بمناسبة شهر التوعية بمرض سرطان الثدي تعرفي على تاريخ الشريط الوردي
بالإضافة إلى ألوان أوراق الشجر البرتقالية والذهبية والحمراء والتي كثيرا ما نشاهدها خلال موسم الخريف، فمن المرجح أيضا أن تشاهدي الكثير من الأشرطة الوردية في شهر أكتوبر، والسبب هو حقيقة أن هذا الشهر من كل عام، هو شهر التوعية بمرض سرطان الثدي، والذي يرمز له عالميا بشريط وردي أصبحت الكثير من النساء حول العالم يقمن بارتدائه حول العالم، كرمز لجهود مكافحة هذا المرض الخطير الذي تسبب في إنهاء حياة الكثير من النساء حول العالم.
وبمناسبة شهر التوعية بمرض سرطان الثدي لهذا العام، دعونا نستعرض معا قصة الشريط الوردي وكيف أصبح رمز للتوعية ضد مرض سرطان الثدي في مختلف أنحاء العالم.
تاريخ الشريط الوردي
تشير النصوص التاريخية القديمة، إلى أن تقليد ارتداء الأشرطة كرمز ما قد بدأ منذ سنوات عديدة بارتداء الأشرطة السوداء تعبيرا عن الحداد، ثم ارتداء الأشرطة الصفراء التي تعبر عن افتقاد الأحباء أثناء الحروب، واشتهر هذا الرمز بشكل كبير خلال حقبة السبعينيات بفضل الأغنية الشهيرة Tie a Yellow Ribbon Round the Old Oak Tree لإيروين ليفين Irwin Levine، إل. راسل براون L. Russell Brown، والتي صدرت في عام 1973، وبعدها بسنوات وتحديدا في حقبة التسعينيات جاءت فكرة ارتداء الأشرطة الوردية تعبيرا عن التوعية ضد مرض سرطان الثدي.
بدء فكرة ارتداء الأشرطة الوردية للتوعية بمرض سرطان الثدي
وفقًا لموقع www.pinkribbon.org، فإن فكرة ارتداء أشرطة وردية للتوعية بمرض سرطان الثدي، قد بدأت بفضل سيدة أمريكية تدعى شارلوت هايلي Charlotte Hayley، وهي من ولاية كاليفورنيا وكانت تعاني من مرض سرطان الثدي، والذي لم يهدد حياتها فحسب، وإنما حياة العديد من النساء في أسرتها ومن بينهن جدتها ووالدتها وابنتها واللاتي أصبن أيضا بنفس المرض، ولهذا السبب قررت هايلي بدء حملة للتوعية بذلك المرض الخطير الذي كان له ضرر بالغ في أسرتها، واختارت شريط باللون الخوخي (البرتقالي المصفر) كرمز لهذه الحملة الصغيرة وقتها، وفي عام 1991، بدأت في توزيع شرائط باللون الخوخي في كل مكان تذهب إليه بما في ذلك محلات البقالة ومراكز التسوق، مع ملصقات تدعو للتوعية بمرض سرطان الثدي والتبرع لصالح الأبحاث التي يمكن أن تساهم في وضع حد لذلك المرض الخطير، وبعدها بدأت هايلي في إرسال شرائطها ذات اللون الخوخي وملصقاتها إلى نساء شهيرات في الولايات المتحدة، كان من بينهن زوجات رؤساء أمريكيين سابقين، كما تواصلت مع العمود الصحفي الشهير المخصص للنساء Dear Abby من أجل نشر حملتها على نطاق واسع بين النساء في الولايات المتحدة.
تحويل شريط الحملة من اللون الخوخي إلى اللون الوردي
بعدها بأشهر قليلة وفي وقت لاحق من نفس العالم، تبنت الصحفية ألكسندرا بيني Alexandra Penney، وهي محررة المجلة النسائية الشهيرة Self magazine، حملة هايلي للتوعية بسرطان الثدي، إلا أنها حولت الشريط المميز للحملة من اللون الخوخي للون الوردي، الذي رأت أنه أكثر ملائمة للنساء، وفي عام 1991، تبنت مؤسسة سوزان جي كومن لمكافحة سرطان الثدي Susan G. Komen Breast Cancer Foundation الشريط الوردي كرمز وطني للتوعية بسرطان الثدي من خلال توزيع شريط وردي على جميع أعضائها، وكذلك المشاركين في NYC Race for the Cure والتي تعمل على دعم أبحاث مرض سرطان الثدي بالتبرعات وبمرور السنوات أصبح الشريط الوردي رمز معترف به في جميع أنحاء العالم للتوعية بخطورة مرض سرطان الثدي.
تشارلوت هايلي توفيت وبقيت جهودها
تشارلوت هايلي توفيت عن عمر يناهز 91 عام في عام 2014، إلا أن جهودها في التوعية بمرض سرطان الثدي ظلت مستمرة في البقاء حية، لتثبت أن الجميع يمكنه أن يصنع فارق خاصة فيما يتعلق بمكافحة مرض خطير يهدد حياة النساء مثل سرطان الثدي، الأمر ذاته ينطبق على نانسي جي برينكر Nancy G. Brinker التي أسست واحدة من أشهر المؤسسات الخيرية لمكافحة مرض سرطان الثدي، ففي عام 1982، أسست مؤسسة Susan G. Komen Breast Cancer Foundation للوفاء بوعد لشقيقتها سوزان جي كومن التي كانت تحتضر بسبب سرطان الثدي، حيث تعهدت منذ ذلك الحين على القيام بكل ما في وسعها للقضاء على سرطان الثدي، ومثل حملة هايلي، فلقد نما وازدهر ذلك الوعد ليصبح رمزا دوليا لمكافحة سرطان الثدي.