سيدة الأعمال الإماراتية ثريا العوضي... مدرسة في الأخلاق والعمل
أبوظبي – فاتن أمان
ثريا عبداللـه قمبر العوضي سيدة أعمال إماراتية توزع ساعاتها الـ24 بدقة بين مؤسستين: مؤسسة الأسرة، ومؤسسة العمل> وفي الموقعين حققت نجاحا لافتا بفضل فلسفتها العائلية في الجهة الأولى وصبرها وثقافتها الاقتصادية في الجهة الثانية. في منطقة ديرة على خور دبي ولدت ثريا قمبر الخامسة في الترتيب بين 11 من الأخوة والأخوات، ورثوا عن والدهم المرحوم عبداللـه حاج قمبر العوضي ثروة ومجموعة من الشركات، وهو أول من بنى قسماً كاملاً في مستشفى آل مكتوم منذ 50 عاماً.
تأثرت كثيراً بوالدها لما يمتلكه من أسلوب تربوي حضاري في تلك الفترة، إذ إنه كان متميزاً بحنانه على أطفاله، كما تصفه، تاركاً بعد وفاته وهو في سن الـ 42 أثرا لا ينسى في مخيلتها.
تزوجت العوضي وهي في السادسة عشرة من عمرها وسافرت مع زوجها إبن عمتها فيصل العوضي المهندس في مجال النفط إلى الولايات المتحدة الاميركية حيث عاشت فيها لمدة عشر سنوات حصلت خلالها على البكالوريوس في التاريخ.
لها من الأبناء سبعة، خمس إناث وولدان.
وهي تؤكد ان الإقامة في الخارج جعلتها تدرك معنى الالتزام بالمواعيد وضرورة احترامها لأنها تمد بالقدرة على إدارة أمور الحياة بشكل جيد، وبفضل الله والاعتماد على نفسها تمكنت من إكمال دراستها الجامعية وتربية أبنائها بشكل ممتاز.
ملكة الثقافة
كان ذهابها إلى الولايات المتحدة عام 1974 نقلة نوعية في حياتها، فقد تبلورت شخصيتها وتعرفت الى ثقافات مختلفة في جامعة تضم طلاباً من مختلف دول العالم. وفي السنة الأولى شاركت تحت إلحاح من زميلاتها في مسابقة تقيمها الجامعة كل عام، وتتضمن المسابقة مجموعة من الأسئلة في مختلف النواحي الفكرية والثقافية، وفازت وقتها بلقب "مس انترناشيونال".
سيدة أعمال بالفطرة
تشغل ثريا عضوية مجلس سيدات أعمال دبي، ومجلس سيدات أعمال الإمارات - رئيسة لجنة الخدمات والعلاقات العامة، وتدير بشكل مباشر نحو ست مؤسسات تتوزع اختصاصاتها في مجالات العقارات والتجارة العامة والديكور المنزلي والتجميل والملابس والعطور واليخوت.
تعتز بكونها من مؤسِسات مجلس سيدات أعمال الإمارات في العام 2000، وكانت تدير عقارات العائلة وتشرف على أعمالها الخاصة من المنزل. في المرحلة التي سبقت انتقالها إلى ميدان العمل، وعندما تسألها صديقاتها أين مكتبك؟ تقول لهن إنه في المطبخ، إذ لم تشأ أن تختلط عليها الأمور فقررت أن تتروى ريثما تفرغ من تربية أبنائها فكان دخولها عالم الأعمال متزامناً مع وضع قدمي أصغر بناتها في المدرسة الابتدائية.
أنعم الله على ثريا بالثراء، ولا تأبه لأحاديث قريناتها التي تسألنها لماذا العمل وتحت سقف منزلك يتحقق لك كل شيء؟ فالعمل في فلسفة ثريا لا يكمن في تحقيق الماديات بل هناك أبعاد اجتماعية وأخرى نفسية؛ فالمجتع وخدمته، والنفس وارضاءها، والذات وإثباتها، والعلاقات وتوسيع دائرتها، والمعرفة ورفد مصادرها من أهم أهداف وجود ثريا في ميدان العمل.
وتمتلك نظرة متحررة تجاه تعليم الفتاة فلا ينتابها أي شعور بالحرج ولا بالضيق عندما تقول إنها أرسلت بناتها للتعليم خارج البلاد بل تشعر أنه منبع فخر، وهي لا تزال تطبق وصية والدها الذي ركز فيها على ضرورة تعليم البنات في العائلة.
ترى أن أساس نجاح أي مشروع تديره سيدة يأتي أولاً من الدراسة الجيدة للمشروع قبل البدء فيه شرط ألا تعقد الأمور على نفسها من البداية. ولابد من أن تمتلك مقداراً كبيراً من الجرأة، وأن تكون صادقة في كلامها، أمينة ونشيطة ومطورة لنفسها وأدواتها، وأن تلتزم بالمواعيد وتقدّر قيمة الوقت.
نصيحة من ذهب
تقول العوضي أن القيادة تبدأ من التعليم والتربية من الصغر، وزرع الثقة في النفس، فضلاً عن دور المجتمع في بناء الشخصية القيادية، فالسفر على سبيل المثال يصقل شخصية الإنسان. وتؤكد: "نحن في دولة الإمارات مثلنا وقدوتنا الشيخة فاطمة بنت مبارك "أم الإمارات"، والمغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، اللذان زرعا فينا بذرة القيادة، ونحن اليوم أمهات نزرع بذرة القيادية المرتبطة بقوة الإيمان، والجرأة والطموح في نفوس أبنائنا وصولاً نحو أعلى المناصب، وعندما ترى عدد سيدات الأعمال وعضوات المجلس الوطني الاتحادي والنساء العاملات في المؤسسات والهيئات الحكومية، تدرك مدى دعم قيادة الإمارات للمرأة".