نصائح ذهبية لمرضى القلب للإستمتاع بالرياضة دون مشاكل صحية

هناك اعتقاد رسخ في أذهان الناس مفاده أن ممارسة الرياضة مجهدة لمرضى القلب وتزيد من سوء حالتهم، وربما تشكلّ خطراً على حياتهم أيضاً وتهددهم بمضاعفات خطيرة. فما مدى صحة هذا الإعتقاد وما هي جدوى وكيفية ممارسة الرياضة لمرضى القلب؟

يشرح الدكتور أحمد فخري الحميري اختصاصي ورئيس قسم أمراض القلب في المستشفى الكندي التخصصي في دبي لـ"هي" لماذا وكيف يمكن للمصابات بأمراض القلب ممارسة التمارين الرياضية بأمان.

هل ينصح بممارسة الرياضة لمرضى القلب؟

بحسب الدكتور أحمد فإن ممارسة الرياضة بصورة منتظمة مفيدة وضرورية لمرضى القلب حيث تؤدي التمارين الرياضية إلى تنشيط الدورة الدموية وتوسع الرئتين وزيادة اللياقة البدنية مما ينعكس ايجاباً على أداء عضلة القلب.

الرياضة المناسبة لمرضى القلب

ينصح الدكتور أحمد البدء بالتمارين الخفيفة كالمشي والتمارين الهوائية وتمارين القلب والسباحة وركوب الدراجات الهوائية لثلاثين دقيقة يومياً ولخمسة أيام أسبوعياً. ويمكن زيادة شدّة ومدّة التمارين الرياضية بصورة تدريجية حسب لياقة المريض وحالته المرضية.

ما الإجراءات التي يجب على مرضى القلب اتخاذها خلال ممارسة الرياضة؟

ينصح الدكتور أحمد بالابتعاد عن أداء الفعاليات الرياضية التنافسية والعنيفة كرفع الأثقال لخطرها على مرضى القلب. ويشدّد على ضرورة التوقف عن التمرين على الفور وطلب المساعدة الطبية أو أخذ استراحة ما بين التمارين في حالة ملاحظة ظهور بعض الأعراض، مثل:

• الشعور بالآم في الصدر.
• الشعور بالإعياء وعدم التوازن.
• عدم المقدرة لاكمال جملة كاملة اثناء التمرين.
• شحوب الوجه.

ووفقاً للدكتور أحمد هناك مجموعة من الاحتياطات الواجب على مريض القلب مراعاتها عند ممارسة الرياضة، على سبيل المثال:

• ممارسة الرياضة في جو معتدل (أن لا يكون شديد البرودة أو شديد الحرارة أو ذا رطوبة عالية).
• شرب الكثير من الماء اثناء التمرين لتجنّب الجفاف.
• عدم ممارسة الرياضة بعد تناول الطعام (مع معدة ممتلئة).
• استشارة الطبيب الخاص والمختص قبل الشروع بممارسة الرياضة.
• ارتداء ملابس مناسبة ومريحة عند ممارسة الرياضة لان الملابس الضيقة قد تعيق تدفق الدم في الجسم.
• القيام بتمارين الاحماء قبل البدء بممارسة الرياضة.

ممارسة الرياضة تحت اشراف الاختصاصي

ممارسة الرياضة لمرضى القلب لا يمكن أن تكون بطريقة عشوائية، بل تحتاج إلى بعض الضوابط، واتباع القواعد العامة السليمة لممارسة الرياضة يجنّب مريض القلب الإصابة ببعض الأضرار الصحية.

ووفقاً للمدرب الرياضي أيهم وردة، من المفيد جداً لمرضى القلب ممارسة التمارين الرياضية وخاصة التمارين الهوائية مع مراعاة أربع مراحل لبرنامج التمرين الرياضي تقسّم على الشكل التالي:

• تمارين الإحماء أو التسخين ويقصد منها التدرج في بذل الجهد والإنتقال من حالة الراحة تدريجياً إلى حالة التعب وتستغرق بين 5 دقائق إلى 15 دقيقة.
• التمارين الهوائية مثل المشي، ركوب الدراجة، السباحة، الرقص.
• تمارين التبريد أي التدرج في الإنتقال إلى الراحة تدريجياً وتتراوح مدتها ما بين 5 إلى 10 دقائق.
• تمارين الإسترخاء.

ويشدّد المدرب وردة في حديثه إلى "هي" على أهمية ممارسة الرياضة تحت إشراف مدرب مختص يكون مُلمّاً بالحالة الصحية لمرضى القلب، كما يجب استشارة الطبيب قبل التدريب، من خلال تحديد الفترة الزمنية للبرنامج الرياضي وأن تتناسب شدة التمرين وكثافته وعدد ساعات التمرين في الأسبوع مع الحالة الصحية للمريض خاصة عند تطوير خطة التمرين، فضلاً عن إعلام المدرب في أدقّ التفاصيل عند تنفيذ البرنامج الرياضي، والإفصاح له عن صعوبته أو سهولته، وعن الشعور بأي ألم أو انزعاج في أثناء أداء التمارين. ويضيف وردة أن استخدام التكنولوجيا الحديثة أصبح ضروريا في حياتنا اليومية حيث مكنّت الساعات الذكية والتطور التكنولوجي من الكشف عن عدم انتظام معدلات نبضات القلب على نحو يسمح بالتدخل المبكر لمراقبة وتحديد أي مشكلة خلال فترة التمارين الرياضية أو بعدها.