بين عظمة تاريخية وطاقة عصرية.. فيينا أروع الوجهات الأوروبية
في قلب أوروبا، على ضفاف نهر الدانوب، تقع مدينة رومانسية جميلة هي إحدى أروع المدن الأوروبية وأكثرها سحرا، بعمارتها، ومناظرها الطبيعية، وتاريخها، وفنونها .. تقدّم العاصمة النمساوية فيينا التي كانت سابقا عاصمة الإمبراطورية النمساوية-المجرية لزوارها مجموعة هائلة من المعالم والنشاطات التي تجعلها العنوان المثالي لمن يبحث عن تجربة ثقافية أو ترفيهية أو ببساطة عن إجازة استرخاء.
لوحة عمارة وطبيعة
صحيح أن فيها أحد أفضل أنظمة النقل العام في أوروبا، لكن تجربة استكشاف فيينا سيرا على الأقدام لا تضاهى، للاستفادة القصوى من تحفها المعمارية الإمبراطورية كالقصور الباروكية، ومساحاتها الخضراء وحدائقها العامّة التي تغطي نحو نصف مساحتها وتجعلها المدينة الأوروبية الأكثر خضرة. من أشهر حدائقها، "شتادبارك" التي فيها تمثال "يوهان شتراوس" الذهبي الشهير، وحدائق قصر "شونبرون" الإمبراطوري الضخم الذي يعتبر من أهم معالم البلاد الأثرية. فيينا التي تصدّرت مرارا وتكرارا قوائم أفضل مدن العالم من حيث جودة العيش تتنفس عطر تاريخ غنيّ عظيم، وتجري في عروقها طاقة عصرية شابّة، عبر حياتها الليلية وأسواقها الأسبوعية ومتاجرها وفعالياتها ونشاطاتها وفنونها الحديثة. في كل موسم، لها طابع خاص، فهي ساحرة في شتائها البارد، ومزهرة ابتداء من إبريل، وحيّة في الصيف مع مهرجانات وحفلات الهواء الطلق.
مدينة الموسيقى والثقافة والفنون
تحمل فيينا لقب "مدينة الأحلام"، لأنها كانت مسقط رأس مؤسس علم التحليل النفسي "سيغموند فرويد". لكنها بلا شك أيضا مدينة الموسيقى لأنها لعبت دورا أساسيا عبر التاريخ باعتبارها أحد أهم المراكز الموسيقية في أوروبا. فصدّرت عددا هائلا من المؤلفين الموسيقيين الكبار مثل "شوبرت" و"شتراوس" و"موزارت" و"بيتهوفن" و"هايدن". تجدين فيها اليوم خمسين مسرحا وأربع دور أوبرا، وتقام فيها على مدار السنة الكثير من مهرجانات الموسيقى والرقص، كما تفتخر المدينة بإحدى أهم فرق الأوركسترا في العالم "أوركسترا فيينا". فيينا أيضا مدينة الثقافة والفنون بروائعها الهندسية والمعمارية، وبمتاحفها، وصالات عرضها، ومعارضها الفنية. من بين متاحف فيينا المئة والخمسين، متحف الفنون الجميلة الذي يضم أكبر مجموعة في العالم من أعمال الرسام "بروغل"، وقصر "بيلفيدير" الباروكي الرائع الذي يشمل أعمالا فنية لأسماء مثل "غوستاف كليمت" و"إيغون شيلي" ويستضيف معارض فنية متنوّعة بانتظام، ومتحف "ألبيرتينا" الذي يضم واحدة من أكبر وأهم غرف المطبوعات في العالم.
أحد ألذ المطابخ الأوروبية
بفضل موقعها الجغرافي في قلب أوروبا، تأثر مطبخ فيينا بتقاليد الطهي في بوهيميا والنمسا والمجر وإيطاليا والبلقان، وأصبح عبر التاريخ معروفا بأنه أحد أهم وأشهى المطابخ الأوروبية. وتشكّل المقاهي المنتشرة حول المدينة والمعروفة بأجوائها المميزة وقهوتها اللذيذة جزءاً أساسياً من طريقة العيش الفيينية.
من أشهر الأطباق الفيينية التي لا تفوّت، فطيرة "كايزرشمارن" التي كان يعشقها الإمبراطور فرانز جوزيف الأول، وطبق "تافلشبيتز" باللحم المسلوق في المرق الذي يقدّم مع فجل الخيل الحار والتفاح المفروم، وشريحة اللحم المكسوة بفتات الخبز "شنيتزل"، وطبعا كعكة الشوكولاته الأسطورية "زاخرتورته" ذات الوصفة السرية التي تعود إلى سنة 1832 . كما أن المدينة أعطت اسمها لمعجنات صارت معروفة حول العالم باسم "فيينوازري" وتشمل الكرواسان والبريوش.
"غراند هوتيل فين" .. رفاهية راقية في مبنى تاريخي
من أجمل فنادق فيينا الفاخرة وأعرقها، فندق "غراند هوتيل فين" Grand Hotel Wien المعروف حول العالم بخدمة الضيافة الممتازة وتجربة الرفاهية الراقية. يقدّم الفندق الذي صممه المهندس المعماري "كارل تييتز" وفتح أبوابه سنة 1870 مجموعة رائعة من الأجنحة والغرف الفاخرة المصممة بديكور فخم والمجهّزة بأحدث التقنيات، لضمان راحة الضيف التامّة. كان منذ افتتاحه مركزا للحياة الاجتماعية الفيينية، ولا يزال عنوانا محبوبا ومقصودا مع خمسة مطاعم تقدّم مطابخ محلّية وأوروبية ويابانية. كما تجدين في المبنى التاريخي منتجع السبا "غراند سبا" الذي يقدّم في ديكور تاريخي وعصري ساونا، وحماما بخاريا، ومنطقة خاصّة للنساء، ومنطقة استرخاء، وقاعة رياضية، ولائحة واسعة من تقنيات التدليك والعلاجات الجمالية. الفندق الفاخر الذي يبعد بضع خطوات عن دار أوبرا فيينا خيار مثالي لإجازة رومانسية سريعة، أو زيارة سياحية بحيث ينظم لك الفندق برنامجاً سياحياً مفصّلاً لك، أو رحلة أعمال مع ما يقدّمه من خدمات لسيدات ورجال الأعمال.