عدنان أكبر... مصمم أزياء عطر باريس برائحة السعودية
أبوظبي – فاتن أمان
عدنان أكبر مصمم أزياء سعودي كان من أشهر المصممين العالمين في نهاية القرن العشرين، ومن أوئل المصممين السعوديين. أول تصميم له كان عام 1969. أقام معارض كثيرة عالمية خارج وداخل السعودية وكسب من خلالها أكبر جوائز عالمية على مستوى القارات الخمس.
عندما كان في العاشرة من عمره، كان يمسك بالعرائس الصغيرة يصنعها لإخواته الصغار، ولم يخطر في ذهنه آنذاك أنه سيكون في يوم من الأيام أحد النجوم في عالم الموضة والأزياء.
قام بإبتكار العديد من التصميمات التي بلغت تكلفتها في التصميم الواحد حوالي ثلاثمائة ألف ريال وصمم لسيدات المجتمع وزوجات رؤساء الدول منهم سوزان مبارك وساجدة خير الله طلفاح، والأميرة ديانا زوجة ولي عهد بريطانيا وزوجة جاك شيراك الرئيس الفرنسي السابق.
البداية فساتين زفاف
بدأ مصمم الأزياء عدنان سراج أكبر تصميم أزياء الأفراح من مسقط رأسه مكة معتمداً على عاملات تطريز افريقيات، قبل ان يرحل الى كراتشي لتعلم العلوم السياسية وتصميم الأزياء. وفي عام 1968 حطّ متدرباً في دار مدام سيلفيا في بيروت أشهر مصممات أزياء زمانها. ذهب بعدها الى باريس وقضى اياما وليالي في مكتبة فوج، وحين عاد من فرنسا الى جدة في 1970، افتتح اولى متاجره في حي الرويس، كأول محلي يصمم فساتين هوت كوتور في البلاد. ثم بدأ يتعامل مع الديوان الملكي والنخب التجارية.
قصة وراء لقب "مصمم"
عام 1979، كان عدنان متواجدا في روما في زيارة عمل، وهناك إلتقى بأحد مصممي الأزياء المعروفين في إيطاليا وهو السنيور "كتالدو"، ولم يكن اللقاء في البداية حارا، لعدم إطلاع الأوروبيين آنذذاك بالحضارة والثقافة العربية، ولكن ما أن إطلع السنيور كتالدو على نماذج من أزياء أكبر، حتى تملكته الدهشة وتغير موقفه وإسلوب تعامله، وبادر بإجراء إتصالات فورية بالمهتمين بالأزياء في روما ليخبرهم بوجود مصمم أزياء عربي نادر في ذوقه وتصاميمه. وكانت هذه هي البداية مع لقب مصمم، وأخذت بيوت الأزياء والصحافة العالمية منذ ذلك الحين تطلق لقب مصمم على عدنان أكبر، وبذلك يكون هذا اللقب قد منح له من قبل كبرى بيوت الأزياء في العالم ولم يطلق عليه جزافا، علاوة على كونه من الأصل رائدا لفنون الأزياء في المنطقة لأكثر من عشرين عاما آنذاك، إلا أن هذا اللقب الذي منح له، يعتبر إعترافا وشهادة من بيوت الأزياء والموضة في العالم.
الإنطلاق للعالمية
مع عام 1982 كانت عروضه قد وصلت الى ميلان، كان، امستردام، القاهرة، جدة والرياض. وفي يوليو 1988 بدأت تصماميه في احداث صرعة في عالم الهوت كوتور، وسمّته دار كريستيان لاكروا المرموقة مُصمم العام، وتعاقد حصرياً مع دار "بيانشيني فييرر"، وهي دار أقمشة فاخرة، مقرها ليون وتمد دور شانيل ولاكروا وارماني بالأقمشة الفاخرة الحصرية كأول عربي يحوز على تلك الريادة.
توجّ نجاحاته بدعوته لعرض تصماميه في الحفل الفرنسي الشهير International Fashion Festival في ساحة برج ايفيل في عام 1989 امام 200 ألف مشاهد، في عرض اسطوري قدمت فيه 25 عارضة تشكيلته الذهبية تحت انعكاس الألعاب النارية الذهبية، مع 40 جملاً تهيم في الخلفية كناية عن الطابع العربي. واطلقت الصحافة الفرنسية عليه من حينها لقب إيف سان لوران الشرق.
رائحة السعودية في باريس
كتبت عنه أكثر صحف الموضة شهرة منها صحيفة نور ليتورال الفرنسية قالت عن العرض: تفرق الحضور، وبقيت رائحة السعودية في باريس.