Ferragamo خريف و شتاء 2025 للملابس الجاهزة: حوار بين الحِرفة الإيطالية و الرَقص

56

المجموعة

في عالمٍ حيث تتحدث الحركة بصوت أعلى من الكلمات، يُقدِّم "ماكسيميليان ديفيس" مجموعةً لا تكتفي بالسير على منصة العرض، بل ترقص خلالها. في "فيراغامو" لخريف 2025، يُبدع المصمم البريطاني حوارًا مُتقنًا بين الصرامة والانسيابية، بين الانضباط والانطلاق. إنها مجموعة تتجلى فيها الحِرفية الإيطالية كقصيدة راقصة، منحوتةً بالدقة لكنها تتحرك بمرونةٍ تشبه همسات النسيج على الجسد.

على مدرج مُغطى ببتلات حمراء متناثرة، تبدأ العرض مقدمةٌ سينمائية، تمهيدٌ للحب، للقوة، وللإغواء الخفي. يستلهم "ديفيس" من "بينا بوش"، أيقونة الرقص المسرحي التي حولت الحركة إلى لغةٍ من المشاعر، فتتجلى بصماتها في تصاميمٍ تتأرجح بين الصلابة والإغراء، الحدة والرقة.

فن التوتر: حين تلتقي الصرامة بالتحرر

يثبت "ديفيس" موسماً تلو الآخر، أنه لا يُعيد ابتكار إرث "فيراغامو" فحسب، بل يكتب له لغةً جديدة، أكثر حداثةً وأكثر خلودًا. وهنا، يكمن جمال التناقضات: قصّات ذكورية مشدودة تُخفِّفها أقمشة تنساب بحركةٍ حرة، وخطوطٌ هندسية تُكسر بشفافيةٍ متعمدة.

المعاطف الطويلة تنساب برشاقةٍ فوق الأرض، بينما الأكتاف الحادة والخصور المحددة تعكس ملامح الأناقة الكلاسيكية، ولكن بمرونةٍ تُمكِّنها من التحرك بانسيابية مع الجسد، لا ضده.

الأقمشة الشفافة تُلامس الجلد بخفةٍ مدروسة، تُنسّق مع ستراتٍ مُحكمة القصّ، بينما الفساتين الحريرية تتطاير برهافة راقصة في لحظاتها الأخيرة على المسرح. أما إدخالات الفرو، فهي تمزج بين البدايات البرية والترف المُنضبط، مما يضفي على المجموعة طاقة بدائية ولكن راقية في آنٍ معًا.

أما لوحة الألوان، فهي مقصودةٌ تمامًا: أسود، أبيض، بني، ودرجات الأحمر القرمزي، تُمثل عمقًا ورُقيًا يهمس بالإغراء والغموض. فهنا، الحياد لا يعني البرود، بل إيقاعًا هادئًا ينبض بجرأةٍ خامدة تحت السطح.

الأزياء كرقصةٍ : توازن بين السيطرة والانطلاق

هذه المجموعة ليست عن الزينة، بل عن النوايا. كل قطعة لا تُرتدى فقط بل تتحرك وتتنفس، تمامًا كما يفعل الراقص على المسرح. الفساتين الانسيابية، معاطف الترينش، والقطع المُعاد تشكيلها هي مفاتيح خزانة امرأة تدرك أن الحركة هي امتدادٌ لوجودها.

المعاطف الجلدية تنبض برفاهيةٍ غير متكلّفة، بينما تكشف التصاميم الشفافة عن لغة صامتة من الرغبة والتحكم. حتى الإكسسوارات تُكمل هذه الرقصة، حقائب مُحكمة تُحمل بأسلوبٍ متأنق، وأحذية تمنح كل خطوة إيقاعًا مدروسًا، ومعاطف تُرتدى وتُخلع بخفة راقصة تستعد للخروج من كواليس المسرح.