PRADA خريف 2025: تمرُّدٌ فكريٌّ على حافةِ الجمال (فيديو)

نورا البشر

PRADA خريف 2025: تمرُّدٌ فكريٌّ على حافةِ الجمال (فيديو)

"برادا" لا تقدِّمُ مجموعةً موسميّةً بقدر ما تنسجُ أطروحةً فلسفيّة، تُطرَحُ فيها الأسئلة بحدةِ المقصِّ أكثر من الكلمات. هناك دائمًا ذلك الصراعُ بين الشكل والمعنى، بين الفكرة والمادّة، بين ما نراهُ وما نخالهُ كامنًا في الظلال. وفي خريف 2025، تواصل "ميوتشيا برادا" و "راف سيمونز" هذا التحدّي الأبدي، حيث لا يكون الجمال استجابةً بقدر ما يكون استفزازًا، ولا تكون الأنوثة قالبًا، بل مساحةً تُعادُ صياغتُها مرّةً بعد مرّة.

إعادة تعريف الأنوثة: لغةٌ غير مكتملة

“ما هي الأنوثة اليوم؟” ليس مجرّد سؤال، بل عمليةُ تفكيكٍ لمفهومٍ تطوَّرَ على مرِّ العصور، يُختبرُ هنا من جديد عبر الأقمشة، الخطوط، التفاصيل العابثة بمعايير الجمال التقليدي. الفساتين، التي لطالما مثّلت التعبير الأكثر كلاسيكيةً عن الأنوثة، تأتي بأشكالٍ هندسية صارمة، بقصّاتٍ حرة تبتعدُ عن الإغراء السهل لتطرح بديلاً أكثر تعقيدًا، أكثر وعيًا.

هنا، لا تلتصقُ الأقمشةُ بالجسد، بل تتحركُ حولهُ في جدليّةٍ مستمرة بين الاحتواء والتحرُّر. تتكسّرُ الصورة النمطيّة للجمال في الحواف الخام، في الفساتين التي تبدو كأنها عاشت عمرًا قبل أن تصلَ إلى المنصّة، في تلك الأزرار المغطّاة، والفيونكات الصغيرة التي لا تهمسُ بالحنين، بل تتحدّى سطحيّته. هذا ليس نوستالجيا، بل إعادة قراءة، تأمُّلٌ يضفي على الماضي بعدًا جديدًا.

مجموعة PRADA خريف و شتاء 2025 للملابس الجاهزة
مجموعة PRADA خريف و شتاء 2025 للملابس الجاهزة
مجموعة PRADA خريف و شتاء 2025 للملابس الجاهزة
مجموعة PRADA خريف و شتاء 2025 للملابس الجاهزة
مجموعة PRADA خريف و شتاء 2025 للملابس الجاهزة
مجموعة PRADA خريف و شتاء 2025 للملابس الجاهزة

الكمال المُشوَّه: عندما تصبح العيوب لغة

امرأة "برادا" لا تبحثُ عن الكمال، بل عن الحقيقة، حتى لو جاءت غير مكتملة، متشظّية، محمّلة بأثر الزمن. هناك في هذه المجموعة تمرُّدٌ على كلّ ما يبدو متناسقًا أكثر من اللازم، حيث تأتي الأحجامُ مختلّة عن عمد، والخطوطُ غير مستوية، كأن التصميم في حالة حركة مستمرّة، غير مستقرّ، كأنه يسألُ ذاته قبل أن يسألنا: ماذا يعني أن تكون أنيقًا اليوم؟

الألوان هادئة، لكنها تحمل توترًا داخليًّا. الأسود الفاحم، الرمادي العميق، البني بلون التبغ، يسيطرون على المشهد، تتخلّلهم فجأة ومضاتٌ من الأحمر القاني أو الأصفر الخردلي، والأزهار الربيعية كضوءٍ يندفعُ داخل عتمةٍ مدروسة، كتوقٍ مفاجئ لكسر القواعد في اللحظة الأخيرة. وفي التفاصيل، تتداخلُ المجوهرات الثقيلة، الحقائب الصلبة، القفازات الحريرية، لا كزينة، بل كإشاراتٍ مُشفَّرة، كحوارٍ صامتٍ بين النعومة والقوة، بين الرقةِ والخشونة.

مجموعة PRADA خريف و شتاء 2025 للملابس الجاهزة
مجموعة PRADA خريف و شتاء 2025 للملابس الجاهزة
مجموعة PRADA خريف و شتاء 2025 للملابس الجاهزة
مجموعة PRADA خريف و شتاء 2025 للملابس الجاهزة
مجموعة PRADA خريف و شتاء 2025 للملابس الجاهزة
مجموعة PRADA خريف و شتاء 2025 للملابس الجاهزة
مجموعة PRADA خريف و شتاء 2025 للملابس الجاهزة
مجموعة PRADA خريف و شتاء 2025 للملابس الجاهزة
مجموعة PRADA خريف و شتاء 2025 للملابس الجاهزة
مجموعة PRADA خريف و شتاء 2025 للملابس الجاهزة

الأناقة كفعل مقاومة

"برادا" لا تهتمُّ بأن تكون الموضة سهلةً أو مباشرة. فهي لا تقدّم إجابات، بل تصيغُ أسئلةً جديدة، تدفعُنا إلى التفكير، إلى إعادة النظر فيما نرتديه، فيما نراهُ جميلًا. هذه المجموعة ليست احتفاءً بالأنوثة، بل تشريحٌ لها، محاولةٌ للإمساكِ بها قبل أن تتفلّت، أو ربما، إفساح المجال لها كي تتغيّر بحرية.

في خريف 2025، لا تعيدُ "برادا" تعريف الأنوثة، بل تتركها مفتوحةً، قابلةً للتأويل، عصيّةً على التقييد. وهنا، يكمن سرّ خلودها.

مجموعة PRADA خريف و شتاء 2025 للملابس الجاهزة
مجموعة PRADA خريف و شتاء 2025 للملابس الجاهزة
مجموعة PRADA خريف و شتاء 2025 للملابس الجاهزة
مجموعة PRADA خريف و شتاء 2025 للملابس الجاهزة

مجموعة PRADA خريف و شتاء 2025 للملابس الجاهزة