مجموعة قزي وأسطا من الألبسة الفاخرة لربيع وصيف 2022

مجموعة قزي وأسطا من الألبسة الفاخرة لربيع وصيف 2022

يرتبط الإبداع غالبا بالخيال وتلك القُدرة على التحليق عاليا ليُحول ما حفظه الحس من صور وذكريات إلى واقع محسوس. وهذا ما تؤكده تشكيلة "قزي وأسطا" لربيع وصيف 2022 التي تكمن قُوتها في تحررها من كل ما هو معهود ومألوف واتكائها على خيال إبداعي. تظهر بوجهها الرومانسي الفخم وتشكلاتها الفنية التي تلعب على الأحجام والألوان، لتُخفي بين ثناياها وطياتها وتطريزاتها زخماً من الأفكار التي لخص فيها المصممان  رؤيتهما وأحلام كل امرأة تواقة للابتكار والتفرد. على عكس التيار السائد لم يتقيدا بتيمة واحدة، بل أضفيا على كل قطعة شخصيتها الخاصة بها لتأتي التشكيلة وكأنها باقة مُترعة بالألوان والأشكال. يقول جورج قزي "كانت النية في البداية تقديم تشكيلة متكاملة لكن بعدد أقل مما تعودنا عليه في السابق، لهذا كان مهما أن تأتي في غاية التميز بحيث تأخذ كل قطعة حقها من الجهد والوقت والفرادة".

الفكرة التي انطلق منها الثنائي جورج قزي وأسعد أسطا أن يُحررا المرأة من قيود الأفكار المسبقة. ترجمة هذه الفكرة تمثلت في أن تأتي كل قطعة فريدة من نوعها، لها نُكهتها ورائحتها ولونها الخاص بها. والمفاجأة أنهما أثناء هذه العملية نجحا في تحويلها إلى مُتعة قائمة بحد ذاتها. فكل فستان لخص جانبا من الحياة يحبانه أو يحلمان به أو سجلته ذاكرتهما عبر السنوات.  

يتسلم أسعد أسطا خيط الحديث من جورج قائلا "بقدر ما أردنا عدم التقيد بأي قواعد تحدد أفكارنا، رغبنا في تحرير التشكيلة من أي قيود من شأنها ان تُؤثر على الحركة وكم الجمال. توصلنا بعد عدة مناقشات أنه ليس مفروضا علينا أن نتمسك بفكرة أن تخضع التشكيلة لعنوان واحد أو تأتي تحت مظلة تيمة واحدة. في المقابل، ارتأينا أن نقدم كل فستان بموضوع ومصدر إلهام مختلفين، وبهذا نعطي كل قطعة حقها ونصب فيها كل ما تعنيه الهوت كوتور من فنية وحرفية ورقي".

مع بدء عملية الإبداع،  وجد جورج وأسعد نفسيهما يدخلان لعبة مثيرة أدواتها الأحجام والألوان والأقمشة. اكتشفا أن الفكرة خدمتهما كما خدمت التشكيلة من ناحية أنها حررت خيالهما وأطلقت لهما العنان للسفر إلى أماكن وثقافات بعيدة ودخول متاحف وحدائق غناء والغوص في كتب الأدب وقصص الأساطير والغرف منها من دون قيد أو شرط. والنتيجة كانت باقة متنوعة كل ما فيها يعبق بالحرفية والأناقة الرفيعة، لاسيما وأن المصممان لم يبخلا عليها بأي شيء مترف أو فخم، فضلا عن حرصهما العميق على أن تحمل بين ثناياها وجوانبها كل ما يذكر بأنها راقية ورفيعة.   

أقمشة مترفة، مثل التول والحرير وحرير الكريب والغيبور والرافيا، تعود للظهور في هذه التشكيلة مع إضافات تعتمد على  تقنيات متطورة منسوجة بطرق يدوية رفيعة مثل الرافيا التي استعملت في الموسم الماضي وعادا إليها بشكل أكثر جمالا وإتقانا. استعملا أيضا التطريزات بسخاء محسوب، بحيث تمركزت في أجزاء مُحددة ومدروسة تجعلها تبدو وكأنها جُزء منها وليس مجرد زخرفات للتزيين. يؤكد جورج أن التركيز على كل قطعة على حدة منحهما فرصة أكبر للتفنن في التطريز بدءا من رص اللؤلؤ أو استعمال ريش الأورغنزا أو الورود وغيرها من التفاصيل التي ظهرت في الفساتين والاكسسوارات المكملة لها على حد سواء. أما بالنسبة للخطوط، فقد لعبا فيها على فنية الأحجام والمزج بين الألوان، فهما لا يمكن أن يتجردا من عشقهما للفن بكل أنواعه، مثل فستان مستوحى من لوحة فنية للرسام بول جاكسون بولوك، وفستان ثاني من لوحة أوفيليا للفنان سير جون إيفريت ميلايس وثالث منحوت على شكل مزهرية مستوحى من فن البورسلين الصيني، ورابع من أسطورة الملك آرثر وغابة بروسليان وخامس من جمال الأندلس وسادس يفوح بعبق جايبور وهلم جرا.  تشكيلة لا تترك أدنى شك بأنها تُدخلنا عالم المصممين، لنتعرف أكثر على اهتماماتهما في الفن والأدب والحياة ككل، لكنها أيضا تحتفل وتعبق بالجمال في أرقى حالاته.