أسواق "قديمة" .. لا بد من زيارتها
هلا الجريّد
لا يمكن لزائر أي من المدن العتيقة أن يتجاهل أسواقها الشعبية القديمة التي تنبعث منها رائحة الذكريات المنعشة للمخيلة للزمن الماضي الجميل.
وعدا عن كون أن هذه الأماكن والأسواق القديمة تضم ما لا نجده في أي مكان، فمع دخول شهر رمضان المبارك يأخذنا الحنين إلى الأماكن العتيقة.
لذا قررنا في مجلة "هي" أن نأخذكم في رحلة عبر الزمن لأشهر الأسواق العتيقة في المنطقة:
خان الخليلي، القاهرة، مصر
واحد من أعرق أسواق الشرق، يزيد عمره قليلاً على 600 عام، وما زال معماره الأصيل باقياً على حاله منذ عصر المماليك وحتى الآن.
هاجر اليه عدد كبير من تجار مدينة الخليل الفلسطينية وسكنوه، وقد سمي بهذا الاسم نسبة لمؤسسه وهو أحد الأمراء المماليك وكان يدعى جركس الخليلي وهو من مدينة الخليل.
ويضم السوق مقهى الفيشاوي، الذي يزيد عمره عن مائتي عام، وهو من أقدم مقاهي القاهرة، وكان الكاتب الكبير نجيب محفوظ من أشهر رواده في فترة الستينات من القرن العشرين والذي ألف إحدى رواياته التي تدور أحداثها بالحي وتحمل اسمه "خان الخليلي".
السوق المسقوف Kapalıçarşı،(جراند بازار) اسطنبول، تركيا
بُني السوق المسقوف بأمر من السلطان محمد الفاتح ما بين 1455م و 1461م. وقد تم توسيعه بشكل كبير خلال القرن السادس عشر وتحديداً في عهد السلطان سليمان القانوني. ثم أُعيد ترميمه مرة أخرى عام 1894م بعد زلزال أصابه.
يعتبر الـ"جراند بازار" ( السوق الكبير) في اسطنبول أحد أكبر الأسواق المغلقة بشوارعه الداخلية التي يبلغ عددها 60 شارعاً ومتاجره التي يصل عددها إلى 5000 متجر محصنة بـ 18 باباً.
ويشتهر هذا السوق القديم يمتاجر المجوهرات والجلود و السيراميك والبورسلان المرسوم يدوياً والسجاد الرائع والمنسوجات اليدوية والبهارات و متاجر التحف.
ساحة جامع الفنا، مراكش، المغرب
يرجع تاريخ ساحة الفنا إلى عهد تأسيس مدينة مراكش سنة (1070-1071)م، بنيت ساحة "الفنا" في عهد الدولة المرابطية خلال القرن الخامس الهجري كنواة للتسوق لكن أهميتها تزايدت بعد تشييد مسجد الكتبية بعد قرابة قرن كامل. وتتعتبر ساحة جامع الفنا فضاء شعبي للفرجة والترفيه للسكان المحليين والسياح للاستمتاع بمشاهدة عروض مشوقة لمروضي الأفاعي ورواة الأحاجي والقصص، والموسيقيين وقد تم إدراج هذه الساحة في قائمة التراث اللامادي الإنساني التي أعلنتها منظمة اليونيسكو عام 2001.
سوق مطرح، مسقط، عُمان
يضم سوق بداخله ممرات مشاة عديدة تحوي الحوانيت والبسطات التي تبيع المقتنيات التراثية والعصرية المحلية. يستطيع الزائرون إيجاد كل ما يمكن أن يخطر ببالهم من منتجات وتحف ومقتنيات داخل هذا السوق.
ويعتبر سوق مطرح أحد الأسواق الرائعة، ولا يزال مصدرًا رئيسيًا للعديد من احتياجات العائلات العمانية في حين أن استكشاف الشوارع الجانبية لسوق مطرح من عناصر الإثارة الحقيقية.
ويمكن التجول في أي من الأزقة الجانبية الصغيرة واكتشاف مجموعة من المحلات التجارية الصغيرة المتخصصة في الفضة العماني والأكشاك التي تعكس الدشداشات البيضاء اللامعة والكُمة المطرزة والأقمشة ذات الألوان الزاهية، وأغطية الرأس متعددة الألوان.
سوق الزل، الرياض، السعودية
يعتبر سوق الزّل في العاصمة السعودية، الرياض من أهم المعالم التاريخية والسياحية والأثرية في منطقة قصر الحكم التجارية، وتتمثل أهمية سوق الزل من الناحية التاريخية في أنها تعتبر السوق الرئيسية لتجارة السجاد والملابس الرجالية والسلاح، حيث لا تزال محتفظة بهذا النشاط حتى الوقت الحاضر.
يعود تاريخ السوق إلى عام 1901م تقريبا، حيث كانت تشكل جزءا من القصور القديمة التابعة لقصر الديرة القديم، وفيها البيت الذي كان يسكنه الملك عبد العزيز عند دخوله الرياض.
سوق الدويات، دبي، الإمارات
من الأسواق القديمة في مدينة دبي وهو يعني الأدوية أو كما كان يسمى سوق "الحلول"، فهو سوق مخصص للبهارات المختلفة حيث تفوح في ممراته الضيّقة رائحة الأعشاب والتوابل.
