Armani Privè ربيع وصيف 2024 للأزياء الراقية... يتلاعب المصمم الأسطوري بالـكوتور ليوسع معانيه ويكسر دائرة إلهامه لِيخاطب امرأة العالم من الغرب الى الشرق
التقرير
Armani Privè ربيع وصيف 2024 للأزياء الراقية... يتلاعب المصمم الأسطوري بالـكوتور ليوسع معانيه ويكسر دائرة إلهامه لِيخاطب امرأة العالم من الغرب الى الشرق
في أسبوع باريس للأزياء الراقية لطالما ما تكتظ هذه الأيام المحدودة بالمجموعات و إثارة الجدل والدراماتيكية و العناوين الشائقة التي تجعل من الموسم حدثاً لا ينسى و مجموعات بعضها تُحفر في تاريخ الأزياء الراقية و بعضها يثير الإعجاب و يلتزم بتحقيقه للمعايير المتوقعة الموضوعة من قبل المصمم و دار الأزياء و المستوى المُقرر، أما البعض فواقعياً قد تقع مجموعاتهم في دائرة المجموعات التقليدية التي تُكرر الانطباع المأخوذ كَرة و أخرى فتنتهي في طي المجموعات التي تركت أقل أثراً تبقى ذكراه في المخيلة و ترن أصداء جماليتها في الذاكرة، فهذا هدف يصعب تحقيقه بتقديم مجموعة رائعة فقط اليوم من دون اللجوء الى الجانب المسرحي في تقديم عرض الأزياء أو إضفاء لمسة من الدراماتيكية لتسليط الضوء على المجموعة ولكن هذه القاعدة لا تنطبق على المصمم الأسطوري "جورجيو أرماني" الذي يقوم بتقديم مجموعة رائعة التنفيذ و بجمال آخاذ وتصاميم متناهية التميز و يجعل من حرفته و موهبته و خبرته بالتحدث فقط من خلال المجموعة دون الحاجة الى أي عنصر مساعد ليحقق الإبهار.
في اليوم الثاني من أسبوع باريس للكـوتور ختم المصمم الإيطالي جدول اليوم بمجموعة سابقة من نوعها في سيرته المهنية حيث أراد أن يُظهر جانبه المرن والمَرح في هذه المجموعة التي أطلق عليها Haute Couture en Jeu.
تمثل مجموعة "أرماني بريڤيه" لـربيع وصيف 2024 تلاعب ولحظة من التهرب بالتعلق بمفهوم أو ثيم واحد.
وتَظهر رغبة "أرماني" في التحرر من التقاليد بعد 19 عامًا من تأسيس خط Privé الخاص به. هذه العبارة، بمعناها المزدوج المتمثل في "وضع الأزياء الراقية في اللعب" و"الأزياء الراقية تستمتع باللعب" تلخص شجاعة المصمم، والمجازفة، والابتعاد عن أسلوبه المميز.
بأسلوب "أرماني الحقيقي" تستوحي المجموعة الإلهام من الثقافات المختلفة، من الغرب إلى الشرق، لتمثل حلم المرأة التي تتأثر بكل مكان تزوره.
مزيج من الألوان المائية الرائعة والشاحبة والناعمة حيث تُضاء الإطلالات ببريق التطريز، مما يخلق أزياء مرحة وخفيفة.
لم تكن هذه المجموعة سوى شهادة على إتقان المصمم الخالد وإبداعه الجريء حيث أظهر أرماني في عمر 89 عامًا حدة وحيوية تأتي من خبرة رصينة وبمكانته في صرح الموضة ومشهد الأزياء الراقية التي تُمكنه هو فقط بكسر القوانين التي وضعها ليُعيد تعريفها لمجموعة واحدة وموسم واحد، فتصاميم "أرماني" لكل مكان وزمان.
أما المجموعة، مكونةً من 92 إطلالة، وُسع بها "أرماني" حدوده الجغرافية للإلهام وابتعد عن اختيار موضوع فردي وسلط الضوء على التحرر من القيود الإبداعية والشمولية مما يمثل خروجاً عن نهجه المعتاد.
من الكيمونو الى الساري، البِدل الأنثوية والفساتين الفخمة..جميعها تطرق لها "أرماني" بسلاسة غير مسبوقة وكأنه يُحيك خيط متصل رغم توسع نسيج إلهامه.
تأرجحت المجموعة ما بين الصور الظلية الرقيقة الى الضخمة، والتفاصيل الهادئة الى البارزة، كلاسيكية التصميم وتعقيد الحرفة التي جميعها تعكس تنوع "أرماني" وتقع تحت لمسة ومنظومة العملاق الإيطالي وحِسه الذي لا يضاهى في التصميم.
تألقت المجموعة المضيئة، بالشك والتطريز والزخارف المتلألئة احتضان "أرماني" لمفهوم البذخ وأصول الأزياء الراقية وما تعنيه من الاهتمام اللامتناهي وتَميز التصاميم جمالياً وحِرفياً.
لم يكن البريق صادر من الزينة المعقدة من الشك والتطريز فقط، بل من أقمشة "أرماني" اللامعة التي عكست الإضاءة كما لو كانت من صورة من صنع التكنولوجيا.
أعطتنا لوحة الألوان لهذه المجموعة الشعور باحتفالية المصمم بها ومرحه الذي تُرجم بولوجه عن المعتاد،
حيث تأرجحت ما بين الدرجات الزهرية الدافئة والأسود والألوان المائية الرقيقة التي أضافت للقطع جودة أثيرية وشفافة، مما زاد طبقة أخرى من الرقي.
وقد لقي تحرك أرماني الجريء صدى مع تفضيلات عملائه الأثرياء الذين يبحثون عن قطع غير عادية. وقد أكد الصف الأمامي، الذي شهد حضور نجوم بارزين مثل "غلين كلوز" و "غوينيث بالترو" و "ناتاليا فوديانوفا" على جاذبية المجموعة الاستثنائية.