هل الرجال أيضا معرضون للإصابة بسرطان الثدي ؟
مرض سرطان الثدي يحدث ويتطور بشكل رئيسي في النساء، لكن يمكن للرجال أيضا الإصابة بهذا المرض، فعلى العكس مما يعتقد الكثيرون، فإن الرجال أيضا تحتوي أجسامهم على أنسجة الثدي التي ينشأ ويتطور فيها مرض سرطان الثدي عند توفر الظروف الملائمة لذلك، ومن ثم فهناك فإن الرجال أيضا معرضون للإصابة بسرطان الثدي وإن كانت حالات إصابة الرجال بسرطان الثدي نادرة إلى حد كبير.
عوامل تزيد خطر إصابة الرجال بسرطان الثدي:
هناك عدة عوامل قد تزيد خطر إصابة الرجال بمرض سرطان الثدي، ولكن يجب أن يوضع في الاعتبار أن توفر أحد أو عدد من هذه العوامل لا يعني أن الإصابة بمرض السرطان قد أصبحت أمر مؤكد، فالحقيقة أن هناك عدد لا بأس به من الرجال الذين لديهم عامل أو أكثر من العوامل التي تجعلهم أكثر عرضة من سواهم بالإصابة بمرض السرطان، إلا أنهم لا يصابون بذلك المرض طوال حياتهم، في حين أن معظم الرجال المصابين بسرطان الثدي ليس لديهم عوامل خطر واضحة تشجع على الإصابة بذلك المرض، كما هو الحال بالنسبة لسرطان الثدي في الإناث.
وفيما يلي مجموعة من أهم العوامل التي قد تزيد من خطر إصابة الرجال بسرطان الثدي:
الشيخوخة:
تعد الشيخوخة واحدة من أهم العوامل التي تزيد خطر تطور سرطان الثدي لدى الرجال حيث يزداد خطر إصابة الرجال بسرطان الثدي بزيادة أعمارهم، وبشكل عام فإن متوسط أعمار الرجال المصابين بسرطان الثدي حوالي 72 عام عند تشخيصهم بمرض سرطان الثدي.
التاريخ العائلي الذي يتضمن إصابات بسرطان الثدي:
يزيد خطر الإصابة بسرطان الثدي لأي شخص إذا كان سبق وأن أصيب واحد أو أكثر من أفراد عائلته الآخرين (من الأقارب بالدم) بسرطان الثدي، ولقد تحدثت الإحصائيات عن أن 1 من أصل 5 رجال مصابين بسرطان الثدي لديهم قريب ذكر أو أنثى سبق له وأن أصيب بسرطان الثدي.
الطفرات الجينية الوراثية:
الرجال الذين لديهم طفرة جينية في جين BRCA2 أكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي، ومن المعروف أن الطفرة في هذا الجين تزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي بنسبة 6 حالات من كل 100 حالة، إلا أن هذه النسبة لا تتجاوز حالة واحدة من كل 100 حالة بالنسبة الرجال الذين يعانون من طفرة في هذا الجين، كما أن هناك طفرات جينية أخرى قد تتسبب في إصابة الرجال بأنواع من سرطان الثدي مثل الطفرات في الجينات CHEK2، PTEN، PALB2.
متلازمة كلاينفلتر:
وهي واحدة من حالات الخلل الجيني التي يعاني منها الذكور فقط منذ لحظة ولادتهم، وفيها تكون خلايا أجسام الذكور تحتوي على صبغ أو كروموسوم X زائد (في بعض الحالات شديدة الندرة يكون هناك أكثر من كروموسوم X زائد)، ليصبح طرزهم الجيني XXY بدلا من الطرز الجيني العادي في حالة الرجال الأصحاء وهو XY، وتؤثر هذه الحالة المرضية على 1 من كل 1000 رجل، والرجال الذين يعانون من متلازمة كلاينفيلتر لديهم خصية صغيرة وغالبا ما يكونون مصابين بالعقم لأنهم غير قادرين على إنتاج خلايا حيوانات منوية قادرة على القيام بالإخصاب، كما أن أجسامهم تحتوي على مستويات أقل من الأندروجينات (الهرمونات الذكور) ومستويات أعلى من هرمون الاستروجين (الهرمونات الأنثوية) بالمقارنة بالرجال العاديين ولذلك غالبا ما يصابون بما يعرف باسم "التثدي" (gynecomastia) أو النمو الحميد للثدي لدى الذكور، وهو ما يزيد من خطر إصابة الذكور بسرطان الثدي بنسبة تتراوح ما بين 20 إلى 60 ضعف بالمقارنة بالرجال الأصحاء.
التعرض للإشعاع:
التعرض للإشعاع يزيد من خطر إصابة الرجال بسرطان الثدي خاصة إذا ما تعرضت منطقة الصدر بشكل خاص في جسم الرجل للإشعاع المباشر وغالبا ما يحدث ذلك نتيجة الخضوع لعلاج إشعاعي لعلاج السرطان في منطقة الصدر مثل سرطان الغدد الليمفاوية.
الكحول:
الإفراط في تناول المشروبات الكحولية يزيد من خطر إصابة الرجال الإصابة بسرطان الثدي وربما يرجع ذلك إلى التأثير السلبي للكحول على الكبد وهو ما يعد أيضا واحد من أهم العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي.
مرض الكبد:
يلعب الكبد دورا مهما في إحداث توازن لمستويات الهرمونات الجنسية، وفي حالة إصابة الكبد بأحد أمراض الكبد المزمنة مثل تليف الكبد (cirrhosis)، فإن الكبد لا يقوم بوظائفه في الجسم على نحو الجيد مما يؤثر سلبا على توازن مستويات الهرمونات الجنسية في الجسم، مما يؤدي إلى انخفاض مستويات الاندروجين وارتفاع مستويات الاستروجين، لهذا السبب أيضا فإن الرجال الذين يعانون من أمراض الكبد لديهم أيضا فرصة أكبر للإصابة بمرض نمو الثدي الحميد في الذكور (التثدي).
علاج الاستروجين:
تلقي الرجال لعلاج بعقاقير تتسبب في ارتفاع مستويات هرمون الاستروجين في الجسم مثل العلاج الهرموني للرجال المصابين بسرطان البروستات، غالبا ما يزيد أيضا فرصة إصابة الرجال بسرطان الثدي.
البدانة:
أظهرت الدراسات أن خطر الإصابة بسرطان الثدي في النساء يزيد في حالة السمنة، وهو ما ينطبق أيضا على الرجال والسبب هو أن الخلايا الدهنية في الجسم تحول الهرمونات الذكرية (الأندروجينات) إلى هرمونات أنثوية (هرمون الاستروجين)، وهذا يعني أن الرجال الذين يعانون من السمنة لديهم مستويات أعلى من هرمون الاستروجين في أجسامهم بالمقارنة بالرجال أصحاب الأوزان الصحية.
أمراض الخصوبة:
هناك العديد من الأمراض والحالات المرضية التي لها علاقة بالخصوبة في الرجال، تزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي عند الإصابة بها وأشهرها وجود خصية غير مقيدة، أو النكاف في البالغين، أو استئصال خصية واحدة أو كلاهما لأسباب طبية.