كاتدرائية نوتردام في باريس .. تاريخ من الثقافة والهندسة والإبهار!
انشغلت باريس وفرنسا كما العالم منذ ليل الاثنين بحادث الحريق الهائل الذي اجتاح على واحدًا من اهم المعالم التاريخية والسياحية في العالم كاتدرائية نوتردام التي تقع في قلب العاصمة الفرنسية. ويأتي هذا الاهتمام العالمي الكبير بالحادث نظرًا لما تمثله نوتردام من حقبة ثقافية بارزة تطبع فرنسا وأوروبا والعالم ومن كونها من اشهر المعالم السياحية التي يقصدها ملايين الزوار في العالم. في ما يلي سنستذكر تفاصيل ومعلومات عن اشهر كاتدرائيات العالم نوتردام في باريس جعلتها تتبوأ هذا المركز المهم في السياحة والثقافة والتاريخ...
تاريخ عريق
تعتبر الكاتدرائية من اكثر المعالم زيارةً ليس فقط في باريس او فرنسا انما في العالم بأسره وهي تقع في Ile de la Cite وسط العاصمة الفرنسية وهي تمثل التجسيد الأكبر للهندسة القوطية الفرنسية. ولا شك ان شهرتها زادت كثيرًا منذ طرح العمل الادبي الشهر "احدب نوتردام" من تأليف العظيم فيكتور هوغو والتي تدور فيها الاحداث الأهم من الرواية.
أقيمت في مكان بناء أول كنيسة في باريس، وهي "بازيليك القديس استيفان" والتي كانت بدورها مبنية على أنقاض معبد جوبيتير الروماني.
ووضع البابا الكسندر الثالث عام 1163 الحجر الأول في مسيرة بناء الكاتدرائية الى جانب الملك لويس السابع. وقد استغرق بناء القسم الأول من الكاتدرائية نحو 100 عام كاملة، ونعني بالقسم الأول البرج الأيقوني والبرجين الشهيرين. اما عام 1250 فقد بدأت مرحلة ثانية من البناء بهدف تغيير اقسام من واجهة الكاتدرائية التي كانت قد بنيت وفق النمط الهندسي الروماني، وجعلها اكثر قربًا من الهندسة القوطية. واستغرق الانتهاء من هذه المرحلة سنوات طويلة لينتهي العمل بها في منتصف القرن الرابع عشر. في عقد 1790، شهدت نوتردام اعتداءات أثناء الثورة الفرنسية، فتضررت معظم لوحاتها الدينية أو تدمرت. بعد فترة وجيزة من نشر رواية أحدب نوتردام لفيكتور هوغو عام 1831، تجدد الاهتمام الشعبي بالمبنى.
ترميم واحتفالات
في عام 1845 بدأت أعمال ترميم كبرى للمبنى تحت إشراف أوجين ڤواليه-لو-دوك واستمرت خمسة وعشرين عاماً. بدءاً من عام 1963، تم تنظيف واجهة الكاتدرائية من السخام والأوساخ التي تراكمت عليها منذ عدة قرون، وأعيد لونها الأصلي. وجرت حملة أخرى للتنظيف والترميم في الفترة من 1991 إلى 2000.
حتى الامس القريب، لا زالت تقام احتفالات دينية في الكاتدرائية كما تقام فيها احداث بالغة الأهمية وهي تتسع لنحو 9 ألاف شخص وتستقبل نحو 13 مليون زائر سنويًا. اما عند الدخول الى الكاتدرائية فإنه منذ سلوك الأبواب ستظهر بشكل واضح الزخارف الرائعة التي تزين الجدران، والفسيفساء والزجاج الملون الذي يزين النوافذ وأجزاء أخرى من الجدران، اما في الأعلى فسنجد سقف الكنيسة الذي يأخذ الشكل المقوس في منظر رائع. كما يمكن للزوار مشاهدة السرداب الذي أنشئ عام 1965 ليضم عدد كبير من بقايا البناء الخاصة بالكنيسة التي خُلفت على مدار التاريخ، مع شرح لكل منها وتفاصيل تاريخية هامة.
اما عند الصعود إلى أعلى الكاتدرائية والمرور بـ387 درجة على السلالم ستشاهد أجراس الكاتدرائية وتتمتع بعدها بمنظر بانورامي مذهلة لمدينة الأضواء باريس...
معلومات الزيارة قبل الحريق
مبنى الكاتدرائية: يومياً من 8:00 صباحاً حتى 18:45 مساءً.
برج الكاتدرائية: من أكتوبر إلى مارس من الساعة الساعة 10:00 صباحاً حتى 17:30 مساءً ثم من شهر أبريل إلى سبتمبر من الساعة 10:00 صباحاً حتى 18:30 مساءً.