طباخات سعوديات لـ هي : نعد أطباق معظم المطاعم بالسعودية
الرياض – شروق هشام
تعتبر آلية العمل المنزلي للسعوديات الحل الأفضل في ظل تزايد نسبة البطالة النسائية سنوياً، باختلاف الدافع الحقيقي وراء ذلك، فهناك من تسعى إلى ذلك من اجل إثبات الذات وإظهار القدرات النسائية، وهناك من أجبرتها الظروف الاقتصادية والمادية على ذلك. وتتعدد المجالات المتاحة لآليات العمل المنزلي إلا أن إعداد الأطباق يعتبر الخيار الأول الذي اختارته العديد من السيدات. ويشهد هذا المجال تطورا مستمرا، فبينما كانت النساء تجهز الأطباق مباشرة إلى المنازل، أصبحن الآن يجهزن الأطباق بالاتفاق مع المطاعم مباشرة.
"هي" استطلعت آراء مجموعة من النساء العاملات في هذا المجال، لتتعرف على كيفية عملهن، ومدى جدواه اقتصاديا.
بدأنا مع "أم فيصل" (45عاماً)، التي تعمل في هذا المجال منذ 10سنوات تقريبا، فقالت: "أعمل منذ سنوات في إعداد موائد المناسبات الخاصة في البيوت، بين الصديقات والمعارف والأقارب، واللاتي لا يجدن وقتا كافيا لإعداد موائد مناسباتهن، أو لا يتقن إعدادها، فكان دخلي المادي مرتبط بالمناسبات فقط، لذلك اتجهت إلى الاتفاق مع ثلاثة مطاعم مشهورة في منطقتي، والتي تستقبل طلبات إعداد موائد أسبوعيا تقريبا، فتحول عملي من موسمي إلى أسبوعي، وارتفع دخلي المادي كثيرا ولله الحمد".
أما "أم أحمد" (40 عاماً)، والتي عرفت بالطباخة الشامية في الأوساط المحيطة بها كونها اشتهرت بإعداد الأطباق الشامية وخاصة المناقيش والكبة والتبولة وغيرها، فقالت: "لا أملك شهادات تؤهلني لخوض معترك الحياة العملية السلسة، وظروفي القاسية دفعتني للعمل حتى أكسب قوتي بنفسي، ولقد وفقت ولله الحمد فشهرتي في الأوساط النسائية دفعت الكثير من المطاعم منها "مطاعم الشام" و"المطبخ الذهبي" للاتفاق معي على تأمين متطلباتهم الخارجية، وأحقق دخلا جيدا جداً من هذا العمل".
وعند سؤال "أم عبدالله" (37 عاماً) حدثتنا عن جولتها الطويلة على عدد من المطاعم، بالرغم من أن أطباقها شهية على حد تعبيرها فقالت: "تتخوف بعض النساء من التعامل مباشرة مع السيدات اللاتي يعدن الأطباق المنزلية، بالرغم من أن أسعاري أقل من المطاعم، لذلك قصدت عدداً من المطاعم للاتفاق معهم ووفقت في الاتفاق مع مطعم "المطبخ السعودي"، وأصبحت الآن أجهز يوميا قائمة معينة تضم عدداً من الأصناف وبكميات محددة، وبراتب شهري بسيط، كما أجهز أسبوعيا قائمة ببعض الأصناف الإضافية حسب زبائنهم، وتحتسب بدخل إضافي، ويعتبر دخلي متوسطا إلا أن ذلك أفضل من التعامل مع النساء مباشرة".
وتحدثت "أم عبدالوهاب" (48 عاماً) بروح مرحة يملؤها التفاؤل عن مشاريعها المستقبلية فقالت: "لا أحتاج إلى التعامل مع مطاعم فأنا ولله الحمد أستقبل طلبات كثيرة من السيدات مباشرة، وبحجوزات مسبقة وأحقق دخلا مادياً مجزياً، وتساعدني في إعداد الأطباق ابنتي (21 عاماً) لا سيما أنها تجيد عمل الحلويات الغربية وخاصة "التشيز كيك" و"التارت" وغيرها، وأفكر في إنتاج كتاب لفن الطهي العالمي، أو فتح مطعم أشرف عليه بنفسي".
وعند سؤال الخبير الاقتصادي "لؤي سعيد" عن مدى جدوى هذا العمل اقتصاديا، قال: "يعتبر هذا العمل مجالا استثماريا منزليا جيدا، خاصة أنه يدر دخلا على الكثير من الأسر ويحقق كثيرا من متطلباتها الأساسية، وترتفع جدواه الاقتصادية بانخفاض التكاليف الرئيسية وهي المواد الغذائية والأدوات الخاصة بالطهي، حيث يعتمد هذا العمل على مجهود السيدات أنفسهن من دون تحمل أعباء مالية متمثلة في الرواتب أو الإيجارات وغيرها".