يقع "سوق الدويات" على ضفة ديرة بجانب خور دبي التاريخي الذي أُدرِج مؤخراً على لائحة التراث العالمي التي تضعها منظمة اليونسكو يفصل بين ديرة وبر دبي.
يجذب السوق القديم السيّاح والمقيمين في دبي حيث نشاهد أفواج السياح في رحلة لاستكشاف المكان إلى جانب الأهالي الراغبين في شراء ما يلزمهم من منتجات متاحة في هذا السوق حيث يشتمل الأدوية والمستحضرات الطبيعية والوصفات الدوائية والعطور وزيوت الشعر والبشرة إلى جانب البخور وهناك أيضاً المكسرات والحلويات.
ويتميز السوق القديم بالشكل القديم للعمارة في إمارة دبي كما لو كان في الزمن الماضي حيث أن الجدران ترابية اللون والأسقف الخشبية.
سوق السكر، عمّان، الأردن
سوق السكر هو سوق شعبي قديم يقع في وسط البلد بمدينة عمان، ويعود بناءه إلى سنة 1957م. وكان سوق السكر في الأساس عبارة عن عشرين محلاً تبيع المواد التموينية والعطارة، وقسم قليل من المحال يبيع الأقمشة.
ويقع سوق السكر في وسط البلد الظاخر بالعديد من الأسواق الشعبية إلة جانب سوق السكر مثل سوق سوق البخارية، وسوق الجمعة، وسوق وادي السرور، وسوق الخضار، وسوق اليمنية، وسوق الحبوب، وسوق الحلال، وسوق الصاغة، وسوق السعادة، وسوق الأنتيكا، وسوق البناء الحديث.
سوق المباركية، الكويت
يقع في منطقة القبلة وهو سوق تراثي وسمي نسبة إلى الشيخ مبارك الصباح، ويتميز السوق بتصميمه الذي يشبه الأسواق القديمة.
ويزخر السوق الذي يعد من المعالم التراثية لدوله الكويت بأنواع وفيرة من اللحوم والاسماك والمواد الغذائية والاستهلاكية والحلويات الشعبية والتمور والعسل ومحلات العطارة والملبوسات الرجالية والنسائية، إضافة إلى مجموعة من محلات الاكسسوارات والسلع التراثية والتحف والخزفيات والتذكارات وكلها بأسعار مناسبة كما يوجد به سوق لبيع وشراء المصوغات الذهبية والمجوهرات.
كما يوجد داخل السوق العديد من المقاهي الشعبية والاستراحات والمطاعم صممت على طراز القديم وتقدم مأكولات ومشروبات شعبية.
سوق واقف، الدوحة، قطر
يعتبر سوق واقف من أهم الأماكن التراثية القديمة بالعاصمة القطرية الدوحة، وقد سمى بذلك نظراً إلى أن الباعة قديما كانوا يقفون على إلى جنبات الطريق التي تؤدي إلى السوق الكبير في الدوحة لعرض بضائعهم وبيع منتجاتهم المختلفة مثل البهارات كالكمون والقرفة إلى الأسماك والملابس والأخشاب وغيرها.
وقد خضع السوق لعملية تجديد في التصميم مع الحفاظ على الأصالة بأمر من أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني.
سوق الندى في شارع قابل، جدة، السعودية
أنشئ سوق الندى قبل ما يزيد عن 150 عاماً داخل أسوار مدينة جدة القديمة، وما يميز السوق ويجعله علامة فارقة بين أسواق المدينة في أنه المركز الوحيد الذي يبدأ بعرض الأكلات الشعبية والأنواع الطازجة من الأسماك ورؤوس المندي في النهار، وينتهي بأناقة المتسوقين من الحذاء إلى غطاء الرأس الشماغ والأقمشة الرجالية في المساء، ويضم السوق قرابة 500 منفذ تجاري مختلفة المساحة، بخلاف البسطات التي تنتشر على جانبي الطريق الرئيسي للسوق، بالإضافة إلى أقدم محل صرافة وبيع جنيهات الذهب، الذي يعد من أهم الركائز الرئيسية لسكان جدة القديمة أثناء تقديم مهر العروس فيما كان يعرف بالبقشة التي تحتوي على جنيهات الذهب والأقمشة والعطور.
سوق العتق أو الأنتيكا في بيروت، لبنان
يمتد سوق العتق من حوض الولاية إلى البسطة متفرعاً يمينا وشمالاً إلى احياء الباشورة وشارع أحمد طبارة في غرب العاصمة بيروت.
ويعود تاريخ انشاء السوق الى أربعينيات القرن الماضي، عندما كان تجار الحارات والدلالون يجوبون الأحياء ليشتروا من البيوت ما يود أصحابها التخلص منه، أي الاثاث "العتيق"، ثم يأتون لعرضه في الشارع الذي أصبح اسمه سوق العتق.
ويعتبر سوق العتق أو الأنتيكا الأبرز في لبنان المتخصص في بيع وشراع القطع القديمة من كل أنحاء العام ويعرض فيه قطع خشبية ونحاسية وزجاجية زخرفية من مختلف الأحجام والتي أصبحت نادرة الوجود.