خبير يؤكد: المناعة العالمية هامة للتغلب على جائحة كوفيد-19
تتواصل حملات التلقيح والتطعيم ضد فيروس كورونا الجديد حول العالم، في محاولة مستميتة من قبل الحكومات والسلطات الطبية لاحتواء عدوى فيروس كورونا التي أودت بحياة أكثر من 4 ملايين شخص حتى الآن منذ ظهور الفيروس التاجي في مدينة ووهان الصينية أواخر العام 2019.
وقد أكدت منظمة الصحة العالمية وغيرها من مراكز الأمراض والسيطرة عليها، أهمية التطعيم ضد فيروس كورونا المستجد باللقاحات المتوافرة حالياً والتي أعطيت الترخيص للإستخدام الطارء بعد سلسلة تجارب سريرية خضعت لها.
وفي هذا الصدد، أكد الدكتور أشيش جها، عميد كلية الصحة العامة بجامعة براون خلال افتتاح معرض الصحة العربي 2021 بدبي أنه لم يكن حتى الغالبية العظمى من الناس في جميع أنحاء العالم محصنين ضد فيروس كوفيد-19، فإننا لن نستطيع التغلب على هذه الجائحة والخروج منها بأسرع وقت ممكن.
مشيراً إلى أنه قد تم تطعيم 10 إلى 15٪ من السكان فقط، أي حوالي ملياري شخص على مستوى العالم، وهو ما يضعنا حاليًا في منتصف الطريق للتغلب على الجائحة على مستوى العالم.
وأضاف الدكتور جها: "في الحقيقة فإننا مازلنا لحد الآن في منتصف الطريق لأسوأ أزمة صحية قد مرت على العالم منذ قرن، والتحديات والصعوبات الناجمة عن الجائحة متنوعة، ويختلف شكل الوباء بشكل كبير بناء على مكانك في أي لحظة".
انخفاض معدلات الإصابة بكورونا مردها إلى..
أفاد الدكتور جها قائلاً: "تنخفض أرقام الإصابات لأن معظم البلدان في حالة إغلاق أو تستخدم تدابير احترازية وإجراءات وقائية للصحة العامة، لذا فإننا نرى تقدمًا حقيقيًا في بعض البلدان الأكثر تضررًا مثل الهند؛ ومع ذلك فإننا لن نتغلب بشكل نهائي على هذا الوباء حتى يحصل غالبية الناس على التلقيح الكامل ضد الفيروس، ونحن لسنا قريبين من ذلك بعد".
وقد تم تسليط الضوء خلال الجلسة على العديد من التحديات التي تواجه إطلاق اللقاح، بما في ذلك المساواة في توزيع اللقاح. وعلى الرغم من الالتزامات العالمية المتعلقة بالإنصاف في توزيع اللقاحات، فإن اللقاح لا يزال غير قادر على الوصول إلى معظم بلدان العالم وخاصة بلدان القارة الأفريقية وأجزاء من بلدان قارة آسيا.
كما ركزت الجلسة الافتتاحية لمعرض الصحة العربي 2021 على ضرورة تأمين المزيد من التعاون الوثيق والشراكات بين القطاع الخاص والحكومة لمعالجة النقص في المواد الخام التي تمنع الشركات من صنع اللقاحات.
وفي هذا الإطار أوضح الدكتور جها قائلاً: "حتى لو كان لديك أشخاص راغبون وقادرون على تصنيع اللقاحات، فهناك نقص في المواد الخام، ومن وجهة نظري الشخصية فهنا يأتي دور الحكومة لبدء العمل مع الشركات التي ليس لديها خبرة كبيرة في مجال المواد الخام، وهنا يجب أن يسأل الناس أنفسهم، "هل يمكننا تغيير التصنيع وتغيير تركيزنا لصنع بعض المواد الخام التي يحتاجها صانعو اللقاحات لإنتاج اللقاحات".
مضيفاً: "نحن بحاجة إلى جهود متضافرة للغاية، وهذا ما سيتطلب إقامة شراكة وثيقة للغاية بين القطاع الخاص والحكومات لإتاحة المزيد من اللقاحات".
من جهته، قال روس ويليامز، مدير معرض ومؤتمر الصحة العربي (آراب هيلث): "أصبحت الصحة العامة في طليعة المناقشات من خلال النظر في الاستراتيجية والسياسة بالتزامن مع تفشي فيروس كوفيد -19 عالميًا. ومع استمرار تأثير الجائحة على مليارات الأشخاص حول العالم، فإنه من المهم بالنسبة لنا إنشاء منصة تركز على المفاهيم الأساسية والعواقب والوقاية من جائحة كوفيد-19 ومكافحتها، فضلاً عن مجالات الصحة العامة الأخرى المتأثرة بالوباء، مثل العوامل الاجتماعية والثقافية والاقتصادية ".