المجتمع على تحقيق أهداف الاستدامة، تتضمن طرح الوقود الحيوي والذي تم صنعه من نفايات الصرف الصحي كبديل لبنزين السيارات في المدينة، ستوكهولم تتبع أيضا نظام إعادة استخدام الحرارة المهدرة من استادها الرياضي الشهير والذي يتسع لعدد 30 ألف مقعد، ويمكن استخدام هذه الطاقة الحرارية المهدرة في تدفئة 1000 وحدة سكنية خلال فترات الشتاء البارد في المدينة.
أمستردام، هولندا
تحل العاصمة الهولندية أمستردام المركز الثاني في قائمة أكثر المدن حول العالم، وهذا ليس بالغريب نظرا لجهود المدينة الطويلة نحو التحول إلى نمط حياة أكثر استدامة، واستثماراتها الضخمة بهدف وإزالة الآثار السلبية لظاهرة تغير المناخ، كما كانت المدينة واحدة من أوائل المدن حول العالم التي حددت تدابير الاستدامة وشجعت مواطنيها على اتباعها، مدينة أمستردام، شجعت مواطنيها أيضا على استخدام الدراجات الهوائية، كوسيلة مواصلات بديلة، واستبدال السيارات التي تعمل بالوقود بأخرى كهربائية، بهدف تقليل انبعاثات الكربون داخل المدينة، وقامت بالفعل ببناء أكثر من 300 نقطة شحن للسيارات الكهربائية في المدينة، أمستردام شجعت أيضا مواطنيها على تركيب الألواح الشمسية على أسطح منازلهم وزراعة الأطعمة الخاصة بهم أو الشراء من أسواق المزارعين المحليين، مما يؤدي أيضا إلى تعزيز الاقتصاد المحلي.
كوبنهاغن، الدنمارك
تعد مدينة كوبنهاغن أكثر مدن العالم استدامة بفضل استثماراتها الضخمة في البدائل الخضراء، وتشجيعها لسكانها على اتباع نمط حياة مستدام، بهدف وصول المدينة إلى صغر انبعاث لثاني أكسيد الكربون بحلول عام 2025، تشتهر مدينة كوبنهاغن أيضا بأن سكانها هم الأقل استخدام للسيارات والأكثر استخداما للدراجات الهوائية كبديل للسيارات في العالم، حتى أن 29٪ فقط من الأسر في كوبنهاغن لديهم سيارة خاصة، كما وفرت المدينة العديد من الطرق والممرات المخصصة للدراجات والتي ازدادت شعبيتها بدرجة كبيرة في المدينة لدرجة أن معظم الفنادق في جميع أنحاء المدينة أصبحت توفر لضيوفها الدراجات كوسيلة للتنقل.
كوبنهاغن تشجع أيضا الزراعة العضوية الصديقة للبيئة حتى أن 24 ٪ من إجمالي الطعام الذي يباع في المدينة من منتجات الزراعة عضوية، بالإضافة إلى ذلك، فإن 88٪ من الطعام الذي يتم تقديمه في المؤسسات العامة في المدينة هو طعام عضوي.