Marni لخريف 2025: عندما تذوب الأزياء في قلب الفن

39

المجموعة

في مجموعة "مارني" لخريف 2025، الفن لم يعد مجرد تأثير، بل أصبح نسيجًا حيًا ينسج هوية المجموعة. تحت إشراف المدير الإبداعي "فرانشيسكو ريسو" تُعيد الدار الإيطالية تأكيد مكانتها كمختبر بصري متفجر بالألوان والتجريب، حيث تتلاشى الحدود بين الموضة والتعبير الفني، لتتحول إلى عالم حسي نابض بالحياة.

التعاون هو جوهر رؤية "ريسو"، وهذا الموسم يُجسد هذه الفلسفة من خلال تعاونه مع الفنانين البصريين "سولدجر بويفريند" و "أولالو سلاون"،وهما موهبتان في عالم فن البوب، يستخدمان طلاء الرشّ لرسم وجوه متدفقة متحولة. وقد وجدت أعمالهما بُعدًا جديدًا في عالم "مارني"، حيث تسللت هذه الأشكال المذابة إلى المعاطف المزينة بالفرو، والسترات الرسمية، والفساتين الحريرية، مما حول الأجساد إلى لوحات حية تتحرك بإيقاع درامي وسريالي.

لم يكن اختيار العارضات عشوائيًا أبدًا؛ بل كان جزءًا من سردية محكمة البناء. افتتحت العرض أميليا غراي، تلاها ظهور "ترايسي إليس روس"، "بالوما السيسر"، و "دارا ألين"، في مشهد أشبه بموكب فنّي راقص، حيث تسللت الفساتين التي تشبه بجعات متحررة، ووشاحات الفرو الضخمة، والتنانير ذات الطيات المتدفقة، لتخلق حالة من التموج السينمائي. حضور هؤلاء النساء لم يكن مجرد عرض تمثيلي، بل كان تصويرًا لفكرة الاحتفاء بالهوية الفردية، حيث تصبح كل امرأة عملاً فنياً قائماً بذاته.

"مارني" لخريف 2025 كان ملعبًا للـ"ماكسماليزم"، حيث انمّحت الخطوط بين القطعة والأخرى. هل هذا معطف؟ هل هو نحت؟ هل هو تجربة في التفكيك؟ الملابس نفسها دعت المتفرجين للتساؤل عن حدود الأزياء كوسيط فني، حيث اندمج الفراء بالألوان الصاخبة، وتحولت القصّات الهندسية إلى حالة تأمل بصرية.

في أجواء حميمية أقرب إلى مقهى فني سريالي، جلس الضيوف على طاولات صغيرة، يحتسون مشروباتهم بينما قادهم "ريسو" في رحلة حسية، أشبه بلوحة متحركة من الألوان والأنسجة، حيث الأزياء لم تكن تُعرض، بل كانت تُؤدى، لم تكن جامدة، بل نابضة بالحياة.

وسط هذا الجنون الإبداعي، برزت البدلات المخملية ذات القواطع المتموجة، مضفية لمسة من الفخامة السينمائية، بينما تألقت قطع الساتان الحسية، بعضها مزين بالفرو، والبعض الآخر مُطرز بزخارف زهرية رقيقة، لترسم مزيجًا متناقضًا بين العشوائية والانضباط، وبين الجرأة والرقة.

في النهاية، مجموعة "مارني" لخريف 2025 هي بوابة للخيال، دعوة للانطلاق في عالم حيث تلتقي الأزياء بالفن، وتتصادم ثم تنفجر لتُشكّل شمسًا وردية مشتعلة، تحثنا جميعًا على الجرأة، واللعب، والحلم بلا قيود.